} حض حلف شمال الأطلسي الحكومة المقدونية، على التحلي بضبط النفس وتجنب استخدام القوة ضد الحركة المسلحة الألبانية، شمال البلاد، حفاظاً على التعايش بين المواطنين السلاف والألبان، فيما توافرت معلومات عن لقاء ممثلين للحلف مع "المتمردين" الذين اكدوا استعدادهم للتفاوض. أبلغ المتحدث باسم الحكومة المقدونية انتونيو ميلوشوسكي الصحافيين في سكوبيا امس، ان وفداً من كبار المسؤولين في حلف شمال الأطلسي وصل الى مقدونيا، حاملاً رسالة من الأمين العام للحلف جورج روبرتسون الى الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي، تشير الى ان مهمة الوفد "تتعلق بمتابعة ما يحدث على ارض الواقع في شمال مقدونيا، والتحدث مع جميع الأطراف المعنيين، في مسعى لحل المشكلة بالوسائل السلمية". وقال روبرتسون في رسالته: "نحن ندعم السلام والأمن في بلدكم مقدونيا وقد عزز قائد قوات حفظ السلام كفور جنوده في المنطقة الحدودية الساخنة راهناً". وأضاف ان وفداً من مسؤولي قوات حفظ السلام في كوسوفو، وصل الى مقدونيا "وأجرى محادثات مع الحكومة تتعلق بالمطالب المقدونية التي رفعت الى كفور المنطقة الحدودية". وأشار الناطق الى ان كلاً من وفد الحلف وكفور توجه الى منطقة تانوشيفتسي، شمال مقدونيا "واطلع على الوضع والتقى قادة المتمردين". وفي باريس، اعلنت أ ف ب وزارة الخارجية الفرنسية امس ان الحلف الاطلسي "يفكر في امكان ارسال قوة عسكرية دولية الى منطقة بريشيفو جنوب صربيا، حيث يقوم انفصاليون ألبان بأعمال حرب عصابات". وقال مساعد الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو ان الحلفاء يناقشون هل من الضروري نشر وجود عسكري دولي في هذه المنطقة ام لا". وأوضح ان فرنسا "تدعم التقليص التدريجي، كما يدعو اليه الحلف، والغاء المنطقة الأمنية البرية نهاية المطاف". وجاء ذلك بعدما تصاعدت الاشتباكات بين الجيش المقدوني ومسلحين البان في المنطقة الحدودية بين مقدونيا وكوسوفو، بينما ازدادت المخاوف المحلية والدولية من نشوب حرب جديدة في البلقان. وعلمت "الحياة" من سكان المنطقة الذين نزحوا عن ديارهم بسبب القتال، ان المسلحين يسيطرون على عدد من المواقع في المنطقة، وأن ما لا يقل عن ثلاثة جنود مقدونيين قتلوا وأصيب عدد آخر بجروح. وأضاف شهود عيان من النازحين أن وفداً "حكومياً يضم مقدونيين والبانيين ومسؤولين أوروبيين، زار المنطقة وأجرى محادثات مع زعماء المقاتلين الذين ينتمون الى "جيش التحرير الشعبي" في مقدونيا"، لكن المقاتلين أكدوا انهم "لن يلقوا السلاح حتى تعلن الحكومة اجراءاتٍ لمساواة الألبان مع المقدونيين دستورياً وتحويل مقدونيا دولة اتحادية". من جهة أخرى، أعلن يونوس موسليو احد قادة "جيش تحرير بريشيفو وبويانوفاتس وميدفيجا" انه "سلّم خطة سلمية الى مسؤولي حلف شمال الأطلسي في كوسوفو في شأن وادي بريشيفو" جنوب صربيا. وأشار الى ان خطة المقاتلين "ترفض اي تقليص لمساحة المنطقة المنزوعة السلاح". ونقلت صحيفة "كوخاديتوري" الصادرة في بريشتينا أمس عن الزعيمين الألبانيين في كوسوفو ابراهيم روغوفا وهاشم تاتشي، رفضهما تقليص مساحة المنطقة المنزوعة السلاح المحاذية للحدود الشرقية للاقليم "واذا تم تنفيذ التقليص فسيؤدي الى زيادة المخاطر في كوسوفو ووادي بريشيفو".