} كشفت النيابة العامة المصرية في مطالعتها في جلسة محكمة أمن الدولة العليا التي تنظر في قضية "التجسس لحساب اسرائيل"، معلومات عن نشاط جهاز الاستخبارات الاسرائيلي موساد في المانياواسبانيا. وأكدت أن عملاء اسرائيليين أبلغوا المتهم المصري شريف فوزي الفيلالي رغبتهم في تحويل مصر سوقا لغسل أموال تجارة الاسلحة وكلفوه مساعدة رجال اعمال اسرائيليين في السيطرة على الاقتصاد المصري. وتضمنت المطالعة معلومات عن محاولات شركات تتعاون مع "موساد" عقد صفقات لتهريب اسلحة الى ليبيا والعراق. عقدت محكمة امن الدولة العليا في مصر امس جلسة برئاسة المستشار محمد عاصم وعضوية المستشارين علاء البنا ومحسن داود وسط اجراءات امنية شديدة وحضور اعلامي كثيف. واستمعت المحكمة الى مطالعة النيابة في قضية "التجسس لحساب اسرائيل" التي كشفتها السلطات المصرية. ودخل المتهم المصري شريف فوزي الفيلالي قاعة المحكمة محاطاً بأعداد كبيرة من قوات الامن واودع قفص الاتهام. وكان يرتدي بدلة رياضية بيضاء اللون. ومنع الحراس الصحافيين من التحدث اليه. وفي بداية الجلسة وقعت مواجهة بين رئيس النيابة محمد حلمي قنديل ومحامي المتهم أحمد سعيد عبد الخالق عندما أصر الاخير على الحصول على شهادة رسمية تحدد المكان التي احتجز فيه موكله مدة شهرين، منذ القبض عليه يوم 27 ايلول سبتمبر الماضي حتى نقله الى سجن طرة. وقال ان نموذج الحبس الخاص بالمتهم اثبت انه لم يكن موجوداً خلال تلك الفترة في اي سجن عمومي يتبع لوزارة الداخلية. واشار الى ان المتهم اخبره بأنه احتجز في مقر جهاز الاستخبارات العامة. ورد رئيس النيابة بأن قرار الحبس الاحتياطي ينفذ بواسطة اجهزة الادارة، واياً كان المكان الذي احتجز فيه فإن الاجراء كان قانونياً. لكن المحامي اعترض معتبرا ان هذه الاماكن مخصصة لاحتجاز العسكريين، واورد بعض وقائع القضية التي ثبت ان النيابة كانت على اتصال مباشر بالاستخبارات في المراحل الاولى من القضية. وانفعل المحامي عبد الخالق فوقع على الأرض وساعده زملاؤه على النهوض، وتدخل القاضي لفض الاشتباك بين الطرفين وامر بمنح الدفاع الشهادة الذي يريدها. ثم بدأ قنديل القاء مرافعته التي حوت هجوماً شديداً على اسرائيل التي وصفها بأنها "العدو الآثم لمصر"، واعتبر القضية "حلقة من حلقات استهداف الوطن". وفي اشارة الى ما اورده الدفاع في الجلسات السابقة من ان المعلومات التي سلمها الفيلالي الى المتهم الروسي في القضية غريغوري جيفنيس فار متاحة للجميع. وقال قنديل: "ان التخابر في العصر الحديث اتخذ صوراً لا عهد للماضي بها"، مشيراً الى ان التخابر "جريمة في حد ذاتها بغض النظر عن نتائجها". وسرد رئيس النيابة ادلة الاثبات ضد المتهم وذكر أن الفيلالي كان قدّم بلاغاً اثناء اقامته في اسبانيا الى السفارة المصرية في مدريد افاد فيه انه يعمل مع المتهم الروسي في مجال الاتجار بالاسلحة وانهما يرغبان في ترتيب صفقات لبيع اسلحة عبر احدى الشركات الاسبانية لليبيا والعراق، وأن المتهم الروسي كلفه العمل على تهريب جهاز متطور الى العراق. واضاف رئيس النيابة ان الفيلالي كان حضر الى مصر في 13 من الشهر نفسه وقدم بلاغاً الى الاستخبارات عن المعلومات نفسها، مشيراً الى ان الاستخبارات قامت بعمل تحريات واسعة النطاق اسفرت عن "معلومات موثقة عن نشاط خطير" للمتهمين المصري والروسي. وذكر أن الفيلالي كان سافر للمرة الاولى الى المانيا في آيار مايو 1990 لاستكمال دراسته وتعرف على سيدة يهودية تدعى ريتا قدمته الى مدير شركة المانية ثم كلفته تعلم اللغة العبرية وطلب منه الاثنان التعاون مع اسرائيل بعدما اقنعاه بقوتها في الشرق الاوسط. وتابع :"سافر المتهم في آيار مايو 1996 الى اسبانيا وأقام في مدينة مايوركاو وتعرف هناك على سيدة تدعى روزا سانشيز تزوجها في العام التالي وهي قامت بتقديمه الى عميل الموساد جيفنيس الذي عرفه على اثنين من ضباط موساد وهما توماس وكريستوفر، مشيراً الى أن الفيلالي "حصل من المتهم الروسي والضابطين على أموال، نظير معلومات سلمها لهم عن الأوضاع السياسية العسكرية والاقتصادية في مصر". وقال ان المتهم المصري خضع لتدريبات على طرق جمع المعلومات وتصنيفها وتخزينها على اجهزة الكومبيوتر، كما كلف بالعمل على تأكيد معلومات عن تهريب مصر اسلحة سراً الى العراق. واورد رئيس النيابة بعدها نص اعترافات الفيلالي في شأن التهم المنسوبة اليه والتي اعتبر فيها أنه استُدرج للتعامل مع "موساد" منذ وصل الى المانيا ثم سافر الى اسبانيا وانه قبل بمحض ارادته التعاون مع عميل "موساد" رغبة منه في تحقيق ثراء سريع. وكشف قنديل عن وقائع تحريات قامت بها الاستخبارات المصرية عن نشاط المتهم الروسي شملت انه يقيم في اسبانيا ويتخذ منها مركزاً لنشاط "موساد" هناك، ويمتلك شركة "بان افريكا" التي يستخدمها كستار لاعمال التجسس، مشيراً الى أن الضابطين في "موساد" توماس وكريستوفر يعملان تحت امرة جيفنيس الذي تربطه صلة بسيدة تملك فندقاً في مدريد تدعى غلوريا تساعده في استقطاب العرب والعمل على تجنيدهم. واشار الى أن الضابطين أبلغا المتهم المصري خطة اسرائيلية للسيطرة على الاقتصاد المصري بواسطة رجال اعمال اسرائيليين وانهما اقنعاه بالعمل على تجنيد ابن عمه الذي يعمل وكيلاً لوزارة الزراعة وابن عم آخر ضابط سابق في البحرية للاستفادة من المعلومات التي يمكنه الحصول عليها. وسرد رئيس النيابة مجدداً ما جاء في اعترافات المتهم اثناء التحقيقات وخصوصاً في النقاط التي تتعلق بنشاط "موساد" في اوروبا لتجنيد العرب وسعي اسرائيل الى تحويل مصر سوقا لغسل أموال الاتجار في الاسلحة ومحاولات اختراق قطاعي السياحية والزراعة. وقررت المحكمة تأجيل النظر في القضية الى يوم 9 نيسان المقبل للبدء في سماع مرافعات الدفاع عن المتهم المصري.