} وسط مخاوف متزايدة من انعكاسات الأزمة الاقتصادية في اليابان على اقتصادات دول العالم، اذا لم يتم احتواؤها، قرر بنك اليابان المركزي أمس الاثنين توجيه أسعار الفائدة نزولاً نحو مستوى الصفر، في محاولة لدرء خطر الانكماش. طوكيو، لندن - "الحياة"، أ ب، رويترز - أعلن بنك اليابان المركزي أمس انه سيحاول تعزيز المعروض النقدي في البلاد، وذلك في تحول جذري عن سياسته السابقة الهادفة الى خفض أسعار الفائدة مباشرة، وذلك بهدف مواجهة التباطؤ الاقتصادي المتفاقم وتراجع الأسعار بسبب الانكماش. ومعلوم ان الانكماش وضع ناجم عن نقص في حجم العملة المتداولة يؤدي الى انخفاض شامل في الأسعار. وقرر البنك في اجتماع لمجلس وضع السياسات فيه اتخاذ اجراءات يكون تأثيرها مشابهاً بالفعل لاجراء خفض أسعار الفائدة، تشمل زيادة الكتلة النقدية وشراء سندات خزينة. وأوضح انه لن يستهدف من الآن وصاعداً مستوى معيناً لأسعار الفائدة، مشيراً الى أن قراره الجديد سيدفع أسعار الفائدة مجدداً نحو مستوى الصفر، وهي السياسة التي كان تخلى عنها في آب اغسطس الماضي. وقال البنك انه قرر زيادة الاحتياطات التي تودعها المصارف المحلية لديه الى نحو خمسة تريليونات ين بالمقارنة مع نحو أربعة تريليونات ين حالياً، لافتاً الى ان الخطوة ستسمح بهبوط أسعار الفائدة فعلياً الى الصفر من 0.15 في المئة الآن. وأضاف البنك انه سيواصل سياسته الجديدة الى ان يستقر مؤشر أسعار المستهلكين فوق مستوى الصفر بعد انخفاضه المستمر خلال العامين الماضيين. وجاء قرار بنك اليابان في الوقت الذي كان رئيس الوزراء الياباني يوشيرو موري الموجود في واشنطن حالياً، يستعد لاجراء محادثات مع الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش تتناول الأزمة الاقتصادية في اليابان. وشكك المحللون في احتمال توصل الرئيسين الى نتائج حاسمة، حيث يتوقع ان يقدم موري استقالته ربما مطلع الشهر المقبل، بعد سلسلة الفضائح التي واجهتها حكومته في الأشهر القليلة الماضية. وأدى قرار بنك اليابان الى ارتفاع أسعار السندات اليابانية بحدة أمس، فيما انخفض سعر الين الى مستوى جديد إزاء الدولار لم يسجله منذ 22 شهراً، بسبب توقع زيادة في المعروض من العملة اليابانية. وارتفع الدولار الأميركي إزاء الين ليصل الى 123.62 ين قبل أن يتراجع في تداولات بعد الظهر الى 122.35 ين بعد تصريحات أدلى بها رئيس هيئة أسواق الصرف الأجنبي في وزارة المال اليابانية، هاروهيكو كورودا، ومفادها ان بلاده لا تفكر في إبرام اتفاق مع الولاياتالمتحدة للسماح بهبوط الين في شكل أكبر إزاء الدولار. ودفع هذا التصريح المتداولين الى جني بعض الأرباح على الدولار. وكانت وسائل الاعلام اليابانية تكهنت أخيراً بأن موري وبوش سيتفقان ضمنياً على السماح للين بالهبوط.