قال مسؤول في حزب "البعث" الحاكم في سورية ان السلطات وضعت شروطاً صارمة لنشاط المنتديات بسبب "تجاوز المثقفين الثوابت الوطنية" اذ نال بعضهم من الدستور حين دعا الى "الغاء مبدأ ان يكون البعث قائد الدولة والمجتمع" واعتبر سورية "فسيفساء قومية ودينية". وقال الدكتور علي دياب، رئيس مكتب العلاقات الخارجية في القيادة القومية ل"البعث"، ان المثقفين تجاوزوا في بياناتهم "الخطوط الحمر والثوابت الوطنية والقومية، وكان يمكن ان يكون لهم دور كبير من دون المساس بمسائل اساسية". واشار الى ان "هؤلاء فهموا خطأ خطاب القسم الذي القاه الرئيس بشار الاسد لدى تسلمه الحكم في تموز يوليو الماضي"، موضحاً: "ان الرئيس الاسد طرح مشروع التحديث والتطوير لأن القيادة واثقة بنفسها وبقدرتها على استيعاب كل ابناء الوطن للمساهمة في البناء وفي تطوير الوضع من دون المساس بالثوابت الوطنية والقومية التي ارساها الرئيس الراحل حافظ الاسد". جاء ذلك في وقت يواصل 17 من اعضاء القيادة القطرية للحزب لقاءاتهم مع الفاعليات لشرح موقف "البعث" من بيانات المثقفين والتطورات الاقليمية والدولية. وقال الدكتور دياب: "ليس هناك تياران في سورية. ومصطلحا "حرس قديم" و"حرس جديد" ليسا دقيقين، اذ ان الحزب كل متكامل ويناقش في مؤتمراته خطة عمل تكون ملزمة للجميع لدى اقرارها بالغالبية". وهل يستخدم موضوع الصراع العربي - الاسرائىلي "مبرراً" لضبط نشاطات المثقفين؟ اجاب الدكتور دياب: "هذا الصراع امر حقيقي وقائم ولا يمكن تجاهله، وفي ضوئه تحدد القيادة والدولة كثيراً من المسائل، واي خطوة اقتصادية واجتماعية او سياسية ينبغي ان تؤدي في نهاية المطاف الى تصليب موقف بلدنا وقوته، وأي مسعى ينال من الوحدة الوطنية ويبعثر الجهود سيخدم العدو الصهيوني". وجاءت الاجراءات الجديدة بعد فوز ارييل شارون برئاسة الوزراء في اسرائىل، لكن مسؤول العلاقات الخارجية في "البعث" اشار الى ان تحرك القيادة القطرية جاء بموجب "قرار" اتخذ في المؤتمر القطري التاسع بين 17 و20 حزيران يونيو الماضي، اذ بلغ عدد "البعثيين" اكثر من 8،1 مليون شخص من اصل نحو 17 مليون سوري. وزاد ان تأسيس احزاب جديدة "مسموح به اذا كان هذا الحزب لا يتناقض مع الخط السياسي العام" ل"الجبهة الوطنية التقدمية" التي تأسست في العام 1972 من الاحزاب الرسمية، لافتاً الى ان استئناف نشاط المنتديات "ممكن شرط ان لا يتناقض مع اسس المجتمع وقوته في مواجهة التحديات". ويبدو ان السلطات قررت تفعيل المؤسسات المدنية والاتحادات والنقابات الموجودة سلفاً في ضوء دعوات المثقفين ل"احياء المجتمع المدني". وقال دياب: "المؤسسات الموجودة ليست رسمية ونسبة البعثيين لا تصل الى النصف، لذلك يمكن النشطاء ان ينخرطوا فيها بأسس انتخابية من دون اختراع صيغ جديدة"، منتقداً ما عرف ب"بيان ال99" و"بيان الالف" واعتبار هؤلاء انفسهم "ممثلين لجميع المثقفين في وقت يبلغ عدد اساتذة الجامعة أكثر من اربعة آلاف استاذ 70 في المئة منهم بعثيون".