} تواصلت أمس خطوات تنفيذ اتفاق السلام الشامل بين اثيوبيا واريتريا لإنهاء حرب بينهما استمرت أكثر من عامين. وأعلنت وزارة الدفاع الاثيوبية أن قواتها بدأت أمس انسحابها الشامل والنهائي من مدينتي شيلالو وسنعفي الاريتريتين. وأضافت في بيان ان عملية الانسحاب التي تنتهي في 26 الشهر الجاري، ستساهم في انشاء المناطق الأمنية الموقتة لقوات حفظ السلام. وزار مراسل "الحياة" في أسمرا أحد المواقع القريبة من سنعفي قبل يومين من عملية الانسحاب، ولاحظ، من الجانب الاريتري، فرحة الجنود الاثيوبيين باقتراب عودتهم إلى منازلهم وانتهاء الحرب. بدأت اثيوبيا أمس سحب قواتها من الأراضي الاريترية التي احتلتها خلال الأشهرة الأخيرة من الحرب التي استمرت حوالى عامين مع اريتريا في نزاع على الحدود بينهما. واعتبر مسؤول عسكري اريتري أمر انتهاء الحرب "مرتبط بالانتهاء من عملية ترسيم الحدود"، لكنه ورفاقه الآخرين الذين تحدثت إليهم "الحياة" في موقع متقدم من خطوط جبهات القتال السابقة قرب مدينة سنعفي، عبروا عن سرورهم بما وصفوه ب"الخطوة المهمة في عملية السلام". في حين عبر الجنود الاثيوبيون عن مشاعرهم بالغناء والرقص في الجهة المقابلة على مسافة لا تتعدى عشرات الأمتار من مواقع الاريتريين. وعلى بعد 195 متراً فقط تفصل بين الجنود الاثيوبيين والاريتريين شمال مدينة سنعفي الاريترية، كان الجنود الاثيوبيون يترقبون لحظة انسحابهم معبرين عن مشاعرهم لتسارع خطوات انشاء المنطقة الأمنية الموقتة، حيث سينتشر 4200 جندي ومراقب من قوات حفظ السلام. وتجمعت مجموعة من الجنود الاثيوبيين على جبل شاهق، وبدأوا في الغناء والرقص، تعبيراً عن سعادتهم بالسلام. وعلق ضابط اريتري ضاحكاً: "إذا كانوا يرقصون رقصتهم الأخيرة قبل الانسحاب فلا بأس، لكن إذا كانوا يرقصون ليبقوا في أرضنا فليس أمامنا سوى استخدام القوة للدفاع عن بلادنا". وأوضح الجنود الاريتريون أن نوعاً جديداً من التواصل والحوار تولد بينهم وبين الاثيوبيين منذ بدء خطوات تنفيذ اتفاق السلام. وقالوا "إن بعض الجنود الاثيوبيين يقول نعرف اننا نحتل أرضكم لكننا ننفذ التعليمات العسكرية العليا". وبدأت اريتريا عملية ترتيب أوضاع قواتها العسكرية بسحبها شمال المنطقة العازلة التي يبلغ عمقها 25 كيلومتراً هي مدى مرمى المدفعية. وأوضح قائد عسكري اريتري أن قواته بدأت الأحد الماضي في الانسحاب مسافة خمسة كيلومترات من مناطق تمركزها الحالية. وعبر المقدم قبر ميكائيل فتوى قائد القوة المنسحبة جنوب مدينة عدي قيح عن سعادته بتسارع خطوات التسوية السلمية، لكنه أبدى حذراً واضحاً باعتبار "ان نهاية الحرب مرتبطة بعملية ترميم الحدود". وقال: "بعد ذلك نؤمن بأن السلام قد تحقق، وإلا سنكون حذرين". وأضاف "ان الخطوات تسير بصورة طيبة للغاية". وكانت اديس ابابا بدأت في الثاني عشر من شباط فبراير الجاري عملية سحب قواتها جنوب المنطقة الأمنية الموقتة، فيما ما زالت تحتفظ ببعض قواتها شمال مدينة سنعفي. وينتظر ان تستكمل عملية الانسحاب في 26 من الشهر الجاري. وتكمل أسمرا عملية إعادة نشر قواتها شمال المنطقة العازلة في الثالث من آذار مارس المقبل. وعبر مسؤولون في الأممالمتحدة عن ثقتهم في نجاح عملية السلام وأشادوا بتجاوب المسؤولين في أسمرا واديس ابابا وتعاونهم.