خطف رجلان قالا انهما من الشيشان طائرة روسية على متنها نحو 174 شخصاً كانت في رحلة من اسطنبول الى موسكو، وحوّلوا وجهة سيرها الى المملكة العربية السعودية. وحطّت الطائرة بعد الظهر في المدينة المنوّرة حيث كان متوقعاً ان يسعى فريق سعودي الى التفاوض مع الخاطفين اللذين قالت وسائل إعلام روسية أنهما يُطالبان بوقف العمليات التي يشنّها الروس في جمهورية الشيشان الإنفصالية. وفي حين ذكرت وكالة إيتار - تاس مساء ان وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف طلب من نظيره السعودي الامير سعود الفيصل اعتقال خاطفي الطائرة وتسليمهما الى السلطات الروسية، نقلت محطة تلفزيون "ار تي ار" عن "مصادر مطلعة" ان الخاطفين هم ثلاثة على الارجح وانهم اعربوا عن رغبتهم في التوجه الى افغانستان. لكن مسؤولاً في الكرملين قال ان الخاطفين لم يكونوا قدّموا أي مطالب حتى مساء أمس. وأُفيد في الرياض ان السلطات السعودية نجحت في ساعة متقدمة ليلاً في اجراء اتصال بالخاطفين في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز في المدينة المنوّرة بعدما تعذّر ذلك ثلاث ساعات بسبب إقفال قائد الطائرة كابينة القيادة لمنع وصول الخاطفين اليه. وكان أول طلب للخاطفين تزويد الطائرة بالماء وإضاءة المنطقة المحيطة بها خوفاً من حصول عملية لاقتحامها قبل البدء في عرض مطالبهم. وهو وعدوا السلطات السعودية بتسليم جريح أُصيب خلال عراك بين الخاطفين وطاقم الطائرة. وكانت السعودية سمحت للطائرة بالهبوط في المدينةالمنورة ل "أسباب إنسانية" وهو ما تم السادسة وعشرين دقيقة. وشكّلت السلطات السعودية فريقاً للتعامل مع عملية الخطف وتأمين سلامة الركاب كأولوية. وذكر شهود في المطار ان السلطات السعودية المعنية فرضت حال طوارئ وأجّلت الرحلات التي تصادف توقيتها من هبوط الطائرة المخطوفة. كذلك لوحظ انتشار قوات الأمن والطوارئ الخاصة إضافة الى العديد من عربات الإسعاف والمطافئ. وقال مصدر ديبلوماسي روسي ل "الحياة" ان الأمير سعود الفيصل أكد، خلال المكالمة مع ايفانوف، إدانة المملكة العربية السعودية أي عمل ارهابي، في إشارة الى خطف الطائرة، وانها لن تُذعن للخاطفين. وفي أنقرة، نفى وزير المواصلات التركي أنيس أوكسوز ان تكون بلاده متورطة في حادثة خطف الطائرة. وقال ان مطار اسطنبول الدولي مجهّز بأحدث وسائل المراقبة والتفتيش. واستبعد تورط بعض العاملين في المطار في تهريب سكين استخدمها الخاطفون في ارغام قائد الطائرة على تغيير وجهة سيرها. كما قلل من إدعاء الخاطفين ان لديهما قنبلتين، مؤكداً صعوبة تهريب قنابل في مطار اسطنبول. وكانت الطائرة الروسية اقلعت من مطار اتاتورك وعلى متنها 166 راكباً و12 من أفراد طاقمها. وقال مسؤولون في المطار انهم تلقوا إشارة استغاثة بعد إقلاع الطائرة بنصف ساعة وطلب قائدها تغيير مسارها من موسكو الى جنوبتركيا. واشاروا الى عراك وقع في قمرة القيادة بين طاقم الطائرة والخاطفين اللذين إدّعيا انهما من الشيشان، مما تسبب في جرح مساعد قائد الطائرة بسكين وهبوط الطائرة فجأة مسافة 1300 قدم 400 متر الأمر الذي كاد يعرّضها لكارثة. وقال مسؤولون في مطار شمال قبرص التركية ان قائد الطائرة طلب إذنا بالعبور فوق الجزيرة في طريقه الى السعودية. وفي موسكو، قرر الرئيس فلاديمير بوتين، الموجود في إجازة تزلّج في سيبيريا، تشكيل غرفة عمليات لمتابعة الحادث واسُندت رئاستها الى وكيل هيئة وزارة الأمن فلاديمير برونيتشيف. وذكر الناطق باسم الكرملين ان الطائرة "تو 154" كانت تقل مسافرين عددهم 162-165 إضافة الى 12 من افراد طاقمها. وأضاف ان وحدات خاصة تابعة لوزارة الأمن يجري اعدادها لتُستخدم "في حال اقتضت الضرورة". وأشار الى وضع خطة ل "تحييد" الخاطفين. وقالت شركة "فنوكوفسكية" المالكة للطائرة ان بين الركاب 59 تركياً وعدداً من الأوكرانيين والغالبية من الروس وبينهم أطفال. ويرأس طاقم الطائرة القومندان نيكولاي فينوغرادوف. وفي تبليسي رويترز، قال بيان بثته وكالة شيشان/برس الموالية للانفصاليين الشيشان من تبليسي عاصمة جورجيا: "لا توجد اي علاقة للهياكل الرسمية في الشيشان بهذا الحادث. وسائلنا للقتال لا تشمل احتجاز الرهائن والابتزاز". وتقول الوكالة انها تمثل الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف الذي تولى منصبه عام 1997 ثم هرب من الجمهورية الانفصالية في مواجهة زحف عسكري روسي عام 1999. ومسخادوف مستمر في مقاومة العملية العسكرية الروسية لكن من غير الواضح حجم القوات التي يسيطر عليها.