أعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، أمس، أنه مرشح لولاية ثانية "إذا قررت الدول الأعضاء أن تعرض" عليه ذلك. ويشكل هذا الترشيح ولاية ثالثة لافريقيا، بعدما أمضى الدكتور بطرس بطرس غالي مصر ولاية لافريقيا وكوفي أنان غانا ولاية أخرى. وتلقى أنان دعم المجموعة الافريقية له الأسبوع الماضي في خطوة استبقت تقدم آسيا بمرشح لها. وجرت العادة، تقليدياً، على تناوب جغرافي بعد اكمال ولايتين في أقصى الحالات. وليس واضحاً إذا كانت المجموعة الآسيوية ستصر على تقديم مرشح للمنصب لينافس أنان أم أنها ستدعمه. ويأتي إعلان أنان ترشيحه ليطلق العملية، وليس كاستنتاج تلقائي بأنه سيلقى دعم الدول لولاية ثانية. وأثناء المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس في الأممالمتحدة، رفض أنان التورط في انتقاد إسرائيل، بصفتها الدولة القائمة بالاحتلال، لاجراءات تقوم بها وتنتهك اتفاقات جنيف الرابعة التي تطالب القوة المحتلة بحماية المدنيين تحت الاحتلال. واكتفى أنان بتكرار موقفه الداعي إسرائيل إلى "تخفيف القيود الاقتصادية" التي تفرضها على الفلسطينيين، واستئناف التفاوض، و"وقف العنف". وقال: "من المهم للجميع أن يفهموا أن لا مجال لايجاد الحل عبر العنف، وان لا منطق في تأجيل يوم العودة إلى طاولة المفاوضات". وزاد ان الحكومة الجديدة في إسرائيل التي يترأسها ارييل شارون "تسعى إلى تعريف سياساتها وتوجهاتها"، وان شارون أكد له في اجتماعهما أول من أمس انه مستعد للعودة الى المفاوضات انما "على أساس الاتفاقات الموقعة... وليس من حيث توقفت المفاوضات"، فيما أعرب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عن استعداده للعودة الى المفاوضات "من حيث توقفت في طابا". وقال انان: "هذه فجوة"، على رغم انهما يتحدثان عن "عملية سياسية واستئناف للمباحثات". وكشف انان ان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود باراك بعث برسالة اليه شددت على ان "المقترحات التي وضعت في طابا لم تعد على الطاولة". وقال ان شارون مصّر على "البناء على الاتفاقات الموقعة" فقط من دون غيرها، بما فيها اتفاق اوسلو واتفاقات واي. وزاد ان ما عرض في طابا لم يوقع، وبالتالي، فإن شارون "لا يعترف به". ويتوجه انان اليوم الى واشنطن للبحث في مواضيع عدة، بما فيها الوضع "المقلق" في الشرق الأوسط، ثم يتوجه الى عمان للمشاركة في القمة العربية التي يخاطبها للمرة الأولى. وتعمد انان ابراز أهمية موافقة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي على وجود مراقبين دوليين في الأراضي الفلسطينية، وقال: "هناك حاجة ماسة الى موافقة الطرفين وتعاونهما، فبدون هذا التعاون يصعب جداً" ايفاد المراقبين. وكان مقرراً ان يتقدم أنان باحاطة الى مجلس الأمن في جلسة مغلقة ليل الخميس للبحث في الموضوع الفلسطيني. وفيما تعمل الديبلوماسية الأوروبية على مشروع قرار بديل للمشروع الفلسطيني الذي تدعمه 7 دول غير منحازة في المجلس، تردد ان اوكرانيا قد لا تمضي في دعمها للمشروع الفلسطيني، ما يعني افتقاده الصوت التاسع الضروري لتبنيه بدون فيتو. وبعث مندوب فلسطين الدكتور ناصر القدوة رسالة الى مندوب اوكرانيا ورئيس مجلس الأمن للشهر الجاري قال فيها: "اننا نحمل العديد من المسؤولين الاسرائيليين مسؤولية جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال بما يشكل اختراقاً للقانون الدولي والقانون الانساني الدولي".