} ركزت الكلمات التي القيت أمس في افتتاح اجتماعات وزراء الخارجية العرب في عمّان، تمهيداً للقمة العربية يومي الثلثاء والأربعاء المقبلين، على القضية الفلسطينية، وشدد المتحدثون في هذه الجلسة العلنية التي أعقبتها جلسة مغلقة على الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وعلى التنديد بالسياسة والممارسات الإسرائيلية. وكرر مشروع البيان الختامي، الذي سيناقشه وزراء الخارجية، قبل رفعه إلى القمة، الدعم العربي للانتفاضة الفلسطينية و"الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله البطولي ودعم انتفاضته الباسلة حتى يحقق مطالبه العادلة المتمثلة في حقه في تقرير مصيره وقيام دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف. لكن مشروع البيان خلا من أي اشارة إلى وضع العراق، سواء لجهة العقوبات الدولية المفروضة عليه، أو لجهة المصالحة معه. بدأ وزراء خارجية الدول العربية اجتماعاتهم التحضيرية للقمة العربية ظهر امس في عمان بعقد جلسة علنية بدأها وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى، رئيس الدورة الماضية لمجلس الجامعة العربية، بإلقاء كلمة تناولت المواضيع التي تهم العالم العربي بشكل رئيسي وحددها بخمسة موضوعات هي: أولاً: "وقوف الأمة العربية إلى جانب الشعب الفلسطيني في تصديه للعدوان والانتهاك المنظم لحقوقه، مشيراً إلى ما يجري حالياً من تفعيل للصيغ العملية التي نجح مؤتمر القاهرة في التوصل اليها لتقديم الدعم للشعب الفلسطيني ومواجهة سياسات الحصار والعزل والتدمير الاسرائيلي المنظم للبنية الاساسية والانسانية للشعب العربي الفلسطيني". ثانياً: "السياسات الاسرائيلية العدوانية في فلسطين وجمود المسارين السوري واللبناني وما أدت اليه من شعور الجميع بتراكم الاحباط من ان عملية السلام التي بدأت في مدريد أصابها الشلل". وأشار الى "أن تركيبة الحكومة الاسرائيلية الحالية تزيد من خطورة الوضع ودقته، والأمر الذي يستلزم التدبر في منهج نلتزمه في مواجهة ما هو واضح من عودة سياسة العدوان الاستيطاني وسياسات التهديد والاستفزاز". ثالثاً: "اعادة بناء النظام الاقليمي العربي والعالمي"، مشيراً بذلك الى "الارهاصات المأسوية المهددة للكيان الجماعي العربي"، وعدد هذه "الارهاصات" بالاشارة الى "الحالة بين العراق والكويت، واستمرار فرض العقوبات على ليبيا، والتهديد بتقسيم السودان، بقاء مشكلة الصحراء الغربية من دون حل، وقضية الجزر الاماراتية الثلاث التي لا تزال تمثل نقطة احتكاك تعكر صفو العلاقات في منطقة الخليج". وأضاف وزير الخارجية المصري "أظهرت الاتصالات التي أجريت في الفترة الماضية ان الموضوع الاول الذي يستأثر باهتمامنا واهتمام شعوبنا هو ضرورة لمّ الشمل وتنقية الأجواء... الأمر الذي يقتضى عملاً عربياً منسقاً وتضامناً حقيقياً صادقاً". رابعاً: "إقامة تكتل إقتصادي حقيقي يتضمن تحرير حركة التجارة في الدول العربية في السلع والخدمات بشكل كامل لمرحلة أولى ينتقل بعدها الى إقامة سوق عربية موحدة". خامساً: "العمل على التطوير الجذري في اسلوب عمل الجامعة العربية وتركيبة ادارتها وفي اسلوب التنسيق بين دول العالم العربي وتفاعلها مع الجامعة"، مشيراً الى "ما تحتله الجامعة من مكان مميز باعتبارها مظلة العرب وبؤرة تنسيقهم ورمز نظامهم". الخطيب وبعد ذلك، ترأس الجلسة وزير الخارجية الأردني السيد عبدالإله