توالى توافد طلاب المدارس والجامعات الى الصرح البطريركي في بكركي لمواصلة ما بدأوا به أول من امس، أي الترحيب بالبطريرك الماروني نصر الله صفير العائد من جولته الأميركية. لكن صفير قال أمس ما لم يقله امام عشرات الآلاف الذين احتشدوا في باحة الصرح في الليلة السابقة. فبعدما دعا الطلاب الى "الاستعداد للامتحانات النهائية لتحصلوا على الشهادة التي لا بد منها فتكون وسيلة لعيش كريم"، وبعد إشارته الى "أن معظم الشباب الذين التقاهم في بلدان ومدن زرناها ذهبوا من لبنان لأنهم لم يتمكنوا من إيجاد عمل لهم وأن يخدموا بلدهم فيه"، أكد "أن حامل الشهادات الحقيقية لا المزيفة في إمكانه ان يخدم بلده، وإذا كان بلده لا يفسح له في المجال فسيخدم غيره". وأضاف: "ان الاستقلال لا يستجدى ويجب ان يؤخذ ليس بالمعارك وإنما بالموقف، ويجب ان يعرف الإنسان ما يريد ويطالب به وهو مطلب حق، لذلك فإن ما نطالب به وتطالبون به هو مطلب حق وعلينا المطالبة به بالطرق المشروعة من دون ان يكون هناك قتال أو سفك دماء، لا سمح الله، كما خبرناه. ونحمد الله ان هذه الصفحة طويت وعلينا فتح صفحة جديدة هي صفحة الموقف التي هي أقوى من السيف الحديد. فلبنان أنتم وعليكم الاستعداد لتكونوا في الساحة عما قريب، ولبنان لكم اكثر منا لأنكم شباب". وأمام وفود طالبية اخرى من البترون وجبيل وغوسطا جاءوا يهتفون "الله ولبنان والبطريرك وبس"، قال صفير: "للبطريرك حدود ولغير البطريرك كذلك، وإنما لبنان ليس له حدود ونحن نقول معكم "الله ولبنان وبس" لا نريد شعارات عدائية إنما نريد المطالبة بحقنا، فالشعارات العدائية لا تفيد، نريد ان نطالب بالسيادة والاستقلال لا بغير ذلك". وتلقى صفير اتصال تهنئة بعودته من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، والتقى رئيس لجنة تطويب البطريرك اسطفان الدويهي السيد جوزف الرعيدي الذي قارن بين ما عمله الدويهي والبطريرك الأول يوحنا مارون وما يعمله صفير اليوم من "حمل للقضية اللبنانية". فرد صفير: "الكلام الذي قلتموه قد لا ينطبق علينا، ونعرف ان بيننا وبينهما مسافة شاسعة نحاول أن نقطعها ولكن يستحيل علينا ذلك". وفي المواقف، واصل العماد ميشال عون حملته على حكام لبنان "الذين أصبحوا أقل من الدمى المتحركة على المسرح السياسي الداخلي والخارجي". ورأى "أن اللبنانيين اجمعوا، قيادات وشعباً على وجوب المصالحة الوطنية التي يتكلم عليها النظام السوري بإيجابية ويعد برعايتها منذ 11 عاماً لكنه يقوم فعلاً بعكسها". وسأل: "أوليس الحوار المسؤول والشجاع هو الذي يشكل البداية لإصلاح الأخطاء التاريخية وتنقية اجواء المستقبل؟". وقال: "إن كل جيوش الأرض تهزم في مواجهة الشعوب المسلحة ب"اللاعنف" والإرادة الصلبة والإيمان بحقها، وأن ما خسرناه بالفرقة يجب ان نحققه باللقاء ونكمل بالحوار... حددوا لنا اليوم والساعة والمكان وسنكون في انتظاركم". وجدد النائب جورج ديب نعمة الدعوة الى الحوار في كل الشؤون، مقدراً للحكومة ما تقوم به، "لكننا نأمل بمزيد من التحرك لإطلاق الحوار وتفعيله في كل القضايا ومنها العلاقات مع سورية". في غضون ذلك، لا يزال الكلام الذي أطلقه امام بلدة الكريخات - عكار الشيخ رفاعي حمود ضد صفير وتهديده بمضايقة المسيحيين في المنطقة... يتفاعل. وتقدم المحامي ايلي اسود بإخبار الى النيابة العامة التمييزية طالباً التحقيق مع حمود ومع كل من يظهره التحقيق في جرائم النيل من الوحدة الوطنية والواقعة على أمن الدولة الداخلي وأمن المواطنين. وكان محاميان من "التيار العوني" تقدما بإخبار مماثل اول من امس.