أكدت روسيا أمس احتمال تزويد إيران منظومات صاروخية من نوع "س 300" التي يعتبرها الخبراء الروس مماثلة ل"باتريوت"، كذلك صواريخ "تور" و"ادسا"، إلى جانب تصنيع أقمار اصطناعية إيرانية واطلاقها. وكانت النتائج الأولية لزيارة الرئيس الإيراني محمد خاتمي لموسكو أثارت انتقادات أميركية، خصوصاً لقرار روسيا بيع إيران أسلحة. راجع ص3 ورفض وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي، في تصريحات إلى "الحياة"، الموقف الأميركي القلق متهماً واشنطن، من دون تسميتها، بممارسة ضغوط لمنع دول المنطقة من توثيق العلاقات في ما بينها. وقال: "إن التعاون بين إيرانوروسيا أمر طبيعي جداً ويهدف إلى ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة". وفي واشنطن رويترز، أعلن البيت الأبيض أمس أن الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش جدد الحظر الذي تفرضه الولاياتالمتحدة على التجارة والاستثمار في إيران، إلى حين اجراء مراجعة شاملة للسياسة تجاهها. وقالت ماري إلين كونتريمان، الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، إن بوش وقع القرار بتجديد العقوبات التي فرضها الرئيس السابق بيل كلينتون في 1995، وكان يفترض أن ينتهي سريانها غداً. لكنها أوضحت أن بوش "يحتفظ بالقدرة على تعديلها أو انهائها". وأضافت ان "تجديد العقوبات لا يحد من خيارات السياسة لدينا بشأن إيران"، مؤكدة أن "الإدارة ستراجع السياسة تجاه إيران في مجملها، لكن العملية لم تُنجز". وحرص خرازي على تأكيد "أن كل التعاون الذي تقوم به إيران يستند إلى القوانين الدولية، ولهذا فإن من الطبيعي أن يقوم تعاون بين إيرانوروسيا". وأشار إلى النجاحات التي حققتها الديبلوماسية الإيرانية في عهد خاتمي، فقال: "إن العلاقات الإيرانية ليست محصورة بروسيا فقط، بل ان هذه العلاقات تواصل تطورها مع جميع الدول ومنها أوروبا، ولهذا السبب فإن بعض المواقف - المعبرة عن القلق - يهدف في الواقع إلى ممارسة الضغط حتى لا تقوم علاقات وثيقة بين الدول، خصوصاً دول المنطقة". ولم يفصح الجانبان الإيراني والروسي عن طبيعة التعاون التسليحي وحجمه، إلا أن موسكو تأمل بأن تحتل مركز الصدارة في بيع السلاح إلى إيران، فيما يؤكد الإيرانيون حقهم في امتلاك قدرة دفاعية تشكل "ردعاً ذاتياً" ضد أي تهديد. وأظهر الروس حماساً واضحاً لترسيخ العلاقة مع إيران، إذ فتحوا أمام خاتمي أهم مراكزهم العلمية، خصوصاً مؤسسة الفضاء الروسية "مير" وجامعة موسكو التي منحته دكتوراه فخرية برتبة "بروفسور". وألقى خاتمي كلمة في معهد العلاقات الدولية المعني بإعداد وتخريج الديبلوماسيين، حمل فيها بشدة على الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وممارسات القمع والقتل والتشريد ضد هذا الشعب. كما حمل على دفاع بعض الدول الغربية عن هذه الجرائم، ورأى أنه "لظلم كبير أن يتم التغاضي عن هذه الجرائم بحجة أن اليهود تعرضوا لاضطهاد على أيدي النازية". وشارك خاتمي في أداء الصلاة مع المسلمين في مسجد موسكو، وسيلقي اليوم الأربعاء كلمة أمام مجلس الدوما الروسي.