سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اكد ل"الحياة" ان عرفات سيزور طرابلس قريبا وان الدعم الليبي للانتفاضة مباشر وليس عبر صناديق . التريكي : لا قنوات سرية مع اميركا ولا فتور في العلاقات مع مصر
} نفى الدكتور علي عبدالسلام التريكي امين اللجنة الشعبية وزير للوحدة الافريقية الليبي وجود "قنوات سرية" مع الادارة الاميركية الجديدة، لكنه قال ان طرابلس لا تمانع في اجراء اي اتصال مع واشنطن "في اي وقت تعلى اي مستوى". كذلك نفى "اي فتور" في العلاقات الليبية - المصرية، على رغم خلافات في شأن القمة العربية الاخيرة في القاهرة. واعلن التريكي في حديث الى "الحياة" ان الرئيس الفلسطيني سيزور طرابلس قريبا وان بلاده "ليست في منأى عن اي قرارات" اتخذتها قمة القاهرة لجهة دعم الانتفاضة، وانها ستدعم "مباشرة ... وليس عبر الصناديق" السلطة الفلسطينية. اعتبر أمين اللجنة الشعبية وزير للوحدة الافريقية الليبي الدكتور علي عبد السلام التريكي إن القمة العربية المقبلة في عمان تختلف عن قمة القاهرة الاستثنائية في تشرين الاول اكتوبر الماضي، إذ ان ليبيا "رأت أن الأنظمة العربية والأمة العربية غير مهيأة وقت تلك القمة الى اتخاذ قرار خطير على مستوى مسؤولية الأحداث بالنسبة الى القضية الفلسطينية، وأنه كان من الأجدى عقد مؤتمر وزراء خارجية للبحث في هذا الموضوع، بدل قمة لا تخرج عنها قرارات على مستوى الحدث"، خصوصا أن بلاده مع "اتخاذ القرار الأقوى في ما يتعلق بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني بالكامل واتخاذ اجراءات عملية لمجابهة التحدي الصهيوني". وأشاد التريكي في حديث الى "الحياة" بانعقاد القمة العربية الدورية الاولى في عمان، لان "النظام الجديد الذي تنعقد على أساسه يجعلها دورية أولاً ولها اجراءات ومسؤوليات محددة ثانياً"، مؤكدا ان ليبيا "ستحضر هذه القمة وأنها ستساهم مع الاشقاء العرب في معالجة القضايا المطروحة أمامها، وهي قضايا سياسية واقتصادية متعددة تمس حاضر الأمة العربية ومستقبلها من الجوانب كافة". وقال التريكي "انه ينظر بإعجاب الى الانتفاضة والى الشباب الفلسطيني الذي يقدم ضحاياه ويواجه وحده الآلة العسكرية الاسرائيلية المدعمة من الولاياتالمتحدة . . . وحان الوقت لكي تأخذ قمة عمان المقبلة قرارات ضد الاستفزازات الاسرائيلية وعدم استجابة اسرائيل لكل النداءات العربية والاقليمية والدولية". وحمل على سياسة واشنطن التي "لم تراع لا الشعور العربي ولا الشارع العربي". وطالب التريكي الذي شارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب الاخير في القاهرة بأن يشمل جدول أعمال قمة عمان قضايا أخرى مثل العراق، ولوكربي وجزر الامارات وقضايا اقتصادية. وأعرب عن اعتقاده بانعدام الامل في حل سلمي مع اسرائيل، "اذ أن خطة الاستيطان مستمرة، والتوطين مستمر، وكذلك اغتصاب الاراضي الفلسطينية وقتل الشباب الفلسطيني، وعدم الاستجابة الى كل ما هو عقلي ... ولا بد من مجابهة الموقف بأفكار جديدة، وبإرادة جديدة، وبأسلحة جديدة. واضاف: "لدينا سلاح المقاطعة والنفط والعلاقات الاقتصادية والاستنفار الشامل". وعن عدم مشاركة ليبيا في تمويل صندوق القدس والانتفاضة، قال التريكي أن بلاده "تتعامل مباشرة مع السلطة الفلسطينية وستقوم بواجبها. وهذه المسألة ليست منة على الفلسطينيين وجمع ملايين عدة من الدولارات لا يفي بالغرض الحقيقي"،مؤكدا دعم ليبيا للانتفاضة الفلسطينية، "وستلقي بثقلها مع الاشقاء وراء الفلسطينيين. وسندعم مباشرة وليس عن طريق الصناديق حتى الآن. ونحن على اتصال مع الثورة الفلسطينية"، معلنا ان الرئيس ياسر عرفات سيزور ليبيا "في القريب العاجل، وتم الاتفاق معه على