بدأت الاحتجاجات المطلبية في الجزائر تقود حركة واسعة ضد الحكومة فيما يبدو أن الاحتجاجات السياسية التي ظهرت البلاد تتراجع إلى خلفية المشهد. وهدد أمس عمال شركة المحروقات الجزائرية “سوناطراك” في الجنوب الجزائري بالدخول في إضراب مفتوح بعد دخول إضراب عمال النفط يومه الرابع احتجاجا على ما وصفوه تردي ظروفهم الاجتماعية، كما واصل العمال اعتصامهم اليومي خلال أوقات تناول الوجبات أما مقر مديرية الشركة بأقصى الجنوب الجزائري حيث توجد أضخم قواعد النفط هناك. وبحسب مصادر نقابية فقد بلغت نسبة تأييد الإضراب المفتوح ما بين 90 – 95 % حسب تقارير صحفية، وفي وقت سابق رد مدير شركة سوناطراك النفطية، على مطالب العمال حيث صرح بقوله “لا يمكنني إعادة النظر في اتفاق صادق عليه مجلس الإدارة، والأمر غير مطروح من الناحية الأخلاقية”، في إشارة إلى الاتفاق الموقع مع ممثلي العمال والشركة النفطية الجزائرية حول زيادة في الأجور. كما قرر المساعدون التربويون نقل احتجاجهم من ملحقة وزارة التربية إلى مقر الرئاسة في الجزائر العاصمة، احتجاجا على ما وصفوه بقمع قوات الأمن احتجاجهم السلمي الذي استمر لنحو 18 يوما، حيث كان عشرات من المساعدين التربويين والأساتذة المتعاقدين يعتصمون ليل نهار حتى في ظل ظروف مناخية صعبة أمام الملحقة للمطالبة بتسوية مطالبهم الاجتماعية والمهنية، واقتادت قوات الأمن الثلاثاء عشرات من المضربين نحو مراكز الشرطة وقال بعضهم إن قوات الأمن استخدمت القوة لتفريق اعتصامهم، واستنكر رئيس التنسيقية مراد فرتاقي القمع الذي مورس في حق المحتجين قائلا إن الحركة كانت سلمية وغرضها إيصال صوت المساعدين الرافض لمحتوى التعديلات التي أجرتها الوزارة على القانون الأساسي الخاص بهم”. وعلى صعيد متصل قرر الأطباء الجامعيون الدخول في حركة احتجاجية ابتداء من 8 يناير من العام المقبل، وذلك على خلفية ما اعتبروه تنصل وزير الصحة من وعوده التي قطعها لهم، وبحسب البيان الذي أصدرته النقابة فإن الإضراب سيشمل النشاطات الجراحية، والتشخيص، وتحاليل الأشعة، والبيولوجيا فيما سيضمن الأطباء دواما عاديا على مستوى الطوارئ. ومن جهتهم قرر عمال المؤسسة الجزائرية للسيارات الصناعية توقيف الحركة الاحتجاجية التي من المقرر أن تبدأ نهار أمس الخميس، للمطالبة بتحسين ظروفهم الاجتماعية، وقال مصدر نقابي ل”الشرق” أن قرار الإلغاء جاء بناء على تلقي العمال ضمانات بفتح حوار مع الإدارة وتسوية وضعية العمال” وكان الفرع النقابي للشركة قد وجه نداء للعمال أول أمس للمشاركة في مسيرة واعتصامات أمام مقر الشركة التي تعد أهم وأضخم مؤسسة في مجال تركيب السيارات داخل الجزائر.