تمنت موسكو على الحكومة الاسرائيلية الجديدة ضمان "الاستمرارية" في عملية السلام، واعربت وزارة الخارجية الروسية عن الاستعداد ل"حوار مكثف" مع ارييل شارون، وعلمت "الحياة" ان مبعوثاً روسياً سيتوجه خلال أيام الى المنطقة ولم يستبعد مصدر ديبلوماسي استقبال شارون في موسكو لاحقاً. وأشار بيان وزارة الخارجية الى ان موسكو تأمل في ان تعمل الحكومة التي سيشكلها شارون على نزع فتيل التأزم وتأمين استمرارية العملية السلمية، وفي هذا السياق فإن روسيا ابدت استعدادها لحوار مكثف مع القيادة الجديدة في اسرائيل. واشار البيان الى ان موسكو لا ترى بديلاً معقولاً من التسوية "الشاملة والعادلة" على اساس مبادئ مدريد والقرارين 242 و338، وكذلك "التفاهمات" التي تم التوصل اليها بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقال ل"الحياة" ديبلوماسي عربي رفيع المستوى ان التذكير بالقرارين الدوليين كمرجعية لعملية التسوية قد يعني ان موسكو "تراجعت عن تراجعها" السابق، اذ انها كانت أيدت مبادرة الرئيس الاميركي بيل كلينتون، ولكن البيان الأخير يوحي بأن روسيا أعادت النظر في طروحاتها. وعلمت "الحياة" من مصدر وثيق الصلة بوزارة الخارجية الروسية ان الكسندر سلطانوف المدير العام لدائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا سيقوم خلال الأيام المقبلة بجولة تشمل اسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية وعدداً من الدول الأخرى في المنطقة. ورداً على سؤال هل توجد نية لدعوة شارون قال المصدر ان الأخير تلقى دعوة شخصية من وزير الخارجية حينما كان "مجرد نائب" في الكنيست، وأضاف ان "الدعوة مفتوحة" اذا شاء ان يزور روسيا بصفته الجديدة. ومعروف ان اليهود النازحين من روسيا وسائر جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق لعبوا دوراً مهماً في ترجيح كفة شارون، وكان كبير حاخامي روسيا لازار بيرل دعا الى التصويت لزعيم "ليكود" مشيراً الى ان "اليهودي اياً كانت الجنسية التي يحملها له الحق في ابداء رأي بما يجري في اسرائيل، اذ ان هذا شأن ديني ولا علاقة له بالمواطنة". واشار المحللون الروس الى ان الجناح المتشدد في اسرائيل يحظى برعاية خاصة في موسكو، وكان الرئيس فلاديمير بوتين التقى لمدة ثلاث ساعات ونصف ساعة مع رئيس الحكومة الليكودي السابق بنيامين نتانياهو، واعرب عن تأييده ل"القدوة" الاسرائيلية في "مكافحة الارهاب". وقدمت وكالة "ايتار - تاس" الحكومية الرسمية نبذة عن حياة شارون جاء فيها "انه اشتهر بانتصاراته" في عدد من الحملات العسكرية في الشرق الأوسط، وكونه "أعلن بصلابة ان القدس ستبقى عاصمة موحدة وغير مجزأة" لاسرائيل التي وصفتها الوكالة الحكومية بأنها "دولة صغيرة لكنها تعني الكثير جداً في السياسة العالمية". الا ان سياسة التقارب مع الغلاة الاسرائيليين جوبهت بالاستنكار من قبل قوى يسارية، وقال الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف ان فوز شارون هو "انتصار لسياسة العدوان"، فيما توقع رئيس لجنة الشؤون الدولية في البرلمان دميتري روغوزين انقطاعاً في المفاوضات يستمر حتى ايار مايو. وقال: "لقد مال الرقاص نحو مزيد من التعصب القومي".