رغم الهدوء الذي ساد مدن قطاع غزة ومخيماته، واصلت اسرائيل اتباع سياسة الارض المحروقة المتمثلة بقصف المنازل والممتلكات وتجريف الاراضي الزراعية واطلاق النار عشوائيا في اتجاه اي فلسطيني يقترب من المناطق التي تجري فيها العمليات العسكرية او تجريف الاراضي. وفي الوقت الذي واصلت فيه سلطات الاحتلال فرض حصار واغلاق محكمين على منافذ القطاع واقامة الحواجز بين مدنه ومخيماته مقطعة اوصاله الى ثلاثة اجزاء، قامت بتجريف مئات الدونمات على امتداد اراضيه من مدينة رفح جنوباً وحتى مدينة بيت حانون شمالاً. وعلى رغم النقص في بعض المواد التموينية والخضراوات في اسواق القطاع، جرفت سلطات الاحتلال نحو 200 دونم من الاراضي المزروعة بالخضراوات قرب مستوطنة دوغيت شمال بيت لاهيا. كما هدمت في المنطقة نفسها سبعة منازل وثماني آبار مياه للشرب والري ودمرت محركين لتشغيل الآبار، اضافة الى تدمير عشرات الدونمات من البيوت البلاستيكية المزروعة بالخضراوات. وتعتبر عملية التجريف هذه الاكبر في شمال القطاع حيث الاراضي من المناطق الزراعية المهمة المنتجة للخضراوات والتوت الارضي الذي يصدر للخارج. ويذكر ان اسعار بعض الخضراوات ارتفعت الى الضعف او حتى ثلاثة اضعاف سعرها بعد ثلاثة ايام من الفصل والحصار المشدد. وقالت الشرطة الفلسطينية واحد افراد الاسر المتضررة لوكالة "رويترز" ان اصحاب المنازل الفلسطينيين طلبوا معونة الشرطة بعدما سويت بالأرض منازلهم التي يقطن فيها نحو مئة فرد. واعلن الجيش الاسرائيلي انه قام خلال الليل "بعدد من المهام الهندسية شمال قطاع غزة لمنع ارهابيين من مهاجمة الجنود والمدنيين الاسرائيليين... ونفذت تلك العمليات الهندسية في مناطق زراعية ولم تزل أي مبان سكنية". وكان جندي اسرائيلي جرح الثلثاء الماضي في انفجار قنبلة قرب مستوطنة دوغيت. وقتل مزارع فلسطيني في حقله حين اطلقت القوات الاسرائيلية نيرانها عقب الانفجار. وفي مدينة رفح، قصفت دبابة اسرائيلية فلسطينيين قرب بوابة صلاح الدين، وحي البرازيل شرق المدينة، مما ادى الى اصابة ثلاثة فلسطينيين بجروح. وفي مدينة خانيونس، قصفت قوات الاحتلال المتمركزة قرب حاجز التفاح القريب من مستوطنة نفيه دكاليم وتلك المتمركزة قرب مستوطنة جنى طال، منازل فلسطينيين بالقذائف المدفعية والاسلحة الرشاشة دون وقوع اصابات، لكن القصف ادى الى تدمير عدد من المنازل والحاق اضرار بالغة بعدد آخر من المنازل وممتلكات المواطنين. كذلك دمر الجيش الاسرائيلي ثلاث مزارع للدواجن في شرق مدينة غزة قرب معبر المنطار كارني اضافة الى مزرعة للأبقار. الى ذلك، قال مواطنون في مخيم النصيرات انهم سمعوا ليل الاربعاء - الخميس دوي انفجار قوي جداً الى الشمال من المخيم، يرجح انه في مستوطنة نتساريم القريبة. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان الجيش الاسرائيلي اوعز الى سكان المستوطنة بالنزول الى الملاجئ او اتخاذ ملاجئ من غرف مبنية من الخرسانة ومحكمة الاغلاق تحسباً لأي هجوم.
