تم توزيع وإلصاق بيانات في العاصمة بريشتينا وانحاء كوسوفو امس، لاستدعاء الألبان ما بين 18 و45 سنة لمراجعة مقرات كل من "جيش تحرير كوسوفو" و"جيش تحرير بريشيفو وبويا نوفاتس وميدفيجا"، لتسجيل اسمائهم من اجل "الالتحاق بالدرجة القصوى من التعبئة الوطنية لمواجهة الاخطار التي تحيق بالشعب الالباني". ووقع الاستدعاء "الجنرال محرم كيليميندي - الملقب ميجا". وحذر المتخلفين من ألبان كوسوفو بأنهم سيقدمون الى محاكم خاصة بالخيانة الوطنية "لنيل العقاب الصارم". وأكد البيان على ان الألبان الذين يعيشون في مقدونيا يشملهم الاستدعاء "وسيتلقون التدريب العسكري في كوسوفو، تمهيداً للانتقال الى وادي بريشيفو" جنوب صربيا. وتزامن هذا البيان، مع توافر المعلومات في شأن الدعم الذي حصلت عليه بلغراد من كل من حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي في صراعها مع المسلحين الألبان وتأييد خطتها في انهاء "التمرد" القائم في جنوب صربيا وتطوير المنطقة اجتماعياً واقتصادياً ومشاركة سكانها الألبان بالوظائف. كما ابدى الاطلسي استعداداً للبحث في طلب بلغراد تقليص مساحة المنطقة المنزوعة السلاح في الاراضي الصربية المحاذية للحدود الشرقية لأقليم كوسوفو. ويبلغ عرض هذه المنطقة خمسة كيلومترات، واستغل المسلحون الألبان الفراغ الأمني فيها لانشاء قواعد لهم وشن الهجمات على القوات اليوغوسلافية. ورحبت بلغراد بالدعم الدولي لها، وارسلت دعوة جديدة امس، نقلتها محطات الاذاعة والتلفزيون الحكومية، الى السياسيين الألبان في جنوب صربيا لتشكيل وفدهم الى محادثات لانهاء الازمة في المنطقة سلمياً. وأشارت الدعوة الى ان بلغراد ترى ان تكون المحادثات في إطار تطوير المنطقة وتوفير جميع الحقوق لسكانها الألبان وان تكون السلطات في بلديات بريشيفو وبويانوفاتس وميدفيجا مشتركة بين كل الاعراق فيها. وأكدت بلغراد امكان مشاركة الأممالمتحدة والاتحاد الاوروبي وقوات حفظ السلام كفور والادارة المدنية الدولية في كوسوفو ومنظمة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، في المحادثات وتنفيذ ما يسفر عنها، بما في ذلك العفو عن المسلحين من اهل المنطقة الذين يتخلون عن سلاحهم. والى ذلك اعلنت القمة البلغراية - الرومانية - التركية التي انعقدت في اليومين الماضيين في مدينة "بلوفديف" البلغارية، عن "ادانتها الشديدة للعنف والتصرفات غير الشرعية للمجموعات المسلحة في جنوب صربيا التي تحركها نزعات عرقية". ودعت القمة الى وقف فوري وكامل لأعمال العنف في المنطقة. وشارك في القمة كل من الرؤساء: البلغاري بيتار ستويانوف والروماني ايون اليسكو والتركي احمد نجدت سيزار، وخصصت للتعاون الاقليمي ومكافحة الجريمة. وفي الوقت نفسه، اكدا بيان عن السويد التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي، دعم الاتحاد لخطة بلغراد لوقف العنف جنوب صربيا من خلال التوصل الى تسوية سلمية ودائمة للأزمة الحالية في المنطقة التي تضر باستقرار البلقان. اضطرابات في كوسوفو الى ذلك، قالت مصادر الأممالمتحدة في كوسوفو ان عشرة أشخاص قتلوا وأصيب 40 آخرون بجروح في هجوم بالقنابل على حافلة مقبلة من صربيا اثناء مرورها في طريق رئيسية بالقرب من مدينة "بودييفو" شمال كوسوفو أمس. وأعربت المصادر عن اعتقادها ان جميع الضحايا هم من الصرب. ونظم الصرب في كوسوفو تجمعات حول مقرات القوات والشرطة الدولية وقطعوا عدداً من الطرق التي تمر بمناطقهم وطالبوا برفع دعاوى ضد كبار القادة "الألبان الذين يدعمون الهجومات على المدنيين الصرب". ووقع الحادث بعد يومين من هجوم آخر مماثل استهدف حافلة لنقل الركاب في جنوب كوسوفو، أسفر عن قتل صربي وجرح ثلاثة آخرين. وندد قائد قوات حفظ السلام الجنرال كارلو كابيجوزو بالحادث ووعد بملاحقة "المجرمين". ورأى مراقبون ان تصعيد الألبان للعنف في كوسوفو، سيؤدي الى اجراءات دولية ضدهم.