لا يعني حشد المصنفين الأوائل الكثير في الدورات الدولية متى راح هؤلاء يتساقطون في أول الطريق ومنتصفها مثل أوراق الخريف. ولعل "طاحونة" دورة دبي الدولية للرجال البالغة قيمة جوائزها مليون دولار خير مثال على هذا الواقع، والذي يعتبره البعض سيئاً على حيوية الدورة والاثارة المنتظرة منها. في "دبي 2001" ودّع الفرنسي سيدريك بيولين ثم الاسباني أليكس كوريتخا في مستهل الدورة، وتبخرت أمس آمال الروسي يفغيني كافلنيكوف والاسترالي باتريك رافتر، والبقية تأتي. علماً أن ستة من أفضل عشرة لاعبين في التصنيف الدولي و13 من بين العشرين الأوائل يخوضون منافسات دبي. تعملق الأوكراني اندري ميدفيديف، وصيف دورة رولان غاروس 1999، امام "الكبير" باتريك رافتر في دورة دبي الدولية التي تجرى على ملاعب نادي الطيران. وأقصاه من الدور الثاني بفوزه عليه 7 -6 7-1 و4-6 و6-1 في غضون 39،1 ساعة ووجّه انذاراً شديد اللهجة، خصوصاً وقد تجرّأ على قمّع مُسقط حامل اللقب كيفر الذي خاض مباراة رائعة في الدور الأول. وبدا رافتر فاقداً لاندفاعه المعهود خصوصاً في المجموعة الثالثة. وبدل ان يستعيد تألقه بعد فوزه في المجموعة الثانية واثر الصراع الكبير في الأولى، استسلم لهجوم منافسه ميدفيديف وظهرت العصبية على تصرفاته ورمى مضربه ارضاً أكثر من مرة، ولم يحسن التعامل مع ارسالاته وكراته الجانبية "فخرّ صريعاً" وانتقل اللاعب الأوكراني لمواجهة الفائز من مباراة "ابن عمه" الروسي مارات سافين والفرنسي جوليان بوتييه. وكان ميدفيديف أكمل جدول دور ال16 بفوزه على الكندي دانيال نيستور 6-3 و7-6 11-9. وبعدما عانى طويلاً في المجموعة الثانية، وهو اختصر وقائع انتصاره على رافتر بقوله ل"الحياة" خضت احدى أجمل مبارياتي في الآونة الأخيرة، في عالم كرة المضرب تختلف الموازين دائماً، واليوم جاءت لمصلحتي على مختلف الأصعدة، وتجاوزت تعثري في المجموعة الثانية". وتابع "مع انني خشيت ان يقلب رافتر الموازين رأساً على عقب". وقضى السويدي توماس يوهانسون على آمال الروسي يفغيني كافلنيكوف المصنف ثالثاً في الدورة وحامل ذهبية دورة سيدني 2000، فأوقفه في الدور الثاني بفوزه عليه 7-6 7-4 و7-5. وبات كافلنيكوف ثالث مصنف يخرج من المنافسة، بعد الفرنسي سيدريك بيولين 8 والاسباني ألكس كوريتخيا 4، فضلاً عن خروج حامل اللقب الألماني نيكولاس كيفر أمام الاسترالي باتريك رافتر 5. وأكّد يوهانسون انه خاض افضل مباراة له منذ فترة طويلة، و"غالباً اما أؤدي ذلك أمام كافلنيكوف الذي أعاقني بعض الشيء بإرسالاته، لكني أحسنت التعامل معها وتجاوزت عقبتها، خصوصاً أن صعوبة إرساله لا تعادل تلك التي يتميز بها الهولندي ريتشارد كراييتشيك والكرواتي غوران ايفانيسيفتيش. وأمل يوهانسون ان يُضم الى منتخب بلاده في كأس ديفيس الشهر المقبل "لكن الأمر عائد الى المدرب في النهاية". واستغرق اللقاء 40،1 ساعة، وسجل يوهانسون في نهايته فوزه السادس على التوالي على كافلنيكوف والسابع في 11 مواجهة بينهما. وعوّض بالتالي خسارتيه الأخيرتين في مرسيليا وروتردام. في حين مني كافلنيكوف بخسارته الخامسة في مقابل 18 فوزاً منذ مطلع الموسم الجاري، علماً انه تجاوز الدور الأول بصعوبة بفوزه على التشيخي سلافا دوزديل 7-6 7-3 ،6-2، حيث تخلّف صفر -4 في المجموعة الأولى، وصفر-2 في المجموعة الثانية. وانتقل الاسباني خوان كارلوس فيريرو المصنف سابعاً ووصيف العام الماضي، والذي يتمتع بشعبية كبيرة في دبي، الى الدور ربع النهائي بتغلبه على التشيخي ييري نوفاك 6-4 و6-3. كما فاز السلوفاكي دومينيك هرباتي المصنف سادساً على التشيخي بوهدان اوليراخ 5-7 و7-6 7-3 و6-3. وبلغ الألماني المغمور لارس بورغسموللر الدور ربع النهائي أيضاً على حساب الفرنسي نيقولا اسكوديه 6-2 ثم بالانسحاب بسبب تعرّض الأخير لإصابة في ظهره. وفاز البيلاروسي ماكس ميريني على مواطنه فلاديمير فولتشكوف من دون عناء 6-1 و6-4. وتغلب السويدي ماغنوس نورمان المصنف ثانياً على الروماني اندريه بافل 1-6 و6-3 و7-6 7-2.