} قال الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة "ان الاشتراكية ماتت"، ودان لجوء المركزية النقابية للعمال الجزائريين إلى تنفيذ تهديداتها بالاضراب الذي شل القطاعات الاقتصادية الإستراتيجية في البلد اول من امس، خصوصاً قطاع النفط. وأنهى بوتفليقة امس زيارته إلى حقول النفط بالدعوة إلى قبول مشاريع الإصلاح الاقتصادي. استنكر الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لجوء المركزية النقابية للعمال في الجزائر الى الاضراب الذي شارك فيه اول من امس اكثر من نصف مليون عامل احتجاجاً على مشاريع تخصيص المؤسسات الكبرى التي سيناقشها البرلمان قريباً. وقال بوتفليقة خلال زيارته ولاية ورقلة 650 كلم جنوب اول من امس: "إن دولة القانون لا تبنى على سياسة الضغط والابتزاز". وتابع موضحاً: "لا بد أن أقول بأن لا تستطيع قوة ولا شخص ولا حزب ولا قوة اجتماعية ان تجعل نفسها وصية على الشعب الجزائري ومصالحه المستقبلية، فالجزائر هي جزء من العالم تتأقلم معه ومن لديه حل أحسن من الحلول المفروضة علينا يقدمها وسنساعده". وزار الرئيس بوتفليقة أمس منطقة حاسي بركين النفطية حيث تفقد منشآت للنفط والغاز بحضور كل من وزير الطاقة والمناجم المدير العام بالنيابة لشركة سوناطراك السيد شكيب خليل والمدير العام لمؤسسة "أناداركو" الاميركية روبرت اليسون. ورأى ان التعجيل بعرض مشاريع قوانين الإصلاح الاقتصادي تهدف أساساً إلى الخروج من الأزمة المالية. وقال في ختام زيارته انه لا بد من إخراج الاقتصاد الجزائري إلى الحياة من خلال المشاركة مع رأس المال الوطني ورأس المال الدولي "ولنحافظ على مناصب الشغل، نخلق مناصب شغل جديدة ونربح من خلال الضرائب ومن خلال أرباح الشركة". ودافع الرئيس عن الوزراء المقربين اليه الذين يتولون إدارة الملفات الاقتصادية وتتهمهم النقابة بجهل واقع الجزائر بعدما غابوا عن الجزائر لأكثر من ثلاثين عاماً، مثل وزير تنسيق الإصلاحات ومساهمات الدولة السيد حميد طمار. وقال: "هناك بعض المسؤولين وببراءة الإخوان المجاهدين شاركوا في حرب التحرير وكانوا ضباطا لكن تغيبوا عن البلاد سنوات طويلة وكانوا في منظمات دولية ولم يعرفوا بأن هناك قوة اجتماعية في الجزائر وقوى اشتراكية ونقابات". وزاد: "والله أنا حزين إزاء هذه الاتهامات وأقول رسمياً بأن الاشتراكية ماتت ودفنت". ونشرت المديرية العامة للأمن الوطني قوات الأمن أمام محطات الوقود لضمان عدم حصول الفوضى في الطرقات بسبب "هيستيريا" أصحاب السيارات الذين اضطر الكثير منهم إلى وقف سيارته بسبب صعوبة الحصول على الوقود من المحطات التي شهدت طوابير قياسية أدت إلى شل حركة المرور في كثير من الطرقات. ورغم انتهاء إضراب عمال قطاع المحروقات والطاقة والميكانيك والذي استمر يوماً واحداً، إلا أن تصريحات الرئيس الجزائري ضد مسؤولي النقابة أفرزت حالاً من الخوف لدى السكان الذين أبدوا خشيتهم من استئناف النقابة الاضراب الذي كاد يشل حركة المواصلات بسبب توقف الموزعين عن تزويد المحطات وقوداً.