سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"أبو مازن" أكد "اتصالات غير رسمية" مع مبعوث لشارون لمعالجة "القضايا كافة". الجيش يشدد الحصار على بيت لحم بعد مقتل مستوطن والفلسطينيون ينفون اطلاق قذائف هاون على اسرائيل
} شددت اسرائيل حصارها على مدينة بيت لحم في اعقاب مقتل مستوطن في عملية اطلاق نار، كما تصدى جنود اسرائيليون لتظاهرة نسوية سلمية حاولت اختراق الحصار المفروض على مدينة القدس، وذلك فيما تواصلت حملة اسرائيل الاعلامية ضد الرئيس ياسر عرفات وتهديداتها بالرد "بالطريقة والزمان الملائمين". في غضون ذلك، برزت "حلحلة" سياسية بين الطرفين مع كشف الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن اتصالات "غير رسمية"، واعلان مصادر اسرائيلية استعداد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اخلاء مستوطنات معزولة في قطاع غزة في اطار "اتفاق مرحلي متواصل". أعلنت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" مسؤوليتها عن عملية اطلاق نار ادت الى مقتل مستوطن من مستوطنة "افرات" المقامة على اراضي منطقة بيت لحم حيث شدد الجيش الاسرائيلي الحصار بعد العملية. وقالت مصادر اسرائيلية ان المستوطن باروخ كوهين 59 عاماً قتل بعد اطلاق النار عليه من سيارة مرت قرب سيارته في منطقة مستوطنات "غوش عتصيون" جنوب مدينة بيت لحم، وانه فقد السيطرة على السيارة التي اصطدمت بشاحنة كانت تسير على الجانب الآخر من الشارع. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر اثناء جولة قام بها في المنطقة التي وقع فيها حادث اطلاق النار ان "اسرائيل ستختار الطريقة والوقت المناسب" للرد على عملية بيت لحم وعملية اطلاق قذائف "الهاون" من قطاع غزة على قاعدة "ناحل عوز" العسكرية في اسرائيل. قذائف "الهاون" وقال بن اليعيزر ان "لصبر اسرائيل حدوداً"، مضيفاً ان الفلسطينيين باطلاقهم قذائف "الهاون تجاوزوا الخطوط الحمر كلها". واضاف ان الرئيس ياسر عرفات "لا يشارك في المساعي الرامية لاعادة التنسيق الامني" بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. واعلنت مصادر اسرائيلية اصابة جندي اسرائيلي بشظايا قذائف الهاون التي اطلقت مساء اول من امس من شمال القطاع. واوضحت ان ثلاث قذائف اطلقت باتجاه القاعدة العسكرية التي تقع على بعد نحو كيلومتر واحد عن "كيبوتس ناحل عوز". وهذه هي المرة الاولى التي تعلن فيها اسرائيل اطلاق نار من قطاع غزة الى ما وراء "الخط الاخضر" الفاصل بين اسرائيل والضفة الغربية. وكانت اسرائيل اغتالت الضابط في قوات الحرس الرئاسي التابعة لعرفات القوة 17 مسعود عياد الذي اتهمته في حينه بالتنسيق مع "حزب الله" وتهريب قذائف هاون الى داخل قطاع غزة. ووصف بن اليعيزر عملية اطلاق القذائف بأنها "بالغة الخطورة"، مضيفاً ان اسرائيل "لن تسلم بعمليات من هذا النوع". واعتبر ان العملية التي نفت السلطة الفلسطينية وقوعها "محاولة فلسطينية لجر اسرائيل للعنف". وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان اطلاق القذائف داخل "الخط الاخضر" يعتبر "ارتقاء درجة وقفزة كبيرة" في العمل العسكري الفلسطيني، اذ اعلنت اسرائيل مراراً ان مثل هذه القذائف اطلقت باتجاه مستوطنة "نتساريم" داخل غزة، لكن هذه هي المرة الاولى التي يجري فيها الحديث عن قصف مواقع اسرائيلية خارج القطاع. وكتب المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت احرنوت" العبرية اليكس فيشمان: "لا يهم من نفذ عملية القصف حزب الله او الجبهة الشعبية ولا يهم ايضاً اذا كانت النيران اطلقت بمصادقة السلطة الفلسطينية. ان الضوء الاخضر صدر بمجرد ان الخلايا تتجول بحرية في المنطقة منذ شهرين وان السلطة الفلسطينية لا تفعل شيئاً من اجل صدها". ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصدر امني قوله ان عملية بيت لحم واطلاق قذائف الهاون مساء اول من امس نفذتا "في آن مع المساعي الرامية لاعادة التنسيق الامني". واضاف ان "لا مناص من محاربة الارهاب والعمل على استئناف الحوار مع السلطة". وعلى الصعيد ذاته، قال الوزير سلفان شالوم نائب شارون انه ابلغ السفير الاميركي في تل ابيب مارتن انديك بان اسرائيل "لن تحول الاعتمادات المستحقة عليها للسلطة الفلسطينية لانها ترفض تمويل خلايا القتلة والمخربين التي ترسلها السلطة". "ابو مازن" في غضون ذلك، كشف امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس "ابو مازن" وجود "اتصالات غير رسمية" مع مبعوث خاص من رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، وذلك في الوقت الذي اكد فيه شارون نفسه من الطائرة التي اقلته الى واشنطن في اول زيارة رسمية له للولايات المتحدة، انه "لن تجري مفاوضات تحت النار". وقال "ابو مازن" في مقابلة اذاعية مع "صوت فلسطين": "لا نستطيع ان نقول ان هناك قطيعة بين السلطة وحكومة شارون، هناك بعض الاتصالات غير الرسمية يقوم بها المبعوث الشخصي لشارون". واوضح ان هدف هذه الاتصالات "ليس معالجة الوضع الامني فقط بل معالجة القضايا كافة ... ولتقريب وجهات النظر في المجالات كافة". ونفى ان تكون هذه الاتصالات جرت بمبادرة اميركية، مشيراً الى ان شارون رفض استئناف اجتماعات اللجنة السياسية - الامنية التي اقترحها وزير الخارجية الاميركي كولن باول اثناء زيارته للمنطقة، واضاف: "ما زالت الاتصالات جارية في المنطقة". وزاد: "اذا اردنا هدفاً من هذه الاتصالات فهو ليس فقط تهدئة الاوضاع لان الاوضاع الامنية نتاج للوضع السياسي الذي تفاقم في اعقاب كامب ديفيد وطابا". وقال: "يجب معالجة القضايا السياسية والاقتصادية ثم الامنية". وشدد "ابو مازن" على رفض السلطة الفلسطينية أي اتفاق مرحلي وفقاً لما يطرحه شارون. وقال: "يريدون الاسرائيليون العمل على التوصل الى حل انتقالي طويل المدى، اي قضايا انتقالية وتأجيل بعض القضايا النهائية الى اجل غير محدد، وهذا مرفوض رفضاً كاملا. يجب التوصل الى اتفاق على القضايا السبع التي وردت في اتفاق اوسلو". واشار الى ضرورة ان تلتزم اسرائيل "الاتفاقات كافة، كذلك لا يمكن انكار النتائج التي توصل اليها المفاوضون خلال الاشهر الماضية". مسيرة نسوية وعلى صعيد المواجهات بين الفلسطينيين والقوات الاسرائيلية، صد الجنود الاسرائيليون بالقوة مسيرة نسوية سلمية نظمها الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في اطار المسيرات الهادفة لكسر الحصار المفروض على الاراضي الفلسطينية. واصيبت امرأة فلسطينية وصحافيان احدهما فلسطيني والثاني ايطالي اثناء محاولة الجنود منع النسوة من اختراق حاجز "الرام" العسكري الذي تقيمه اسرائيل على المدخل الشمالي لمدينة القدس منذ سبع سنوات وتمنع من خلاله الفلسطينيين من الدخول الى مدينة القدس الا بتصاريح خاصة من السلطات الاسرائيلية. كذلك اصيبت عضو المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتورة حنان عشراوي بجروح طفيفة في القدم عندما اطلق الجنود قنبلة صوت قربها اثناء التظاهرة.