سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جيش الاحتلال أكمل حفر خندق حول أريحا عمقه 4 أمتار لعزلها بحجة الحفاظ على الامن . نائب رئيس الأركان الاسرائيلي يهدد بإعادة احتلال المدن الفلسطينية الكبرى
} أنهى الجيش الاسرائيلي حفر خندق عميق حول مدينة أريحا على الحدود الغربية مع نهر الاردن في اطار سلسلة من الاجراءات العسكرية التي تستهدف تشديد خناق الحصار الداخلي على المناطق الفلسطينية بغرض عزل المدن والقرى بعضها عن بعض. وفي خطوة غير مسبوقة منعت اسرائيل وفدا اوروبيا من دخول مدينة رام الله وذلك في الوقت الذي انضم نائب رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي موشيه يعلون الى ركب المسؤولين الاسرائيليين الذين يصدرون تهديدات للفلسطينيين وأكد ان اعادة احتلال نابلس وغزة واريحا "لن يستغرق اكثر من ساعات عدة". أحكم الجيش الاسرائيلي قبضته على مدينة اريحا من خلال حفر خندق على شكل حزام حول المدينة بعمق اربعة امتار بهدف اغلاق كافة منافذها الالتفافية الترابية التي سلكها المواطنون في الاشهر الاخيرة لتجاوز الحواجز العسكرية المنصوبة على مداخلها الرئيسة، في خطوة وصفها مسؤولون عسكريون اسرائيليون بانها "اسلوب جديد" سيتم تطبيقه ضد مدن فلسطينية اخرى في الضفة الغربية. ونقل عن مجلة الجيش الاسرائيلي "باماهين" في عددها الجديد ان الخندق حفر لمنع الفلسطينيين من الخروج من المدينة ومنع الاسرائيليين من دخولها بطرق غير قانونية. وقالت مصادر صحافية اسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي نصب "ثلاثة حواجز تنفيسية" للمواطنين لن يتمكنوا من مغادرة المدينة بسياراتهم الا بالمرور عبرها. واشارت المصادر ذاتها الى ان "الاسلوب" الجديد سيمنع السيارات الملغومة من الخروج من المناطق الفلسطينية، مضيفة ان المدينة التالية على قائمة الجيش ستكون جنين شمال الضفة الغربية. وأكد مواطنون فلسطينيون في اريحا ل"الحياة" ان الجرافات والآليات العسكرية الاسرائيلية شرعت في اعمال الحفر منذ اكثر من شهرين وانتهت اخيرا من عملها وان المدينة باتت خاضعة لحصار غير مسبوق في شدته خصوصا ان الخندق من النوع المانع لمرور الدبابات وليس للسيارات العادية فقط. وفي غير مكان في الضفة الغربية، كثف الجيش الاسرائيلي حواجزه المقامة حول المدن الفلسطينية اكثر فاكثر واغلق كافة الشوارع الالتفافية التي يستخدمها المواطنون للتنقل بالصخور والمكعبات الاسمنتية وتجريف الطرق بعمق متر واحد لمنع السيارات من التحرك وذلك خلال ساعات الليل، مثلما حدث في محافظة رام الله والبيرة وقلقيلية ونابلس. ومنع الجنود الاسرائيليون وفدا المانيا من دخول مدينة البيرة والالتقاء مع مسؤوليين في السلطة الفلسطينية. كذلك منع الجنود الاسرائيليون المواطنين من استخدام "جسر عطارة" القريب من بلدة بير زيت والذي يصل مدينة رام الله بعشرات القرى واقاموا موقعا عسكريا جديدا على تلة بالقرب من بلدة سنجل شمال رام الله التي اقيمت على اراضي مواطنيها مستوطنة "شيلو". واكدت مصادر فلسطينية ان موقعا عسكريا آخر اقيم على تلة تشرف على مدينة قلقيلة بكاملها. موشيه يعلون في هذه الاثناء اكد موشيه يعلون نائب رئيس اركان الجيش الاسرائيلي ان المؤسسة العسكرية "تدرس امكانية اعادة احتلال" مناطق السلطة الفلسطينية المصنفة أ. وقال يعلون في تصريحات لصحيفة "واشنطن بوست" الاميركية: "ندرس اعادة احتلال نابلس واريحا وغزة... ولن يستغرقنا ذلك سوى ساعات عدة". وكان رئيس اركان الجيش شاؤول موفاز قال عن السلطة الفلسطينية في محاضرة القاها امام مجلس امناء الوكالة اليهودية اول من امس انها تتحول الى "كيان ارهابي". وحذر الامين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني احمد عبد الرحمن من أن اي "مغامرة عسكرية اسرائيلية لن تكون نزهة"، مؤكدا ان التصريحات الاسرائيلية تأتي في اطار الحرب النفسية التي تشنها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني "الذي لن يوقف انتفاضته". ومن ناحيته، حمل الامين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم اسرائيل مسؤولية "أي عمل عسكري اهوج"، مضيفاً ان نتائج أي مغامرة عسكرية اسرائيلية ضد السلطة الفلسطينية او اراضيها "ستؤدي الى نتائج مدمرة". قطاع غزة من جهة اخرى تصدى نحو 20 مسلحاً فلسطينياً لدبابتين من دبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس في مدينة رفح عندما حاولت اقتحام أحد أحياء المدينة لهدم عدد من المنازل فيه، بحجة أن اطلاق نار يتم من المنطقة. وجرت مواجهات عنيفة بين المسلحين الفلسطينيين من مختلف الفصائل السياسية المؤيدة والمعارضة، وقوات الاحتلال قرب حي السلام جنوب شرقي مدينة رفح من دون أن يصاب أحد بأذى. ورد المسلحون الذين اشتبكوا مع قوات الاحتلال منذ الخامسة فجراً وحتى التاسعة من صباح أمس بالتوقيت المحلي، الدبابتين على أعقابهما من دون أن تتمكنا من اجتياز الشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر، والتوغل داخل الأراضي الفلسطينية لهدم البيوت. وتأتي هذه المحاولة استكمالاً لما بدأته الدبابات والآليات أول من أمس، عندما اقتحمت الأراضي الفلسطينية في المنطقة نفسها وهدمت منزلاً ومحطة للغاز الطبيعي وجرفت أربعة دونمات، ودمرت موقعاً لقوات الأمن الوطني الفلسطيني تصدى من كانوا فيه لقوات الاحتلال، مما أسفر عن اصابة اثنين منهم بجروح متوسطة، نقلا بعدها إلى مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار في المدينة. وفي شمال قطاع غزة قصفت قوات الاحتلال فجر أمس أيضاً مواقع لقوات الأمن الوطني ومنازل للمواطنين في منطقة السودانية شمال مدينة غزة، الأمر الذي ألحق أضراراً جسيمة بالمواقع والمنازل. واطلق عدد من الدبابات الإسرائيلية المتمركزة قرب مستوطنة "دوغيت" غرب مدينة بيت لاهيا والمواقع العسكرية الإسرائيلية المحيطة بالمستوطنة عشرات القذائف المدفعية والرصاص على المنطقة. واستغرق القصف ساعات عدة واستمر حتى ساعات الصباح الأولى. ولم يتمكن المواطنون القاطنون في المنطقة من النوم أو الخروج من منازلهم والتوجه إلى أماكن أكثر أماناً بسبب كثافة النيران. كما واصلت قوات الاحتلال تجريف الأراضي الزراعية واقتلاع الأشجار في مدينة بيت لاهيا، خصوصاً في محيط مستوطنتي "دوغيت" و"ايلي سيناي" التي تحولت المناطق المحيطة بها مناطق جرداء وساحات خالية من أي حياة، بسبب التجريف المتواصل للأراضي هناك. ولا تزال قوات الاحتلال تحتجز أفراد 45 عائلة في منازلهم في المنطقة الواقعة بين المستوطنتين المذكورتين، اللتين تقع الواحدة شمال الأخرى قرب مدينة بيت لاهيا. ويعاني المواطنون ظروفاً أمنية ومعيشية صعبة في ظل هذا الواقع، إذ لا يتمكنون من شراء المواد التموينية والطعام والحليب والدواء لأطفالهم، في وقت يعاني بعضهم شح المياه وأحياناً عدم وجودها تماماً في منازلهم. وعززت قوات الاحتلال وجودها العسكري في هذه المنطقة، وقال مواطنون إنها دفعت بالمزيد من الدبابات والعربات العسكرية والعتاد والجنود إلى مستوطنتي "دوغيت" و"ايلي سيناي". وتأتي هذه التعزيزات في الوقت الذي اطلق رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال شاؤول موفاز اتهامات للسلطة الوطنية الفلسطينية بأنها السبب في تأزم الأوضاع الأمنية، واصفاً اياها بأنها "كيان ارهابي". إلى ذلك، منعت قوات الاحتلال المتمركزة قرب مستوطنة "كسوفيم" جنوب القطاع، اثنين من موزعي الأدوية التابعين لشركة "دار الشفاء للأدوية" في قطاع غزة، من مواصلة طريقهم إلى مدينتي خانيونس ورفح. واحتجزت قوات الاحتلال الموظفين الاثنين اللذين كانا يستقلان سيارة التوزيع لمدة أربع ساعات، قبل اطلاقهما ومنعهما من مواصلة طريقهما، وأمرتهما بالعودة من حيث أتيا. ويأتي هذا الاجراء في سياق سياسة تقطيع الأوصال والحصار الخارجي والداخلي المفروض على قطاع غزة وسياسة العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين.