أجرى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي والرئيس حسني مبارك أمس محادثات في القاهرة تناولت آلية تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال الاتصالات بين ليبيا والأمم المتحدة، بوساطة سعودية وجنوب افريقية، لحل قضية لوكربي. وعُلم أن بين الأفكار التي عُرضت أن تكون جامعة الدول العربية هي "آلية التنفيذ"، فتتولى تسليم الليبيين المشتبه في تورطهما بتفجير الطائرة الأميركية فوق لوكربي، الأمين خليفة فحيمة وعبدالباسط المقرحي، الى هولندا للمثول أمام محكمة اسكتلندية. وأطلع القذافي مبارك، في جلسة اقتصرت عليهما واستمرت نحو ساعة في خيمة نصبت في حديقة قصر القبة، على تفاصيل المحادثات المتعلقة بتسوية الأزمة، واصرار ليبيا على الحصول على "الضمانات الكفيلة بتأمين محاكمة عادلة للمشتبه فيهما لضمان أمنهما وسلامتهما واظهار الحقيقة". وفيما كانت القمة الليبية - المصرية منعقدة، التقى وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى أمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي وزير الخارجية السيد عمر المنتصر بحضور المنسق الجديد سفير للعلاقات الليبية مع مصر جمعة الفزاني. وتناول اللقاء السيناريوات المحتملة في ضوء مهلة الشهر التي منحتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا لليبيا لاتخاذ قرار بتسليم المتهمين. وقال موسى بعد اللقاء إن الأمور "تقدمت في شأن ايجاد حل للأزمة" في ضوء الاتصالات بين الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والحكومة الليبية و"نأمل أن تؤدي هذه الاتصالات الى إنفراج". وسئل هل محادثات القاهرة تعني أن المبادرة السعودية - الجنوب افريقية كافية لحل الأزمة، فأجاب ان الجهود التي تبذلها السعودية وجنوب افريقيا ومصر ودول أخرى تستند إلى "التفاهمات القائمة بين ليبيا والأمم المتحدة". وشددت مصادر ديبلوماسية في القاهرة على أن ليبيا تسعى الى الحصول على تعهد أميركي على غرار التعهد البريطاني، بأن تكون المحاكمة قانونية وليست سياسية، وان "تقتصر" على حادثة الطائرة الاميركية التي انفجرت فوق بلدة لوكربي عام 1988.