اكد مسؤول ليبي بارز ان بلاده ستحضر اعمال القمة العربية المقبلة في عمان. وأوضح الدكتور علي عبدالسلام التريكي، أمين اللجنة العامة وزير للوحدة الافريقية، في مقابلة مع "الحياة" امس ان بلاده ملتزمة دعم العمل العربي وانها "نادت دائماً بقومية المعركة قدمت دعماً كبيراً الى القضية الفلسطينية"، مشيراً الى ان "القدس" كانت كلمة السر في ثورة الفاتح. لكنه شدد على ان توقيت عقد القمة العربية الطارئة في القاهرة لم يكن ملائماً، وان عواصم عربية عدة خلصت الى ان القمة "لم تكن في المستوى". واضاف: "ليبيا لم تكن ضد القمة. نحن مع القمة ومع تنظيم انعقادها بصورة دورية، وقد وافقنا على المشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب المقبل في القاهرة". وشرح موقف بلاده قائلاً انه "بعد انعقاد قمة شرم الشيخ وصدور توصيات لم تنفذ، لأنها غير قابلة للتنفيذ، استخلصنا ضرورة ان تكون القمة في مستوى الاحداث، اي تطلعات الشارع العربي". واضاف: "كنا مع اجتماع وزراء الخارجية وصدور توصيات أو قرارات تبقي على القمة كاحتياط استراتيجي، لأنها بمثابة سلاح يجب ان يشهر مرة واحدة، وان سوء استخدامه يضيع فعاليته". وسئل ان كان موقف القيادة الليبية يعكس "هروباً" من تحمل المسؤولية في ضوء الانفتاح الليبي على افريقيا، فنفى ذلك بشدة. وقال: "ليس صحيحاً". وأوضح ان الانفتاح على افريقيا يدعم العمل العربي. وتساءل: هل في امكان الدول العربية ان تلتزم قرارات قطع العلاقة مع الولاياتالمتحدة في حال نقل سفارتها الى القدس. وسئل عن خلفيات الأزمة القائمة مع لبنان اثر سحب السفير الليبي في بيروت. فقال: "تربطنا علاقات ودية مع لبنان ومع أركان الحكم فيه". لكنه اتهم رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بالتزام موقف طائفي من ليبيا. وقال: "هناك مشكلة مع حركة أمل، ورئيس مجلس النواب اللبناني احد الرؤساء الثلاثة شريك في الحكم". وعاب عليه عدم دعوة السفير الليبي الى اجتماعات عدة. ورأى ان تصرفه يلزم السلطة اللبنانية. وقال انه سلوك "مخالف للاعراف الديبلوماسية وللتقاليد العربية". واعاد التأكيد ان حكومة بلاده نبهت المراجع اللبنانية الى هذا التصرف ولكن من دون جدوى. وجدد التأكيد انه في حال استمرار هذا التصرف "سنغلق سفارتنا في بيروت على رغم اننا لا نريد ذلك". وسئل عن مضمون رسالة الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أول من امس وعن الاتهامات الفرنسية الى ليبيا بالضلوع في تفجير طائرة "يوتا" فوق النيجر سنة 1989، فأجاب بأن "الاتفاق حصل على ترك الملف الى القضاء الفرنسي والجماهيرية التزمت بما يصدر عن العدالة الفرنسية". لكنه شرح ان هناك عنصرين يتحكمان في الموقف الفرنسي. اللعبة السياسية الداخلية وتأثير لوبيات صهيونية ضاغطة. ورأى ان علاقات بلاده مع بعض الاطراف الأوروبية عرفت تطوراً ملحوظاً، بما في ذلك العلاقة مع بريطانيا. وعبر عن أمله في "تحكيم العقل". وقال ان الرئيس الفرنسي يعمل في هذا الاتجاه و"آمل بألا تضرر العلاقات بين بلدينا". وسئل عن علاقات بلاده مع الولاياتالمتحدة، فقال انها قطعت رسمياً منذ سنوات، وان طرابلس لا تعترض على اقامة "علاقات متكافئة لكن شريطة الاحترام المتبادل". وقال ان واشنطن كانت الشريك التجاري الثاني لطرابلس. وكشف المسؤول الليبي وجود مساع لمعاودة إحياء الاتحاد المغاربي. وقال ان اجتماعاً لوزراء الخارجية المغاربيين سينعقد في الجزائر قبل بداية العام المقبل. وأوضح ان بلاده وتونس بذلتا جهداً "لحلحلة الموقف". وسئل عن الموقف المغربي حيال انعقاد القمة المقبلة لدول منظمة الوحدة الافريقية فقال: "بحثنا في الموضوع مع العاهل المغربي الملك محمد السادس". وأقر بأن هناك صعوبات امام مشاركة المغرب بسبب انسحابه من منظمة الوحدة. لكنه رأى ان البحث جار لايجاد "مخرج قانوني" للقضية. وأوضح ان المغرب ومصر ونيجيريا ستشارك في القمة المقبلة لتجمع دول الساحل والصحراء في مدينة سرت.