افتتح الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز امس مشروعاً جديداً لانتاج النفط تديره شركة "توتال فينا الف" الفرنسية، هو مشروع "سنكور" لانتاج نفطي جديد مستواه 200 ألف برميل في اليوم من الخام الثقيل الذي سيحوّل عبر وحدات تحسين الى 180 ألف برميل في اليوم من النفط الخفيف. وحضر الافتتاح رئيس قسم الانتاج والتنقيب في "توتال فينا الف" جان لوك دي فورملان. ويقع المشروع في منطقة لورينوك في جنوب شرقي كاراكاس وهي منطقة نفوط فنزويلية من نوعية ثقيلة جداً. ومشروع "سنكور" مشاركة بين "توتال فينا الف" 47 في المئة والشركة الفنزويلية للنفط "بي. دي. في اس. اي" 38 في المئة وشركة "ستات اويل" النروجية للنفط 15 في المئة. وتبلغ كلفة المشروع اربعة بلايين دولار تموله "توتال فينا الف" بنحو بلويني دولار. وبدأت المرحلة الاولى من المشروع بانتاج نفط ثقيل بمقدار 40 ألف برميل في اليوم لتسويقه في الاسواق العالمية مع مزيج من النفط الفنزويلي الخفيف الى ان يستكمل المشروع ويبدأ تصدير النفط الخفيف بمستوى 180 الف برميل في اليوم، وذلك في اوائل سنة 2002 ولمدة 35 سنة. ويعتبر المشروع الاول من نوعه للشركة الفرنسية "توتال فينا الف" من ناحية استخدامها التقنية الجديدة لتحويل النفط الثقيل جداً الى نفط خفيف، وذلك عبر انشاء وحدات تحسين كلفتها باهظة ولكن تقنيتها معقدة وحديثة جداً. وسيستخدم انشاء هذه الوحدات لمشروع "سنكور" ثلثي كلفة المشروع الكلي. وتشهد فنزويلا حالياً في منطقة لورينوك المعروفة بنفوطها الثقيلة مشاريع تطوير لزيادة الانتاج بمستوى 630 ألف برميل في اليوم بما فيها مشروع "سنكور" الذي تديره "توتال فينا الف". وقال مسؤول في شركة النفط الفنزويلية ل"الحياة" ان فنزويلا تحتاج الى الاستمرار في تطوير وتحسين حقولها النفطية لانها اذا لم تقم بذلك فتنخفض طاقتها الانتاجية سنوياً بنحو 800 ألف برميل في اليوم. واضاف مدير التخطيط في الشركة الفنزويلية للنفط سيزار خيمينز ان فنزويلا تهدف الى زيادة طاقتها الانتاجية من النفط من اربعة ملايين برميل في اليوم في 2001 الى خمسة ملايين برميل في اليوم في سنة 2006 عبر استثمارات في الاستكشاف والتنقيب. واشار الى ان قيمة الاستثمارات المخططة لهذه الفترة ما بين 2001 و2006 للتنقيب والانتاج نحو 27 بليون دولار على ان تكون حصة الشركة الفنزويلية النفطية في هذه الاستثمارات 64 في المئة. ويبلغ انتاج فنزويلا حالياً نحو 3.1 مليون برميل في اليوم. وتعتبر اوساط نفطية في الشركات العالمية انه يتحتم على الرئيس شافيز ان يفتح بلاده للمشاركات الاجنبية في قطاع النفط اذا اراد الابقاء على مستوى انتاجه الحالي لأن نوعية حقول فنزويلا النفطية تحتاج الى تحسين وتطوير مستمرين. وتنتظر الشركات النفطية العالمية قرار الرئيس باعادة فتح مجالات المشاركات الاجنبية في قطاع الانتاج النفطي بعدما اغلقتها منذ توليه الرئاسة. وتعتقد "توتال فينا الف" ان مشروعها "سنكور سيمكنها من الحصول على موقع جيد في صناعة النفط الفنزويلية. واكد المسؤول عن التنقيب والانتاج في "توتال فينا الف" كريستوف دي مارجوري ان الشركة الفرنسية حصلت في عقدها لمشروع "سنكور" على ضمانة من الجانب الفنزويلي في العقد على عدم تخفيض انتاج "سنكور" في حال كان هناك قرار في منظمة الدول المصدّرة للنفط اوبك يلزم فنزويلا بتخفيض انتاجها. وقال دي مارجوري: "لقد حصلنا على هذه الضمانة في العقد لأن كلفة الاستثمار للمشروع باهظة وهي نحو اربعة بلايين دولار، فلا يمكن الدخول في مشروع بمثل هذا الحجم من الاستثمار من دون بند في العقد يضمن عدم تخفيض الانتاج". وأكد وزير النفط الفنزويلي الفارو سيلفا كالديرون ان فنزويلا ملتزمة احترام شروط عقودها مع الشركات الاجنبية التي تعمل في فنزويلا.