تختتم مساء اليوم الانشطة التي بدأت منذ 25 الشهر الفائت مع انتهاء فاعليات مهرجان "هلا فبراير 2001" في دورته السنوية الثالثة، واقتراب فصل الشتاء المنعش في نهايته. ويقول المسؤولون عن تنظيم هذا الحدث الذي شهد 290 فاعلية ونشاطاً على مدى 30 يوماً ان مهرجان "هلا فبراير" نجح في تثبيت موقع الكويت على خريطة السياحة الاقليمية في منطقة الخليج، الا ان هذه التأكيدات التي يستند اصحابها الى احصاءات تدعم اقوالهم لا تستطيع ان تخفي المصاعب التي يواجهها المنظمون عاماً بعد عام والتي بلغت السنة الجارية قدراً يفوق ما عرفه "هلا فبراير" منذ انطلاقه عام 1999. ومن المنتظر ان يبدأ حفل ختام المهرجان عند الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم بالتوقيت المحلي وحتى السادسة مساء. وسينطلق الموكب الاحتفالي الذي يتوقع ان يحضره قرابة 100 ألف متفرج في شارع الخليج العربي ومن امام قصر السلام مروراً بساحة العلم حتى نقطة النهاية عند تقاطع شارع السور وفندق الشيراتون بالقرب من قرية يوم البحار. ويضم الموكب 15 عربة بأشكال ومجسمات مختلفة مزينة بأشكال مختلفة تعكس فكرة المهرجان وتحمل شعارات الرعاة الاساسيين، على ان يسبقه عرض كبير تقدمه فرق الموسيقى العسكرية والشرطة وفرقة القرب الموسيقية. وقال المنظمون انه ستتخلل عربات الموكب فرق فولكلورية وشعبية مثل السامري والعرضة وفرق جاليات دول عدة بالزي الوطني، علاوة على مجموعة كبيرة من الفرق الفنية منها الروسية والايطالية والاسترالية. واضافوا ان الحفل الذي سيشارك فيه اكثر من الفي شخص سيحفل بالاعلام واضواء الزينة وسيتضمن عرضاً لمسرح الطفل وعروض التحدي مع مسيرات للشخصيات الكرتونية المحببة للاطفال. ويتضمن برنامج الاحتفال، الذي سينقل مباشرة عبر الفضائية الكويتية، مشاركة منظمات اهلية عدة في الكويت منها اللجنة الوطنية لشؤون الاسرى والمرتهنين واندية الاطفال والهيئة العامة للشباب والرياضة ومراكز الشباب والنادي العلمي ووزارة الشؤون وكشافة وزارة التربية وفرق من دولة الامارات ولبنان وبعض فرق الكراتيه وفرق من بعض المدارس الاجنبية الخاصة ومكتب الشهيد، على ان يكون ختام المهرجان عرض كبير بالالعاب النارية وعروض اخرى بالليزر. وكان حفل الافتتاح شهد عروضاً مماثلة وسط تقديرات متفاوتة اشارت الى ان حجم الجموع التي احتشدت لرؤيته يقارب 80 ألفاً. حدث مميز وتولت مجموعة "مكاسب" للخدمات التسويقية، وهي هيئة متخصصة في مجال السحوبات، وبالاتفاق مع اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، الترويج للحدث ضمن عقد يخولها ادارة كل ما له علاقة بالمجمعات التجارية والمحلات المشاركة في العروض التسويقية للمهرجان. وقالت المجموعة انه جرى طرح جوائز تصل الى قرابة 360 الف دينار نحو مليون دولار موزعة على ستة سحوبات وبقيمة 60 ألف دينار لكل سحب، في حين وصل اجمالي الجوائز الى مليون ونصف مليون دولار، علاوة على سيارات وقطع اراضٍ فاز بها مشتركون. وبين الفاعليات التي شهدها المهرجان معارض فنية وتشكيلية ومسابقات مميزة وست امسيات شعرية احياها شعراء من دول الخليج والكويت منهم عمر الفرا ومساعد الرشيدي وحامد زيد وعياد الشمري وضيدان بن قضعان وسعود الفهد وعلي مساعد وسليمان المانع وخالد بن عبدالرحمن وبدر شعيل وفيصل العدواني واحمد المطيري ويوسف الشطي علاوة على الامير عبدالرحمن بن مساعد الذي تميز حفله الشاعري مساء اول من امس بحضور كثيف للجمهور الكويتي والخليجي بما في ذلك قدوم 12 اميراً من السعودية بعضهم بطائرات جمبو خاصة الى الكويت للاستماع الى قصائده التي أثارت حماس الحاضرين بقدر ما استطاعت الحفلات الخمس الاخرى اثارة تجاوب الجمهور الكثيف القادم، من الكويت والدول العربية، الى حد ان المقاعد، وهي بالآلاف، كانت تنفد منذ الدقائق الاولى لبدء الحفلات الشعرية. وانطبق الامر نفسه على الحفلات الموسيقية الثماني التي نظمها القائمون على المهرجان والتي غنى فيها كل من طلال سلامه واحلام وعبادي الجوهر وعبدالمنعم العامري وحمود ناصر وسمر وفيصل الراشد وعبدالعزيز الضويحي واحمد الجميري وعبدالمجيد عبدالله ونوال وعبدالله بالخير ونبيل شعيل ونجوى كرم وعبدالله رشاد وذكرى وخالد عبدالرحمن