} قبل 48 ساعة من لحظة الفصل في من سيكون رئيس الحكومة الاسرائيلية المقبل، اعلن الشارع الفلسطيني بوضوح أن الانتفاضة التي تفجرت بسبب الاحتلال ستستمر حتى انتهاء الاحتلال بغض النظر عن نتائج الانتخابات خصوصا بعد التصعيد الاسرائيلي الاخير، كما أيد قرار الجماهير الفلسطينية في اسرائيل مقاطعة الانتخابات. أكد أمين سر حركة "فتح"، احد ابرز قياديي الانتفاضة الميدانيين مروان البرغوثي ان الاسرائيليين "سيندمون" على انتخاب ارييل شارون لانه لن يجلب الامن لهم. واضاف ل"الحياة": "اذا اعتقد الاسرائيليون ان انتخاب شارون يمكن ان يحقق لهم الامن فهم مخطئون. شيء واحد فقط يحقق لهم الامن: انهاء الاحتلال والاستيطان ومنح الشعب الفلسطيني كامل حقوقه. وكما فشل باراك سيفشل شارون"، في اشارة الى محاولات باراك حتى اللحظة الاخيرة من حكمه في قمع الانتفاضة من خلال الحصار والتجويع والاعتقالات والاغتيالات والقتل. وتابع البرغوثي: "الانتفاضة مستمرة وستصعد بعد الانتخابات الاسرائيلية ايا كان الحاكم في اسرائيل. نحن لا يعنينا لا شارون ولا ايهود باراك ولا شمعون بيريز. يجب ان يصبح الاحتلال الاسرائيلي مشروعاً خاسراً اقتصادياً وبشرياً وسياسياً وإعلامياً". ورأى ان "شارون السفاح وقاتل الاطفال ورمز الارهاب الاسرائيلي الذي يمثل الوجه الحقيقي لاسرائيل هو الطلقة الاخيرة في جعبة الاسرائيليين... دعيهم يستخدمونها وسيدركون ان عليهم ان يغادروا ارضنا مثلما فعلوا في لبنان. الانتفاضة ستقنعهم بعدم جدوى الاحتلال". ورأى انه كان الاجدر بباراك ان يفعل في ايامه الاخيرة ما فعل في لبنان: "كان يجب عليه ان يسحب قواته من بلادنا كما سحبها من لبنان وكان بالامكان التوقيع على اتفاق خلال شهر، لكنه اراد ان يستمر في قمع شعب آخر ومع ذلك لم ينل رضا جمهوره". من جهة اخرى، دعت القوى الاسلامية والوطنية الفلسطينية في بيان الى اضراب تجاري بعد ظهر غد في اوج عملية الاقتراع التي سيقوم بها الاسرائيليون لانتخاب رئيس حكومتهم المقبل. ومن المقرر ان تشهد المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية مسيرات حاشدة تؤكد استمرار الانتفاضة. ولم ينتظر الفلسطينيون هذا البيان، وتوجهوا نحو نقاط التماس حيث يقبع الجنود خلف حواجزهم العسكرية ورموهم بالحجارة والزجاجات الفارغة رغم سوء الاحوال الجوية والامطار الغزيرة في أكثر من مكان من الاراضي الفلسطينية. ورغم توسلاته المتأخرة للجماهير العربية في اسرائيل واعتذاره الخجول عن الطريقة التي عاملت بها الشرطة الاسرائيلية مواطني الدولة من العرب، لم يدخر باراك جهداً حتى اللحظة الاخيرة للامعان في قهر الفلسطينيين في الضفة الغربيةوغزة. اذ اوعز الى جيشه ب"اغراق" شوارع الضفة الغربية بالمركبات العسكرية لتشديد الخناق على المواطنين وتقييد تحركاتهم على الشوارع الرئيسة، واغلاق الشوارع الترابية التي يستخدمها المواطنون للالتفاف على الحواجز العسكرية المقامة على مداخل المدن والقرى. وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي نشر عددا كبيرا من جنوده في دوريات محصنة وغير محصنة لتوفير نوع من الامان للمستوطنين الذين يتعرضون يوميا الى عمليات اطلاق النار من مسلحين فلسطينيين. وقالت المصادر ان الاجراءات التي اتخذت لوقف العمليات فشلت. إلى ذلك، أ ف ب، افادت عائلة فلسطينية من قرية الخضر قرب مدينة بيت لحم جنوب الضفة امس ان مستوطنين احتلوا احدى تلال القرية ومنعوا اصحابها من الوصول اليها. ويبدأ المستوطنون عادة بنصب منزل متنقل يشكل نواة لمستوطنة ثابتة يبنونها لاحقاً. وكان مستوطنون آخرون استولوا اول من امس على احدى تلال بلدة بيت أمر عند المدخل الشمالي لمدينة الخليل وباشروا اعمال جرف في الموقع تمهيداً لاقامة مستوطنة جديدة. وفي قطاع غزة، قتل فلسطيني ليل السبت - الاحد عند معبر كيسوفيم برصاص دورية اسرائيلية قالت انه كان يحاول التسلل الى اسرائيل من غزة. كذلك اصيب عاملان فلسطينيان امس برصاص الجيش عند معبر بيت حانون ايريز حيث شيع اكثر من الفي شخص الشهيد عبدالله ابو كرش الذي توفي اول من امس متأثرا بجروحه. واكدت مصادر طبية اصابة العاملين بجروح طفيفة عندما اطلق الجيش الاسرائيلي النار عليهما اثناء وجودهما مع مجموعة من العمال احتجت صباحاً على اجراءات التفتيش الاسرائيلية المشددة عند المنطقة الصناعية على حدود القطاع. وهدمت جرافات الجيش الاسرائيلي امس ستة منازل عائدة لاسر تنتمي الى عائلة فلسطينية واحدة وورشة للحديد الصلب ومحطتين للوقود عند معبر المنطار كارني شرق مدينة غزة، مما ادى الى تشريد 64 فلسطينياً معظمهم من الاطفال. وأكد حسين ثابت صاحب احد المنازل المدمرة العائدة له ولاشقائه الاربعة ان "ثلاث جرافات تابعة للجيش معززة بالدبابات وقوة كبيرة من الجيش وصلت منذ الفجر الى المنطقة وبدأت باعمال الهدم". واضاف: "لقد اخرجونا بالقوة من منازلنا ونحن لا نزال في ملابس النوم وتركونا رجالا ونساء واطفالا في العراء تحت المطر والبرد القارس".