} اعتبرت وزارة الخارجية السودانية ربط "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بين مشروع وساطة يقوم بها رئيس جنوب افريقيا السابق نلسون مانديلا، واعتقال زعيم "المؤتمر الشعبي" الدكتور حسن الترابي لتوقيع حزبه "مذكرة تفاهم" مع الحركة "غير منطقي". واعتبرت ان رفض الوساطة "غير موفق ودليل على عدم الجدية". وصف وزير الدولة في وزارة الخارجية السودانية شول دينق موقف "الحركة الشعبية لتحرير السودان" من التفاوض مع الحكومة في جنوب افريقيا بأنه "غير موفق، ولا نرى سبباً لرفض الحركة الوساطة لأن الحكومة سئمت الحرب وحال اللاحرب واللاسلم". وانتقد ربط الأمين العام للتجمع الوطني الديموقراطي المعارض القيادي في الحركة باغان أموم التفاوض باعتقال زعيم حزب المؤتمر الوطني الشعبي الدكتور حسن الترابي واعتبر انه "غير منطقي"، مشيراً الى ان هناك فرقاً بين التفاوض والحوار الذي تقوده الحكومة لثني الحركة عن نهج العنف والقبول بالسلام وبين حزب يتحالف مع التمرد لإسقاط الحكومة. وكان أموم قال ل"الحياة": "كيف تتحدث الحكومة عن لقاء مع قيادة الحركة في وقت انتقد فيه وزير الاعلام والاتصالات غازي صلاح الدين لقاءنا وحوارنا مع فصيل سياسي سوداني هو المؤتمر الشعبي. هذا كلام لا نفهمه ونعتبره مناورة سياسية للتغطية على الممارسات الخاطئة والديكتاتورية ضد قيادة التجمع في الداخل وضد قيادة المؤتمر الشعبي". واعتقل الترابي بحجة توقيع حزبه "مذكرة تفاهم" مع "الحركة الشعبية". من جهة اخرى، قال نائب الأمين العام لحزب "المؤتمر الشعبي" المعارض امين المكتب السياسي الدكتور علي الحاج محمد ل"الحياة" امس انه "لا تغيير في التدابير المتفق عليها مع الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي نصت على عقد اجتماع ثانٍ نهاية الشهر الجاري. وأضاف: "من جانبنا سننفذ ما اتفقنا عليه ولا تراجع عن ذلك، وأي موقف تتخذه الحكومة ضدنا لن يدفعنا الى التراجع، بل سيؤدي الى مزيد من الاقدام والعمل من اجل السلام". وشدد على ان ما قامت به الحكومة ضد حزب المؤتمر الشعبي وقيادته "سيدعونا الى مزيد من اللقاءات مع القوى السياسية في الداخل والخارج حتى تستمر جهود عملية السلام". وسألته "الحياة" عن رأيه في موقف "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الذي رفض التفاوض مع الحكومة في ظل استمرار اعتقال الترابي فرد بقوله: "اننا نرى ان موقف الحركة الشعبية مبدئي وسياسي وجيد، ونحن ايضاً ندعو لإطلاق سراح كل المعتقلين بلا تمييز كما ندعو لإلغاء القوانين المقيدة للحريات وعدم سن قوانين اخرى لا تحترم حقوق الانسان". وقال ان "خطنا المتفق عليه في الداخل يؤكد انه لا تفاوض مع الحكومة في ظل اعتقال الترابي والآخرين وبينهم قيادات التجمع الوطني الديموقراطي المعارض". ورأى محمد ان "جو الاعتقالات السياسية سلبي وغير منتج خصوصاً في موضوع السلام"، اما في شأن سعي الحكومة للاتصال بالحركة الشعبية عبر جنوب افريقيا فقال ان "الحكومة تريد استغلال الموقف الناجم عن مذكرة التفاهم بين حزب المؤتمر الشعبي والحركة الشعبية لتحرير السودان وهي تحل لنفسها الاتصال بالحركة وتحرم ذلك على الآخرين وهذا غير مقبول". وقال ان "موقف الحركة الشعبية يؤكد جديتها وانتهازية الحكومة". وصرح الامين العام لوزارة الاعلام والاتصالات عبدالدافع الخطيب ان زيارة وزير الاعلام والاتصالات غازي صلاح الدين لدولة جنوب افريقيا "جاءت بغرض المشاركة في مؤتمر وزراء الاتصالات الافارقة". ووصف الربط بين زيارة صلاح الدين ووساطة مانديلا بانها "مجرد اقاويل واوهام من المتمردين".