قالت سورية ان التفاوض مع اسرائيل اصبح "عقيماً وضاراً بالقضية العربية" بعد فوز ارييل شارون برئاسة الوزراء، داعية الى "تحصين الجبهة الداخلية" و"توحيد توجهات" دول الطوق العربي. في غضون ذلك، توقع مثقفون ان يؤدي فوز شارون الى "تأخير الاصلاحات الاجتماعية في سورية"، علماً ان المسؤولين السوريين يؤكدون انهم يسيرون "وفق أولويات داخلية". وقال الدكتور فضل الشيخ في "منتدى نوال اليازجي" قرب دمشق: "التغييرات السريعة لم تعد مأمولة. بدأ الانتقال من فكرة الثورة الى فكرة الاصلاح وتراكم الاصلاحات، اذ ان الانتقالات السريعة ربما تترك آثاراً غير مضمونة النتائج. الحرية لا تعطى وهي تحتاج الى دفع ثمن، لكن من غير المناسب دفع تضحيات كبيرة لأجل نتائج زهيدة". ولاحظ الشيخ مساء اول من امس: "ان توسيع هامش المشاركة هو الحل الامثل لعملية التنمية". وكتبت صحيفة "الثورة" الحكومية امس ان "الوقفة العربية" بعد انتخاب شارون ستكون في انعقاد القمة العربية في الشهر المقبل في عمان "ما يستدعي التحضير الجيد والتمهيد الحثيث لاتخاذ قرارات عربية تتساوق وتستقيم وترتقي الى مستوى الخطورة التي يشكلها شارون على أمن المنطقة وعلى الامن والسلام العالميين". واذ دعا المدير العام ل"الاذاعة والتلفزيون" الدكتور فائز الصائغ الادارة الاميركية الى "وقف اندفاعة التهور والتطرف التي ركب جناحها شارون، وضبط تصرفات القيادة الاسرائيلية الجديدة قبل ان ينقلب زمام الامور وتهوي المنطقة أكثر في دوامة الارهاب الرسمي المنظم الذي تمارسه اسرائيل وبخاصة بعد قدوم الرجل الذي ارتبطت باسمه أبشع جرائم العصر وأكثرها حقداً وعنصرية ان على العرب أو على سواهم". واكد في مقال نشر في "الثورة" ان المرحلة تستدعي "تحصين الجبهات الداخلية لدول الطوق وتوحيد التوجهات فيما بينها". وكتبت "تشرين" الرسمية ان تسلم شارون رئاسة الوزراء "يشكل ضربة خطيرة لعملية السلام وجهود المجتمع الدولي، فهذا الجنرال العنصري المتعطش للدماء لا يؤمن الا بلغة الارهاب والقتل والتوسع، ويعول على استمرار دعم الولاياتالمتحدة للكيان الصهيوني بغض النظر عمن يتسلم دفة الحكم فيه". وزادت: "واضح تماماً ان اسرائيل ليست ناضجة للسلام وان أي تفاوض معها ليس عقيماً فحسب بل ضاراً بالقضية العربية". وكانت سورية "تفاءلت" بفوز ايهود باراك في انتخابات العام 1999، واجرى وزير الخارجية فاروق الشرع مفاوضات معه في بداية العام الماضي اصطدمت لاحقاً برفض رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق التزام الانسحاب الكامل من مرتفعات الجولان الى خطوط 4 حزيران يونيو 1967، كما تطالب سورية. الى ذلك، يصل الى دمشق غداً الجمعة رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي في زيارة رسمية الى سورية بدعوة من الرئيس بشار الاسد بهدف "تعزيز العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وسورية والتعبير عن الدعم لعملية التحديث الاقتصادي والاصلاح المؤسساتي التي يجريها الرئيس الاسد". وقالت مصادر ديبلوماسية اوروبية ل"الحياة" ان برودي سيجري محادثات مع الاسد ورئيس الوزراء محمد مصطفى ميرو وسيلقي محاضرة في جامعة دمشق. واوضحت ان المحادثات "ستركز على العلاقات الثنائية بين الاتحاد الاوروبي وسورية وسبل تعزيزها، وستبرز المحادثات موضوع عملية التحديث الاقتصادي والاصلاح المؤسساتي التي اطلقها الرئيس بشار الاسد اضافة الى السبل التي يستطيع الاتحاد الاوروبي عبرها تقديم الدعم كشريك خارجي. كما تتناول المحادثات آفاق اتفاق الشراكة بين الاتحاد الاوروبي وسورية، التي هي في طور المفاوضات حالياً، مع الاخذ في الاعتبار انها لن تغطي فقط التجارة والمسائل الاقتصادية وانما الأوجه الاجتماعية والثقافية ايضاً، اضافة الى الحوار السياسي بين الجهات المعنية". وزادت ان برودي سيبحث ايضا في "الآفاق المستقبلية للشراكة الاوروبية - المتوسطية بعد مؤتمر مرسيليا الذي قاطعته سورية ولبنان بسبب الاوضاع في الاراضي الفلسطينية اضافة الى الوضع الاقليمي وخصوصاً عملية السلام التي يدعمها الاتحاد الاوروبي بشكل مستمر".