دعت يوغوسلافيا مجلس الأمن الى عقد جلسة عاجلة للبحث في الهجمات التي يشنها المسلحون الألبان، انطلاقاً من المنطقة المنزوعة السلاح المحاذية للحدود الشرقية لأقليم كوسوفو، على المواقع العسكرية في جنوب صربيا، فيما اكدت بلغراد رفضها التفاوض مع "الارهابيين". وبعث وزير الخارجية اليوغوسلافي غوزان سفيلانوفيتش رسالة، وصفها التلفزيون الرسمي الى بلغراد بأنها "غاضبة"، الى رئىس مجلس الأمن، طالباً عقد جلسة عاجلة للمجلس، لاتخاذ قرار "في شأن وضع حد لهجمات الارهابيين وتحركاتهم المسلحة في جنوب صربيا، عبر المنطقة العازلة". وأشارت الرسالة الى انه "اذا تعذر على المجتمع الدولي حماية أمن المنطقة العازلة التي عرضها خمسة كيلومترات ومنع استغلال الارهابيين للفراغ العسكري فيها، فينبغي السماح للقوات اليوغوسلافية في تولي المهمة". وأكد الوزير اليوغوسلافي على ضرورة الطلب من المسؤولين الدوليين في كوسوفو "تطبيق قرار مجلس الأمن 1244 الذي حدد الوضع الراهن والمستقبلي للأقليم والتزامات يوغوسلافيا تجاهه والتقيد بالاتفاق العسكري بين يوغوسلافيا وحلف شمال الاطلسي الذي يلزم الوجود الدولي في كوسوفو بضمان امن المنطقة العازلة وخلوها من المظاهر المسلحة". وبعث الوزير برسائل مماثلة الى كل من الأمين العام لحلف شمال الأطلسي جورج روبرتسون ووزير الخارجية الأميركي كولن باول. ووصف المراقبون في بلغراد امس، الرسالة اليوغوسلافية الموجهة الى باول، من دون سائر وزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، بأنها اشارة الى الاتهام الذي دأبت الحكومة اليوغوسلافية توجيهه الى القوات الاميركية المسؤولة عن الجانب العسكري في القسم الشرقي من كوسوفو والمنطقة العازلة المحاذية له، بعدم تنفيذ التزاماتها بتوفير الأمن اللازم لأماكن انتشارها. وجاءت رسالة بلغراد، بعدما قتل المسلحون الألبان جندياً في الجيش اليوغوسلافي، وكثفوا هجماتهم بالأسلحة الرشاشة ومدافع الهاون على مناطق بردو غروبا وسيلو لوتشاني وفيليكي ترنوفاتس في بلديتي بريشيفو وبويانوفاتس. وأكد ناطق باسم المسلحين الألبان في تصريح نشرته صحيفة "كوخاديتوري" الألبانية الصادرة في بريشتينا، تصاعد المواجهات في جنوب صربيا. لكنه اشار الى ان مقاتلي "جيش تحرير بريشيفو وبويانوفاتس وميدفيجا"، ردّوا على نيران القوات الصربية التي استهدفت مواقعهم. وانضم رئىس حزب "التحالف من اجل مستقبل كوسوفو" راموش خير الدين الى الزعيم الألباني هاشم ثاتشي في الدعوة، محلياً ودولياً، الى دعم الحركة المسلحة جنوب صربيا التي "تكافح من اجل حقوق الألبان المشروعة في المنطقة".