الخطيب الذي القى كلمة دعا فيها الى تقديم "دعم مباشر وفعال للشعب الفلسطيني وانتفاضته المباركة، لمساعدته على مواجهة ظروف الاغلاق والحصار الاقتصادي والمالي بصورة غير مسبوقة لستة اشهر". كما دعا الى اسناد الشعب الفلسطيني سياسياً في ما يتعلق بتوفير "الحماية الدولية له في الوقت الذي تزداد فيه تهديدات الحكومة الاسرائيلية ويزداد استخدام القوة ضده". وطالب الخطيب الدول العربية بتوجيه "رسالة واضحة الى المجتمع الدولي حول متطلبات تحقيق السلام الدائم، وتحقيق تطلعات الشعب العربي الفلسطيني واولها حقه في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس واستعادة الاراضي السورية المحتلة حتى خط الرابع من حزيران، واستعادة ما تبقى من الاراضي اللبنانية". وأشار إلى ان القمة العربية عقدت "في ظل تهديدات إسرائيلية متجددة الى سورية ولبنان ترفضها امتنا بكل قوة، ولا بد ان يخرج إزائها موقف حازم واضح يرفض الاستفزاز ولغة التهديد التي تتعارض مع ادعاءات العمل لتحقيق السلام الذي يتحقق فقط باستعادة الحق العربي على كافة المسارات". واعتبر الوزير الاردني ان الحصار الذي يتعرض له العراق يشكل "هما عربياً رئيساً يحظى بأولوية الأمة"، معرباً عن أمله في ان "يتم التعامل معه بما يؤدي الى خروجنا جميعاً من أزمة الخليج". وأشار الى ان الدول العربية ستتناول "الوضع الخاص باحتلال الجزر الثلاث التابعة لدولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة التي اظهرت وتظهر كل توجه بناء لحل هذه القضية بالطرق السلمية". فاروق القدومي وألقى رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية السيد فاروق القدومي كلمة اكد فيها فشل عملية السلام، محذراً القادة العرب من احتمال حدوث "مواجهة مع اسرائيل في ظل سياساتها العدوانية". وقال إن رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون "لا يعترف بالسلطة الوطنية الفلسطينية ولا بإتفاقات اوسلو". ودان تصريحات متشددين في حكومته من الرئيس ياسر عرفات وزعماء عرب، وقال إنها "تعكس رأي تيار واسع داخل المجتمع الاسرائيلي ما ساعد على إفشال العملية السلمية". وجدد القدومي خلال الجلسة المغلقة لإجتماع وزراء الخارجية الدعوة الى توفير حماية دولية للفلسطينيين، منتقداً الولاياتالمتحدة "لأنها لم تتخذ اجراءات للتعامل مع الوضع الخطير. كذلك انتقد دولاً أوروبية وبخاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بسبب "التردد في موقفها من إرسال قوات دولية الى المناطق الفلسطينية". واعتبر ان قرار واشنطن الانسحاب من التنسيق الأمني مع اسرائيل والفلسطينيين "يزيد الأمور تعقيداً". عبدالمجيد وألقى الأمين العام لجامعة الدول العربية عصمت عبدالمجيد كلمة قصيرة قال فيها إن الاجتماع الوزاري في عمّان يأتي استكمالاً وتعميقاً لإجتماع القاهرة في 12 آذار مارس الجاري، والذي "تم فيه وضع المحاور الاساسية لجدول الاعمال المقترح رفعه الى القمة، ويتصدره دعم صمود الشعب الفلسطيني في معركته المصيرية، وانتفاضته المباركة، كما يتضمن عدد من القضايا العربية المهمة والحيوية". وقال إن الامر "يتطلب معالجة تلك القضايا بمتانة الموقف، وقوة الارادة، التي تحتمها المسؤولية القومية، خصوصاً أن انظار العالم مشدودة الى مؤتمر قمة عمان الذي تتطلع اليه امتنا بكل الامل والرجاء، لما فيه خدمة مصالحها وصيانة امنها وتحقيق تقدمها".