سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المفاوضات تناولت "حلا واقعيا" لقضية اللاجئين ودولة على 96 في المئة من الارض وسيادة اسرائيلية على 80 في المئة من المستوطنات . شارون يعتبر بيان طابا غير ملزم وبيلين يتحدث عن "تقدم كبير"
} اختلط الحابل بالنابل على الفلسطينيين الذين افاقوا غداة اختتام مفاوضات طابا على مزيد من اعتداءات المستوطنين على اراضيهم، وقصف مدفعي للاحياء السكنية في قطاع غزة، وحملات اعتقالات واسعة، وخطط عسكرية اضافية لتشديد الحصار على مدينة القدس، كل ذلك في وقت أعلن فيه الجانب الاسرائيلي ان ملامح اتفاق شامل مع الجانب الفلسطيني قد تتبلور في غضون اسبوعين. في الوقت الذي اكد فيه الفلسطينيون على لسان وزير الاعلام والثقافة ياسر عبد ربه رفضهم اي حل جزئي واصرارهم على "حل شامل ومفصل وقابل للتنفيذ الفوري بآليات وضمانات دولية" واشارتهم الى ان "ايا من الملفات موضع التفاوص لم يقفل"، اعلن وزير العدل الاسرائيلي يوسي بيلين ان تقدما واسعا طرأ على مسألة الحدود والمستوطنات والارض. وقال: "لو اننا واصلنا المفاوضات بالوتيرة ذاتها التي حصلت اسبوعين آخرين لكان بالامكان التوصل الى اتفاق اطار". وفي شأن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، قال بيلين: "اقمنا نموذجا لقانون التعويض وحلا واقعيا من دون ان نقبل بعودة اللاجئين الى داخل اسرائيل ومن دون ان يتخلى الفلسطينيون عن احلامهم وتاريخهم". واضاف ان الدولة الفلسطينية ستقام على ما نسبته 94 الى 96 في المئة من اراضي الضفة باستثناء القدس والبحر الميت وفي باقي الاراضي سيتم ابقاء 80 في المئة من المستوطنين تحت السيادة الاسرائيلية. وفي ما يتعلق بمدينة القدس والحرم القدسي الشريف، اعترف بيلين بانها لا زالت القضية الاكثر تعقيدا. وحرص وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث الذي ادار المفاوضات في شأن اللاجئين على تأكيد ان الجانب الفلسطيني رفض كتابة ورقة مشتركة "حتى لا يُظن ان الفلسطينيين قبلوا بالتعويض بدلا من حق العودة". واشار الى ان التقدم في شأن التعويض لا يعني بأي حال من الاحوال اي تنازل فلسطيني عن حق العودة للاجئين الذي ضمنته لهم القوانين الدولية. وفيما اكدت حكومة ايهود باراك ان ما انجز في مفاوضات طابا التي استمرت ستة ايام "لن يذهب ادراج الرياح"، صرح زعيم المعارضة الليكودي ارييل شارون الذي تؤكد استطلاعات الرأي فوزه في الانتخابات، بان حكومته المقبلة لن تقبل باي اتفاقات لم تقرها الكنيست بغالبية 61 صوتامن اصل 120. واعتبر شارون البيان المشترك الذي خرج به المفاوضون الفلسطينيون والاسرائيليون "مناروة انتخابية" واتهم باراك ب"بيع" ارض اسرائيل للحفاظ على منصبه. كذلك قال داني نافيه احد اقطاب تكتل ليكود ان "تنازلات باراك اوصلت اسرائيل الى شفير الحرب"، وتعهد بان تقوم الحكومة الاسرائيلية الجديدة بقيادة شارون بالعمل على ترميم ما خربه باراك. ولم تختلف ردة فعل أمين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية مروان البرغوثي عن تلك الصادرة عن "ليكود" في شأن البيان، فاعتبره "لاغ ولا يلزم الشعب الفلسطيني او الانتفاضة". وقال ل"الحياة" ان البيان "لا يحتوي على اي جملة مفيدة ولا يساوي الحبر الذي كتب به، وليس له اي معنى او مضمون سياسي او قانوني". واوضح ان الشعب الفلسطيني "غير معني بما دار في طابا وهو لا يتجاوز كونه بيانا انتخابيا ليساعد باراك في معركته الانتخابية". وأكد استمرارية الانتفاضة سواء فاز باراك او شارون في الانتخابات المقبلة، مضيفا ان "ليس لشارون الكثير ليضيفه الى الجرائم التي ارتكبها باراك خلال الاشهر الاربعة الاخيرة". تصعيد اسرائىلي على الارض، كان الرد الاسرائيلي على "تقدم" مفاوضات طابا جليا. ففي قطاع غزة قصفت المدفعية الاسرائيلية مخيم البرازيل في مدينة رفح، فيما دمرت نيران المدفعية الاسرائيلية موقعا لقوات الامن الوطني الفلسطيني بعد تبادل خفيف لاطلاق النار. ولم يكن الحال افضل في الضفة، فبالاضافة الى حملة الاعتقالات المستمرة بحق المواطنين، استولى مستوطن بمساندة قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي على ستين دونما يمتلكها ثلاثة مواطنين من بلدة دير نظام القريبة من رام الله. واحضروا الجرافات العسكرية لتسوية الارض تمهيدا لاقامة موقع استيطاني جديد في المنطقة. وقدم نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افراييم سنيه خطة لزيادة عدد الحواجز العسكرية التي تحاصر مدينة القدس وتمنع المواطنين من باقي الضفةمن الدخول اليها. وقال سنيه خلال جولة قام بها لبعض المستوطنات المقامة في محيط مدينة القدس ان خطته تشمل تكثيف الحواجز العسكرية و"الموانع" بما في ذلك بناء اسوار واسلاك لمنع "التسلل الى العاصمة".