القاهرة - "الحياة" ولدت الفنانة الشابة منال سلامة في حضن مسرح الثقافة الجماهيرية الذي كان يتولاه والدها سلامة حسن، لذلك تعد نفسها ابنة شرعية للمسرح، وقدمت مسرحيات ناجحة عدة منها "7-2-7" و"كرنب زبادي" مع سعيد صالح، و"الزعيم" مع عادل امام، وعلى مسرح الدولة "سوق الشطار"، وفي التلفزيون مسلسلات عدة أهمها: "لن أعيش في جلباب أبي"، "أم كلثوم"، وهذا العام ثلاثة مسلسلات دفعة واحدة هي "حارة المعز" و"أوبرا عايدة" و"الحسن البصري". أما في السينما، فإنها على حد قولها سقطت سهواً هي وجيلها من حساب السينمائيين، وأما أفلام الكوميديا فإنها "كارثة" السينما المصرية. واعترفت أخيراً بأنها غير محظوظة في المسرح. "الحياة" حاورتها: هل تركزين على التلفزيون، قصداً على حساب العمل في السينما؟ - أولاً أنا انتمي الى جيل التسعينات. بدأت مع بداية ذاك العقد الذي كان البداية الحقيقية لأزمة السينما وكبوتها. إذ كانت كل الأفلام تكتب خصيصاً للنجوم الذين تجاوزت أعمارهم الأربعين والخمسين، ولا مكان للشباب. الفرصة لم تكن متاحة لي ولا لجيلي كله، ولم تكن هناك نجمة أو نجم أجسد دور ابنتها أو ابنته، وبالتالي حدث ظلم كبير لنا. وعندما فتحت السينما أبوابها مضطرة للشباب، صنفنا السينمائيون على اننا جيل تلفزيورني محروق. وتكررت المأساة نفسها، ويا للأسف، في أفلام نجوم الكوميديا الشباب التي راحت تعتمد ثلاثة نجوم أو أربعة فقط، كأن التاريخ يعيد نفسه أو المأساة تتكرر من جديد. والسينما حال غريبة جداً. ففي الثمانينات كانت الأفلام مقسمة بين عري وجنس ومخدرات ثم جاءت الأزمة. والآن أصبحت السينما أفلام كوميديا فقط، و"الله ده حرام، كل الدنيا بقيت كوميديا". ألم تعرض عليك المشاركة في بعض أفلام الشباب؟ - عرض عليّ الكثير ورفضت. لماذا؟ - لأن الأدوار لا تناسبني ولا تناسب مبادئي. فإنا لا أستطيع ان اقدم مشهداً واحداً أخجل منه، أو دوراً دون المستوى، خصوصاً ان رصيدي من الأعمال التلفزيونية وضعني في مكانة متميزة لدى المشاهدين. لذلك تهربين دائماً الى التلفزيون؟ - بالفعل أنا أهرب الى التلفزيوني لأنني أحترم نفسي وفني. فالتلفزيون يتيح لي الكثير من الأعمال المحترمة والجادة. وأنا أحرص على التمثيل في الأعمال المحترمة التي لا ابتذال فيها. على رغم ان زوجك مخرج سينمائي، فإنك لم تعملي معه قط. - منذ بداية عملي في الفن ونحن متفقان على ألا نعمل معاً، لئلا يقال ان عادل اديب يفرض زوجته. عند اختيارك أدوارك، ألا تعودين اليه في قرارك الموافقة؟ - أعود اليه عندما أشعر أني حائرة بين قبول العمل والاعتذار عنه. مشوارك الفني يبلغ نحو عشر سنوات ظهر أثناءها جيل جديد حقق مقداراً من النجومية. هل كان لذلك تأثيره فيك؟ - أنا لا أرى ان المسألة مسألة جيل جديد أو جيل قديم، إذ ثمة تميز في الأداء، ولا خصوصية في ما يصلح من أدوار لكل منا، أي عندما أقارن بين أدوار منى زكي وأدواري، أجد انني لا أستطيع ان اقدم أدوارها الآن، وهي البنت الرقيقة الحيوية حجماً وصوتاً. أدوار بنت السبعة عشر عاماً لا تصلح لي. هل تشعرين بالغيرة من الفنانات اللاتي ظهرن وحققن نجومية أفضل منك؟ - إطلاقاً، لا أشعر بالغيرة منهن. فإذا كن حققن نجومية في عملهن في الفن، فأنا أعتز بنجوميتي في الفن والبيت أيضاً. فقد كان عليّ ان اختار بين مواصلة المشوار وتفضيل دور أم البيت والزوج والأبناء. والحمدلله وفقت بين الاثنين. وهذا نجاح كبير في حدا ذاته. هل تعتبرين نفسك محظوظة خلال مشوارك؟ - بالفعل أنا محظوظة الى حد كبير، خصوصاً انني قدمت عدداً من الأدوار التلفزيونية المتميزة ولكن أؤكد انني حتى الآن لم أحصل على فرصتي كاملة ومع هذا فأنا والحمدلله سعيدة بما حققته، ويكفيني فخراً انني اكتسبت احترام الجمهور لي.