سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دعوات إلى تحصين الجبهة الداخلية وتحقيق المصالحة بعد انتخاب شارون . لبنان يحمل المجتمع الدولي مسؤولية أي مغامرة ويطالب واشنطن بالضغط للمحافظة على الاستقرار
} أجمعت ردود الفعل اللبنانية على انتخاب أرييل شارون رئيساً للحكومة الإسرائيلية على ثلاثة عناوين: صعوبة تحقيق السلام في الشرق الأوسط، ودعوة الدول العربية إلى بلورة موقف موحد، والتشديد على تحصين الجبهة الداخلية اللبنانية. قال الرئيس اميل لحود أمس إن نتائج الانتخابات الاسرائيلية "لم تكن مفاجئة لأحد، لكنها عكست خياراً لدى الناخب الاسرائيلي لا يصب في اتجاه السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة". ورأى أن "مواقف أرييل شارون خلال الحملة الانتخابية وبعدها والماضي الذي يقترن باسمه تجعل امكان تحقيق اي تقدم ايجابي في العملية السلمية مسألة غير محسومة ما يضع المجتمع الدولي امام مسؤولية التحرك العاجل لمواجهة اي مغامرة يمكن ان تؤثر سلباً في الوضع الراهن في المنطقة، وأن فوزه يفرض على الولاياتالمتحدة بذل المزيد من الجهد والضغط للمحافظة على الاستقرار في المنطقة من جهة، والعمل على اخراج عملية السلام من الاطار الملتبس والجامد الذي وضعتها فيه مواقف المسؤولين الاسرائيليين". واعتبر أن هذه التطورات "تؤكد أهمية وحدة الصف الداخلي اللبناني، لأن مواجهة الاستحقاقات المنتظرة تتطلب تماسكاً داخلياً قوياً، وتضامناً عربياً فاعلاً، وتنسيقاً في المواقف، خصوصاً مع سورية التي ترى مثل لبنان أن السلام العادل والشامل والدائم المبني على تطبيق قرارات الشرعية الدولية هو الذي يحقق الاستقرار لدول المنطقة وشعوبها". وعرض لحود نتائج الانتخابات الإسرائيلية مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي نقل عنه لاحقاً نواب زاروه في ساحة النجمة، "ان الوضع العربي دقيق وحساس ويستدعي قراءة ثانية بعد انتخاب شارون، وعلى كل العرب أن يقرأوا في الكتاب اللبناني - السوري في ما يتعلق بالتسوية". وأضاف، متهكماً، ان انتخاب شارون "هو هدية إسرائيل للعالم في ذكرى سان فالنتان عيد الحب". ودعا رئيس الحكومة السابق سليم الحص "الدول العربية الى دعم الانتفاضة الفلسطينية حتى النصر، لأنها تشكل الرد الطبيعي على الظلم الصهيوني. والمهم ألا ندع امثال شارون يجهزون على هذه الظاهرة المباركة". ورأى أن التهويل بمجيئه "في غير محله". وأبدى وزير الاعلام غازي العريضي خشية ان يكون شارون "مدفوعاً بالرغبة في تصفية حساباته القديمة مع الفلسطينيين ومع جيرانه العرب الآخرين، وهو يستعد للانتقام خصوصاً ان البعض في اسرائيل اعتبر انسحاب القوات الاسرائيلية من جنوبلبنان في ايارمايو الماضي اذلالاً". ولاحظ أن شارون لم يخف قبل فوزه "تصلبه حيال لبنان وسورية". وقال: "لا اعتقد، ضرورة، بحصول حرب شاملة، بل بمخاطر حصول عمليات عسكرية اسرائيلية". وختم: "على رغم ذلك، في حال اراد شارون السلام وفقاً للقرارات الدولية التي كانت اساساً لمؤتمر مدريد، فان لبنان مستعد للحوار". ورأى مجلس المطارنة الموارنة أن الوضع الإقليمي، بعد انتخابات اسرائيل "سيتخذ منحى جديداً، إذا أخذت في الاعتبار تصريحات بعض المسؤولين، ولا سيما منهم الفريق الفائز في الانتخابات، وهذا يقتضي حتماً توحيد الصف اللبناني الداخلي وطي مآسيه والتطلع الى المستقبل وإجراء مصالحة وطنية شاملة، من دونها لن ينهض لبنان من كبوته". وفي الاطار نفسه، أمل البطريرك نصرالله صفير، في رسالة الصوم، "ان يعود لبنان الى وضع طبيعي يشعر ابناؤه بما لهم من كرامة في ظل استقلال صحيح لاوهمي، وسيادة فاعلة لا اسمية، وقرار حر غير مقيد". ورأى النائب نسيب لحود ان فوز شارون "يوشك أن يضع حداً لعملية التسوية، ويضع المنطقة في مرحلة حرجة مفتوحة على احتمالات لا تخلو من امكانات التفجير وتصعيد العنف وتوسيع رقعته"، داعياً إلى تطويق شارون "بالتمسك بالثوابت ودعم الانتفاضة وتنقية العلاقات العربية". واعتبر "حزب الله" أن لا فارق بين شارون وسلفه إيهود باراك، مؤكداً "انه سيبقى على اهبة الاستعداد للمواجهة مع اسرائيل"، ومتوقعاً "ظروفاً صعبة في المنطقة، وعلينا أن نكون جاهزين للدفاع عن أهلنا وشعبنا". ودعا المفتي الجعفري الممتاز الشيخ عبدالأمير قبلان "الى تضافر الجهود العربية والإسلامية لمواجهة حكومة شارون بمزيد من التضامن والتعاون واحتضان الانتفاضة الفلسطينية". وقال السيد محمد حسين فضل الله ان انتخاب شارون "يؤكد وحشية اليهود وتعصبهم". وأضاف: "اذا كان العدو قرر ما يريده، فلماذا نبقى على المستويين العربي والاسلامي نتحرك في رد الفعل؟ علينا ان نخطط لنملأ المرحلة المقبلة عملاً وجهاداً يضاعف من ازمة العدو الداخلية ويعطي الانتفاضة دفعاً جديداً".