شهد دير مار قبريانوس ويوستينا في كفيفان أمس اعلان الأخ اسطفان نعمة طوباوياً، في احتفال رسمي وشعبي حاشد ترأسه ممثل البابا بنديكتوس السادس عشر رئيس مجمع دعاوى القديسين في الفاتيكان انجلو أماتو والبطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير، في حضور رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة سعد الحريري، والرئيس السابق أمين الجميل وحشد كبير من الوزراء والنواب والسفراء والشخصيات الديبلوماسية والأمنية والعسكرية. وشهدت الطرق المؤدية الى كفيفان زحفاً بشرياً كبيراً، وبدت لافتة مشاركة لبنانيين عادوا من بلدان الاغتراب، خصوصاً استراليا وكندا وأميركا وأوروبا والمكسيك. وتولت القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي تنظيم الوصول الى مكان الاحتفال. وترأس البطريرك الماروني نصر الله صفير يعاونه ممثل البابا الصلاة، ثم أقيمت رتبة إعلان التطويب التي استهلت بالتماس اعلان التطويب حيث توجه صفير نحو ممثل البابا والتمس منه إعلان المكرم الأخ اسطفان نعمة طوباوياً. ثم قرأ طالب دعاوى القديسين الأب بولس قزي سيرة الطوباوي الجديد، وقال: «مع المكرم الأخ اسطفان نعمة، الراهب، نكتشف وجهاً آخر من وجوه القداسة في الرهبانية اللبنانية المارونية». وقرأ اماتو البراءة الرسولية باللاتينية التي من خلالها امر البابا بتدوين اسم الأخ اسطفان في عداد الطوباويين وجاء فيها: «استجابة لالتماس اخينا صاحب الغبطة الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير ولسينودس الكنيسة المارونية، وبعد ان اطلعنا على رأي مجمع دعاوى القديسين نأمر ان يدعى خادم الله المكرم نعمه الذي قضى حياته في الصلاة التأملية والعمل اليدوي المستتر في روح الخدمة تجاه اخوته باذلاً نفسه بامحاء لمصلحة الأكثر فقراً الذين كانوا ضحية الجوع منذ سنوات طوباوياً، ويمكن ان يحتفل بعيده في الأمكنة وبحسب قواعد الحق القانوني المرعية الإجراء كل سنة في 30 آب (اغسطس) يوم ولادته في السماء» . ثم تم الكشف عن ايقونة الطوباوي الجديد ونقلت ذخائره في زياح احتفالي، ثم شكر صفير باسمه وباسم الكنيسة المارونية والرهبانية اللبنانية المارونية قداسة البابا على نعمة التطويب. بعدها، ألقى صفير عظة توجه في مستهلها الى المطران اماتو باللغة الفرنسية، قائلاً: «هذه المناسبة هي فرحة كبيرة للبنان، خصوصاً للطائفة المارونية، على رغم الحجم الصغير لمساحة هذا البلد والعدد الصغير لسكانه». ثم تحدث عن مزايا الطوباوي. وخلال تقديم القرابين قدم اهالي بلدة لحفد مسقط رأس الطوباوي كتاب صلاة بالسريانية يمثل الكتاب الذي كان يصلي فيه الأخ اسطفان صلاة الأخوة العملي، كما قدموا جرار زيت ومياه من «نبع الغرير» في لحفد لتبريك المؤمنين وصورة للطوباوي الجديد وألبسة بيعية لصفير وممثل البابا. وألقى المطران اماتو كلمة قال فيها: «لبنان الجبل الأبيض الذي تمنى النبي موسى رؤيته هو بلد الطوباوي الجديد، الرجل البار الذي ارتفع عالياً في سماء القداسة كالأرز المقدس في بلدكم العظيم. لبنان هو ارض قداسة زارها يوماً السيد المسيح حيث وصل الى صور وصيدا وحرر شابة من الشيطان الذي كان يعذبها بناء على إلحاح والدتها». وتابع: «لبنان هو موئل المسيحية وله اهمية دينية وتاريخية نظراً الى وجود العديد من الجمعيات الديناميكية ولديكم العديد من الكنائس والأديرة والعديد من القديسين وإن اكرامكم الكبير هو لسيدة لبنان التي يتعبد لها الشعب المسيحي. ان تلاوة الوردية طبعت روحكم المسيحية». وقال المطران اماتو: «عرف الأخ نعمه من خلال عمله وصلاته على اعطاء شهادة نموذجية عن امانته لدعوته، وما شعاره «الله يراني» الا تذكير بوجود الله في حياتنا اليومية، كان يعمل كثيراً ويصلي كثيراً ويتأمل كثيراً، انه ملاك في وجه انسان». وفي نهاية الاحتفال، جال سليمان وصفير في ارجاء الدير وزاروا ضريح الطوباوي. ثم توجه سليمان الى دارته في عمشيت حيث استقبل الحريري وعرض معه الأوضاع العامة وآخر التطورات.