أمل الرئيس اللبناني ميشال سليمان بأن يشكل شهر رمضان «مناسبة للعودة إلى الذات والضمير والتبصر في مصلحة الوطن وترسيخ الهدوء والاستقرار ووضعها فوق كل اعتبار»، معرباً عن أمله بأن يبقى «اللجوء إلى الحوار والتفاهم السبيل الأنجع لحل أي مشكلة او اختلاف». وجدد سليمان القول امام وفد «جبهة العمل الإسلامي» برئاسة الشيخ زهير جعيد «التشديد على الوحدة الوطنية التي تبقى صمام الأمان الوحيد والسد المنيع في وجه الدسائس والفتن التي تسعى إسرائيل إلى قيامها في لبنان». وكان سليمان انتقل إلى الصرح البطريركي في الديمان على متن طوافة عسكرية، يرافقه وزيرا الدفاع الياس المر والداخلية والبلديات زياد بارود، للمشاركة في القداس الذي ترأسه البطريرك الماروني نصرالله صفير في إطار النشاطات السنوية السادسة لحديقة البطاركة والذي تلته إزاحة الستار عن تماثيل البطاركة صفير، اسطفان الدويهي ويوسف حبيش. واستقبل سليمان عند مدخل الصرح المطرانان رولان أبو جودة وسمير مظلوم ورافقاه إلى داخل الصرح، حيث كان في انتظاره البطريرك صفير. وعقد الجانبان خلوة على شرفة الجناح الخاص للبطريرك في الديمان . وترأس صفير قداساً لراحة أنفس البطاركة الموارنة في واحة جورج إفرام للتأمل والصلاة، المتصلة بالحديقة، حضره الى جانب سليمان والمر وبارود، النواب: ستريدا جعجع وإيلي كيروز وإيلي ماروني، الوزير السابق ابراهيم الضاهر، النائب السابق جبران طوق، العميد وليم مجلي ممثلاً النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء عصام فارس، وقضاة ورؤساء بلديات ومخاتير وهيئات وجمعيات أهلية. وألقى صفير عظة رحب في مستهلها بالرئيس سليمان «وقد شئتم أن تكونوا معنا في هذه الأمسية، وفي هذا المكان الذي أطلق عليه اسم غابة البطاركة، وسيجمع عدداً كبيراً من تماثيل البطاركة الموارنة المعروفة اسماؤهم، وذلك تخليداً لذكراهم، وتذكيراً للآتين من بعدهم بوجوب سلوك طريقهم، وهي طريق البذل والعطاء والشهادة، إذا كان الأمر يقتضي الشهادة». واذ نوه صفير ب «فريق من الموارنة الأسخياء انفق على هذا العمل الإبداعي مشكوراً»، انتقل الى الحديث عن «الخوف الذي يجيء عادة رد فعل على أعمال ارهابية، وهي لسوء الطالع منتشرة في عالم اليوم، فالناس غالباً ما يخافون تصرفات امثالهم من الناس الأشرار لأنها تستهدفهم، وكثيراً ما تودي بحياتهم. ويقول السيد المسيح: لا تخافوا من يقتلون الجسد، والجسد هو أعز ما يملك الانسان في دنياه. واذا قرأنا أسماء الذين اغتيلوا عندنا، لطالت القائمة. ووصية الله معروفة، وهي واضحة عندما تقول: لا تقتل. والحياة هي لخالقها الذي جاد بها علينا، وهو وحده بإمكانه أن يستردها ساعة يشاء». وانتقل الرئيس سليمان والبطريرك صفير الى جناح البطريرك الخاص حيث عقدا الخلوة على شرفة الجناح المطل على وادي قنوبين انتهت عند الساعة الثالثة والدقيقة الأربعين غادرا بعدها مع الوزيرين المر وبارود وسائر الشخصيات الى موقع حديقة البطاركة. وكان نائبا بشري جعجع وكيروز انضما الى خلوة البطريرك صفير والرئيس سليمان والوفد المرافق للرئيس سليمان. وعرض صفير صباحاًالمستجدات مع النائب السابق غطاس خوري الذي اوضح ان البحث تركز على «الشأن الوطني العام وما يتعرض له لبنان في الآونة الاخيرة من اهتزاز في الوضع الداخلي، واكدت لغبطته ضرورة التضامن المسيحي وبين الطوائف كافة من اجل حماية لبنان لما فيه خير ومستقبل هذا البلد». وعن المحكمة الدولية وقرائن الامين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله، قال: «تطرقنا الى كل المواضيع، هذا الموضوع في عهدة المحكمة الدولية وتصرف المدعي العام (القاضي دانيال) بلمار والمدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا، واظن ان هذا هو الاطار الذي يجب ان تكون ضمنه الامور».