ومحمد عبده وجواد وراشد الفارس وضاحي وعلي عبدالله ومرام وعادل الخميس وهند وعمرو دياب. وقال ماضي الخميس، رئيس اللجنة الاعلامية والثقافية لمهرجان "هلا فبراير 2001" ان المهرجان حقق المكانة اللائقة به بفضل دعم الشركات الراعية وتسخيرها جميع امكاناتها وطاقاتها لانجاحه ومساهمتها في تعزيز البرامج والفاعليات المشوقة والعروض الترويجية والترفيهية المغرية. واشار الى ان من ابرز مفاجآت "هلا فبراير 2001" انشاء القرية السياحية في منطقة الحزام الاخضر والتي استضافت اجنحة من دول عدة مثّلت حضارات متنوعة وسمحت بالتعرف الى القيم التراثية والاعمال الحرفية النادرة والعروض الفولكلورية بالاضافة الى مجموعة من النشاطات في مسابقات والعاب شعبية ومسرحيات. كما شهد المهرجان عروضاً مميزة وشيقة قامت بها فرق متخصصة قدمت من اوروبا وعروض تزلج على الالواح والعاباً نارية علاوة على انشطة وفاعليات نُظمت في المجمعات التجارية والاسواق والفنادق حيث جرت سحوبات متكررة على الجوائز. وقال السيد الخميس ان مهرجان 2001 كان اكثر شمولية عما شهده المهرجانان السابقان وهو ما اتاح السبيل لتعزيز النشاط الثقافي والفني ومنح مساحة كبيرة للمعارض والمسرحيات والحفلات الموسيقية والشعرية. واضاف ان الثقافة اعطيت حيزاً اكبر في الدورة السنوية الثالثة للمهرجان نظراً الى ان "هلا فبراير" يجري في الكويت التي اعتبرت العاصمة العربية الثقافية لعام 2001، وقال ان المنظمين حرصوا على ان يعكس المهرجان وجه الكويت بما فيها من اهتمامات وابداعات فكرية وفنية وسياحية. واشار الى ان اللجنة الثقافية للمهرجان تعاونت في شكل وثيق مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب، وفي اكثر من مجال، وهو ما اثمر تطعيم فاعليات المهرجان بقدر واسع من الامسيات الشعرية والنشاط التشكيلي الغزير في ظل انفتاح على كل الاقطار الخليجية والعربية وبعيداً عن الاقتصار على مخاطبة الجمهور المحلي فقط. ونوه الى ان مهرجان "هلا فبراير" اثبت مرة اخرى انه "مهرجان جامع يُعنى بالثقافة والفن الملتزم والجاد وهو ما سيؤدي الى زيادة الجرعات الثقافية والفكرية في كل المواسم المقبلة". وقال رئيس لجنة الدعاية والاعلان سعد محمد العتيبي ل"الحياة" ان اللجنة العليا للمهرجان تدرس حالياً تطوير الانشطة والفاعليات لمهرجان العام المقبل، وذلك اعتماداً على نتائج الاستطلاعات الميدانية التي شملت جمهور المشاركين في فاعليات المهرجان الحالي، والتي تركزت في صورة خاصة على مرتادي المجمعات التجارية وقرية "هلا فبراير" ورواد الامسيات الشعرية. واضاف: "بناء على نتائج هذه الاستطلاعات ستتم اعادة النظر في طبيعة الفاعليات الثقافية والاجتماعية والترفيهية لمهرجان "هلا فبراير 2002" مشيراً الى ان المنظمين والقائمين على المهرجان لمسوا "تفاعلاً كبيراً من قبل الضيوف الخليجيين والعرب الذي حضروا فاعليات هلا فبراير وتجاوبوا معها". تخفيضات وتسهيلات وقدمت "الخطوط الكويتية" التي هي احد الرعاة الرئيسيين للمهرجان، عروضاً تخفيضية عدة تحمل قدراً من المزايا الاضافية للمسافرين منها مساعدة القادمين، من غير رعايا مجلس التعاون، للحصول على تأشيرة دخول وحجز ليالٍ اضافية مسبقاً في الفنادق باسعار تشجيعية وذلك بالتنسيق مع "الشركة الكويتية للخدمات السياحية" و"اتحاد اصحاب الفنادق". وشاركت فنادق من فئات الخمس نجوم والاربع نجوم والثلاث نجوم في عروض "مهرجان هلا فبراير 2001" وكذلك الحال مع المؤسسات الايوائية التي تضم اجنحة وشققاً فندقية. ومن الفنادق المشاركة من فئة الخمس نجوم كان هناك "فندق كراون بلازا" و"مريديان" و"راديسون ساس" و"سفير انترناشيونال" و"شيراتون" و"سفير الجون"، ومن فئة الاربع نجوم "فندق كويت كونتينننتال" و"كويت بلازا" و"شاطئ المسيلة" و"المنتزه الجديد" و"كارلتون تاور" علاوة على فندقي "كارلتون" و"الواحة" في فئة الثلاث نجوم. وتولت محطات التلفزيون الكويتي، بما في ذلك الفضائية الكويتية تغطية الحفلات الغنائية والامسيات الشعرية في شكل مباشر في حين قدمت وسائل الاعلام الكويتية من صحف واذاعة تغطية مميزة. وبينما غابت قناة "ال بي سي" عن الساحة سجلت قناة "المستقبل" حضورها القوي للعام الثالث على التوالي.