يعتبر رالي البرتغال بمثابة الامتحان الثاني في بطولة كأس الفرق الخاصة لهذا العام حيث تشهد الدروب والطرقات المحيطة بمدينة بورتو الساحلية، فاعليات هذا الرالي الدولي الخامس والثلاثين، الذي يشكل ثالث جولات بطولة العالم للراليات لهذا العام، كما أنه يشكل الجولة الثانية من أصل 6 جولات يشتمل عليها برنامج مشاركاتي ضمن مسابقة كأس الفرق الخاصة... قبل قدومي إلى البرتغال أو بلاد البرتقال كما سماها العرب، كنت أمنّي النفس بإحراز نتيجة طيبة، لا سيما أن هذا الحدث هو الثالث في رالي وعر غير معبد على متن سيارة مصنفة ضمن المجموعة أ هي سوبارو إيمبريزا دبليو آر سي، كما أنني أحبذ طرقات هذا الرالي الملتوية والمتعرجة والتي تتناسب كثيراً مع أسلوب قيادتي والتي سبق لي وأن اختبرتها مرتين من قبل، وفي كلتا المناسبتين على متن سيارة مصنفة ضمن المجموعة ن... مشاركتي الأولى كانت العام 1998 الذي عرف انطلاقتي الفعلية على ساحة البطولة العالمية، وخلال تلك السنة تمكنت وعلى رغم تواضع خبرتي من الوصول سادساً ضمن مجموعتي، وفي العام التالي نجحت في إحراز التوقيت الأسرع بين سائقي مجموعتي خلال المرحلة الخاصة الاستعراضية، لكن سوء الطالع وقف لي بالمرصاد داخل المرحلة التالية التي عرفت توقف سيارتي إلى جانب المسار بسبب تعطل مضخة وقودها... وبالعودة إلى رالي هذا العام، فإن شهيتي وحماستي سدت بعض الشيء، بسبب الحال الجوية السائدة، فالأمطار الغزيرة المتساقطة من دون توقف هذه الأيام، حولت كل طرقات المراحل الخاصة إلى فخاخ من الوحول والطين... أي أن المراحل الرملية التي أحبذها لم يعد لها وجود، والواقع الجديد والصعب هذا عمل على خلط أوراق جميع الفرقاء... وحتم علي التعامل بطريقة مختلفة مع الحدث، الذي بات أكثر صعوبة من السابق، ناهيكم عن كوني ولغاية الآن، لا أملك رصيداً كبيراً من المشاركات في الراليات الوعرة الرطبة... لكن هذا الواقع الجديد لن يثنيني عن بذل كل ما عندي بهدف إنهاء الرالي في مركز متقدم ضمن مسابقة كأس الفرق، خصوصاً أن الرالي البرتغالي يعتبر أحد أهم جولات المسابقة على الإطلاق والنتيجة من شأنها أن تعزز من فرص الطامح بانتزاع لقب البطولة الرديفة المحصورة بالسائقين غير المحترفين أو التابعين لفرق مصنعية، كما أنني سأحاول جاهداً تعويض انسحابي من الجولة الأولى للكأس والتي استضافتها السويد، حيث لم يكن أمامي قبل انسحابي من رالي الثلوج سوى 21 كيلومتراً لاجتياز خط النهاية وهي المسافة التي تتألف منها المرحلة الخاصة ال17 الأخيرة، لكي أتوج وصيفاً للفائز بهذه المسابقة، الدنماركي هنريك لونغارد بطل أوروبا الحالي... لكن مشكلة فنية طارئة حرمتني من تحصيل 6 نقاط كانت في متناول اليد. على أية حال هذه هي الراليات والخيبة التي صادفتني وضعتُها خلفي، متمنياً أن يكون الفأل الحسن حليفي في رالي البرتغال ، كما أرجو أن تبقى المشكلات بعيدة مني كي يتسنى لي الحصول على أكبر قدر ممكن من النقاط ضمن مسابقة كأس الفرق... فالأنظار كلها مُسلطة على الطواقم ال11المشاركة ضمن هذه المسابقة التي تحظى جولة بعد جولة باهتمام متزايد من قبل المعنيين جميعهم. ختاماً... مهما كانت الظروف الجوية السائدة، فأنا أريد قهر هذا الرالي الصعب، والتأكيد من جديد على المكانة المرموقة التي بات يتحلى بها سائق الراليات العربي... وإلى الملتقى في القريب العاجل. *خاص ب "الحياة"