خطوات معينة لدعم الانتفاضة". وذكر "أن ليبيا لم تحضر قمة القاهرة الأخيرة ولكنها ليست بمنأى عن أي قرارات اتخذتها هذه القمة لمصلحة الثورة الفلسطينية". ونفى التريكي وجود تناقض بين العلاقة الليبية مع العرب والافارقة. وقال إن الاتجاهين "مكملان لبعضهما، وأن ثلاثة أرباع الأمة العربية في افريقيا، والعمق الحقيقي للأمة العربية هي القارة الافريقية، وبالتالي لا يوجد تناقض بينهما بالنسبة الينا". وأشار إلى أن قمة سرت الأخيرة "تعاطفت مع القضية الفلسطينية وحضرتها الجامعة العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية ممثلة في رئيسها ياسر عرفات شخصياً". وعن قضية لوكربي أعرب التريكي عن اعتقاده ب"أن الموقف الآن في يد الولاياتالمتحدة"، بعد "تأكيد محكمة العدل الدولية لحق ليبيا وبطلان قرار مجلس الأمن". ووصف قرار المحكمة التي قضت ببراءة احد المتهمين الليبيين وادانة الاخر في قضية تفجير الطائرةالاميركية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية بأنه سياسي. والعالم كله يرى أن على الولاياتالمتحدةوبريطانيا أن تلجآ الى العمل السياسي لحل هذه المشكلة ورفع العقوبات المفروضة على ليبيا". وأعتبر مواطنه عبد الباسط المقراحي الذي دانته المحكمة في تفجير لوكربي "رهينة سياسية لدى بريطانيا. وحان الوقت لحل هذه المشكلة". ولاحظ "ان الموقف مع بريطانيا يتحسن بشكل طبيعي وتدريجي وأن هناك اتصالات وتعاوناً بين بريطانيا والجماهيرية"، معربا عن الأمل في "أن تلجأ الولاياتالمتحدة الى العقل والتفاوض والحوار البنّاء". ونفى التريكي "وجود قنوات سرية بين بلاده والإدارة الاميركية الجديدة"، وقال: "ان الجماهيرية لا تخفي شيئاً وانها تهدف الى التعامل المباشر والمعلن مع الولاياتالمتحدة. لسنا ضد التعامل معها بشكل معلن وواضح ومباشر وسريع وعلى أي مستوى تراه واشنطن لأنه ليس عندنا مركب نقص أو عظمة. أن الجماهيرية لا تريد أن تكون عدواً لأميركا، وترغب في صداقة مع الولاياتالمتحدة. وإذا مدت اميركا لنا يداً سنمد لها اليد نفسها للقائها". وأعرب عن ثقته ب"أن من مصلحة كل من الولاياتالمتحدة وليبيا أن يتم حل المشاكل واعادة العلاقات الطبيعية كما حدث مع بريطانيا"، داعياً الادارة الاميركية الجديدة الى "أن تعيد علاقاتها مع ليبيا الى وضعها الطبيعي، ونحن على استعداد دوماً أن نعيد هذه العلاقات بما يخدم المصلحة المشتركة"ومشيرا الى لقاءات في الأممالمتحدة جمعت المندوب الليبي مع المندوبين الاميركي والبريطاني. وكرر المسؤول الليبي أن الحكم في قضية لوكربي "على رغم إدانة أحد المتهمين، لم يحمّل ليبيا أي مسؤولية تجاه هذا الحادث المؤلم والمؤسف، وبالتالي ما هي مسؤولية الدولة الليبية عن ضحايا الحادث؟". وقال "ان ليبيا هي التي ستطالب بتعويضات عما لحقها من أضرار بسبب العقوبات الدولية بعد أن ثبت عدم ضلوعها في الحادث، وليس لها علاقة أو متورطة فيه". وعن الازمة السودانية قال "أن مصر وليبيا قادرتان على حل المشكلة السودانية، وانهما ذاهبتان في هذا الطريق بشكل جدي ... وهناك بوادر للحل بعد حدوث إجماع سوداني على جدارة المبادرة المصرية - الليبية بالقبول والنجاح". ونفى التريكي "وجود فتور في العلاقات المصرية - الليبية إطلاقاً، على رغم وجود خلافات في وجهات النظر في بعض القضايا السياسية". وقال: "ان القيادتين مدركتان للأهمية الاستراتيجية لعلاقات البلدين لمصلحة الشعبين والامة العربية وافريقيا". وأكد "أن الاتصالات بين البلدين مستمرة، وكذلك المشاورات السياسية، بما في ذلك الاتصالات الهاتفية والرسائل بين الرئيس حسني مبارك والعقيد معمر القذافي. ولا خوف على هذه العلاقات. فهي متينة بدرجة أنها لن تصاب بأي أذى".