لمح بيان أصدرته منظمة اليونيسكو امس، الى امكان المطالبة بمحاكمة "طالبان" دولياً لتدميرها تمثالي بوذا في باميان وسط افغانستان، باعتبار ذلك "جريمة حرب" مشابهة لتلك التي طاولت الآثار في مدينة دوبروفنيك الكرواتية عام 1991. ولم يستبعد مصدر مطلع في اليونيسكو تحدثت اليه "الحياة" امس، اللجوء الى المطالبة بانعقاد محكمة جزاء دولية للنظر في الامر، لكنه ربط ذلك بنتائج الاجتماع الطارىء الذي عقده المدير العام لليونيسكو كويشيرو ماتسورا مساء أمس في باريس مع السفراء ممثلي دول منظمة المؤتمر الاسلامي، وقدم فيه عرضاً للوضع القائم، وبحث معهم في ما يجب القيام به من اعمال عاجلة لانقاذ الثروات الاخرى من الآثار الأفغانية التي ترقى الى مراحل ما قبل الاسلام. وكان ماتسورا قال في بيان اليونسكو ان الهجوم على دوبروفنيك وتدمير تماثيل بوذا "سابقة مهمة تبرهن على ان الاسرة الدولية قادرة على ان تتحرك لحماية الممتلكات الثقافية وقادرة ايضاً على تنفيذ العقوبات لهذا الغرض". ودعا مفتي الديار المصرية الدكتور نصر فريد واصل "طالبان" الى الخروج من عزلتها والتواصل مع العالم العربي والاسلامي ب"عقل الواقع وفقه الواقع"، كاشفاً ل"الحياة" في الدوحة ملابسات زيارته أفغانستان مع عدد من العلماء، في مهمة لم تنجح في اقناعهم بوقف تدمير التماثيل. راجع ص 8 وفي الوقت نفسه، اعتبر الامين العام المساعد لمنظمة المؤتمر الاسلامي أنه "لولا الضجة العالمية حول التماثيل لما عرف العالم ان هناك بلداً اسمه أفغانستان يتضور شعبه جوعاً ويموت بسبب البرد والحصار والجفاف والحروب". ورأى ان ما يتردد من كلام على صعيد عالمي عن التماثيل يهدف الى "الإساءة الى الإسلام".