يبدأ الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة اليوم جولة ميدانية في ولايتي المدية والبليدة جنوب العاصمة، في زيارة هي الأولى لهذه المنطقة التي تعرف تردياً في الأوضاع الأمنية منذ رمضان الماضي. وقالت مصادر مطلعة ان بوتفليقة سيتفقد مناطق تعاني الفقر والإرهاب. ولاحظت أن الزيارة تأتي بعد أسبوع فقط من توجيه نواب في البرلمان عريضة إلى الرئيس الجزائري يطالبونه فيها بالتدخل لدى سكان هذه المنطقة التي "أصبحت مثلاً في البؤس والحرمان". وتُعد ولاية المدية إحدى أهم محاور نشاط الجماعات الإسلامية المسلحة في "مثلث الموت". وفشلت العمليات العسكرية العديدة التي قام بها الجيش الجزائري في هذا المثلّث والتي رُصدت لها إمكانات مالية وعسكرية كبيرة، في وقف عمليات الجماعات المسلّحة. وبوتفليقة ثاني رئيس جزائري يزور هذه المنطقة منذ زيارة الرئيس السابق اليمين زروال في مطلع 1998. وكان الرئيس السابق أعلن خلال زيارته برنامجاً وطنياً لترميم ما خرّبته عمليات العنف في السنوات الماضية. إلى ذلك، أعلن بيان لأجهزة الأمن، مساء الجمعة، قتل "13 إرهابياً" في عملية في منطقة أم الدروع في ولاية الشلف 220 كلم غرب الجزائر، ومصادرة "كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر". وعقد رئيس حركة مجتمع السلم السيد محفوظ نحناح، أمس، تجمعاً شعبياً ضم ممثلين للمجتمع المدني وشخصيات سياسية وقانونية. ويهدف التجمع الى تأسيس "هيئة دفاع مدني" تتولى متابعة الملازم المتقاعد حبيب سواعدية بتهمة الإساءة إلى المؤسسة العسكرية. وأورد سواعدية في كتاب صدر أخيراً في فرنسا، مزاعم في شأن تورط قوات الأمن الجزائرية في مجازر وتصفيات تُنسب الى الجماعات الإسلامية المسلحة. وأثارت مبادرة تشكيل "هيئة الدفاع المدني" تعجب أوساط سياسية وإعلامية تساءلت عن خلفية صمت المؤسسات الحكومية إزاء الاتهامات التي توجّه الى الجيش الجزائري في حين "يتولى حزب إسلامي الدفاع عن سمعة" المؤسسة العسكرية.