يبدو أن الانقسام بين الاسلاميين المصريين الذي عكسته انتخابات مجلس النقابة العامة للمحامين التي جرت الاسبوع الاخير من الشهر الماضي وأسفرت عن هزيمة المرشح الحكومي لمقعد النقيب رجائي عطية وفوز الناصري سامح عاشور واكتساح قائمة "الاخوان المسلمين" مقاعد المجلس، تحول صراعا ينذر بمواجهة عنيفة. إذ تلقت "الحياة" أمس بياناً حمل توقيع "لجنة القدس الاسلامية"، وهي إحدى لجان النقابة العامة وتضم في عضويتها اعضاء سابقين في "الاخوان"، تضمن هجوماً عنيفاً على الجماعة وانتقادات حادة للأسلوب الذي تعاملت به مع محامي "الجماعات الاسلامية" منتصر الزيات والإصرار على إسقاطه. وجاء في البيان أن "الاخوان وقفوا ضد الزيات وناصروا الناصريين والوفديين والحزب الوطني والأقباط". واعتبر البيان ان الاخوان خدعوا العامة بأن قالوا إن قائمتهم قومية"، متهما اياهم بالرغبة في "السيطرة على شخصيات تدين بالولاء لهم" واضاف: "لم نفاجأ بهذا الموقف لأن منذ أن منّ الله علينا بالوجود في قلب الحركة الاسلامية ونحن نجني الحصاد المرّ من هذه الحركة السياسية المسماة بالاخوان المسلمين والتي تقبل تحالفاً مع أي فصيل بشرط ألا يكون إسلامياً وتستغل القاعدة المعروفة الغاية تبرر الوسيلة أسوأ استغلال ومن دون ضوابط شرعية". ورأى أن الجماعة "قامت بقطع كل الخيوط التي يمكن بها ان تلتقي مع ابناء الحركة الاسلامية" واختارت "المواجهة الشرعية مع ابناء الحركة الاسلامية والتي تختلف معهم في المنهج". واضاف: "ننا سنعمل بكل قوة على كشفهم وتعريتهم لأن كل الحركات الاسلامية أضيرت وحوربت من هذه الجماعة بكل الوسائل حتى وسيلة تأليب النظام عليهم ... في سبيل تحقيق مصالحها ... وتحدد الولاء على أساس الانتماء للأشخاص ... من نظرة حزبية ضيقة ورؤية قيادتها ومزاجها الخاص هو الذي يحدد سلوكها دون ضوابط شرعية للمصلحة العامة للاسلام والمسلمين". ولوحظ أن البيان وزع على نحو واسع على وسائل الاعلام المحلية والدولية، لكن مسؤولاً في "لجنة القدس" هو المحامي عاطف عواد نفى أن يكون البيان صدر عنها. ولم يستبعد أن يكون "الاخوان" أنفسهم روجوا البيان. وقال ل "الحياة": "من الملاحظ أن العبارات التي استخدمت في البيان قريبة من تلك التي تستخدمها الجماعات الاسلامية الراديكالية والزج باسم الزيات في البيان هدف الى محاولة الايحاء بأن "لجنة القدس" تعبر فقط عن الاسلاميين الراديكاليين ليظهر الاخوان وكأنهم الجماعة الاسلامية السلمية الوحيدة في مصر". ولفت عواد الى "قوى سياسية أخرى تسعى الى ضرب لجنة القدس بكل الطرق، حتى توقف نشاطها في ظل المجلس الجديد للنقابة". ووفقاً لقانون نقابة المحامين فإن "مجلس النقابة العامة" يمثل جموع المحامين وتتسع اختصاصاته لتشكل كل الجوانب المهمة التي تتعلق بالمهنة، في حين تختص النقابات الفرعية في المحافظات بالأمور الاجرائية والعلاقة بين المحامين وجهات رسمية في كل محافظة. وستبدأ انتخابات "النقابات الفرعية" الاحد المقبل في القاهرة وفي20 الشهر في نقابتي الاسكندرية والجيزة و22 منه في نقابات اسوان وقنا وسوهاج واسيوط و24 في نقابات شمال سيناء وبورسعيد والاسماعيلية والسويس و27 في نقابات المنيا وبني سويف والفيوم ودمياط و29 في نقابات المنصورة والزقازيق والبحيرة. ولا تعتمد انتخابات النقابات الفرعية، على عكس انتخابات النقابة العامة، على تأثير القوى السايسية وانما على شعبية المرشحين في محافظاتهم.