وافق وزراء خارجية الدول الإسلامية الذين بدأوا اجتماعاتهم أمس في الدوحة، تمهيداً للقمة المقررة الأحد، على أن يكون شعار القمة "انتفاضة الأقصى" بدل "التنمية والسلام"، كما كان مقرراً. ومع انتقال رئاسة منظمة المؤتمر الإسلامي من إيران إلى قطر، اعترض وزراء من افريقيا، خصوصاً غامبيا، على تركيز القمة على القضية الفلسطينية، مطالبين بمناقشة كل البنود الواردة في جدول الأعمال. بدأ وزراء خارجية الدول الإسلامية، بعد وصول وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي ونائب وزير الخارجية السعودي الدكتور نزار عبيد مدني، صباح أمس، اجتماعاتهم في الدوحة والتي سيعملون خلالها على تحضير جدول أعمال القمة الإسلامية التاسعة التي ستعقد في العاصمة القطرية الأحد المقبل. وبدأت الاجتماعات بجلسة افتتاحية علنية ألقى في بدايتها وزير الخارجية الإيراني الدكتور كمال خرازي، بصفته رئيس الدورة السابقة، كلمة دعا فيها المجتمعين إلى "اتخاذ تدابير فاعلة لتحديد سبل مواجهة العدوان الإسرائيلي غير الإنساني على الشعب الفلسطيني، والذي يفوق كل وصف"، مشيراً إلى أهمية القمة "نظراً إلى التعنت الإسرائيلي والفظائع التي ترتكبها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني، وسعيها إلى قمع انتفاضته الباسلة ومقاومته للاحتلال سعياً إلى استعادة حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". وبعد كلمة الوزير الإيراني تسلم وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئاسة الاجتماعات، بإلقاء كلمة شدد فيها على "أهمية التعبير بحزم وثبات عن موقفنا الموحد من القضية الفلسطينية وتأكيده تجاه العالم أجمع من أجل تكريس الدعم السياسي والاستراتيجي الذي تستحقه منا الانتفاضة الفلسطينية، وأن نظهر للمجتمع الدولي عموماً، والولايات المتحدة بالذات، ان لا مجال أمام احراز تقدم في العملية السلمية إلا من خلال الضغط على إسرائيل وحملها على تغيير سياساتها والتوقف عن ممارساتها العدوانية". وتوقع الوزير القطري أن تتخذ القمة الإسلامية "قرارات واضحة وحازمة نؤكد فيها من جديد مواقفنا الثابتة من القضية الفلسطينية". ودعا الشيخ حمد بن جاسم إلى ايجاد الحلول المناسبة للخروج من الأزمة العراقية "وفق قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة"، لافتاً إلى "الواقع المرير الذي يعيشه الشعب العراقي الشقيق واستمرار معاناته الإنسانية الصعبة جراء الحصار المفروض عليه". وأعلن وزير الخارجية القطري تشكيل هيئة المؤتمر من كل من فلسطينوغامبيا وجزر المالديف كنواب للرئيس، وإيران كمقرر. وشهدت الجسلة المغلقة الأولى تبايناً في وجهات النظر بين الدول المشاركة في المؤتمر الوزاري في شأن جدول الأعمال، إذ طالب عبدالقادر باجمال وزير الخارجية اليمني بضرورة أن يتركز الجدول على الصراع العربي - الإسرائيلي والانتفاضة الفلسطينيةوالقدس. وأيد العراق وجهة النظر اليمنية، وقدم محمد سعيد الصحاف وزير الخارجية العراقي اقتراحين: الأول، ان تحذو القمة الإسلامية حذو القمة العربية لجهة التركيز على الانتفاضة الفلسطينية وتطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، على أن تناقش بقية بنود جدول الأعمال في اجتماع لاحق على مستوى وزراء الخارجية. والاقتراح الثاني، أن يخصص نصف المؤتمر للبحث في القضية الفلسطينية والانتفاضة والنصف الآخر لمناقشة بقية البنود. وأعلن سليمان ماجد الشاهين وزير الدولة الكويتي للشؤون الخارجية تأييد بلاده لاقتراح اقتصار المناقشة على قضية فلسطين، ومناقشة بقية البنود في الجزء الثاني. في موازاة ذلك، طالب وزير الخارجية الغامبي، ممثلاً للدول الافريقية، باحترام جدول الأعمال المطروح، وأن تناقش كل البنود ال88 المعروضة على القمة. ودعمت أذربيجان الموقف الغامبي، مؤكدة أهمية مناقشة كل البنود المطروحة، خصوصاً تلك التي تهم العالم الإسلامي. وتدخل فاروق الشرع وزير الخارجية السوري، مقدماً اقتراحاً رمزياً بتعديل شعار القمة من قمة "السلام والتنمية" إلى قمة انتفاضة الأقصى. وهنا دوت القاعة بالتصفيق معلنة تأييدها الاقتراح.