في تطور مفاجئ قد يهدد الاستقرار السياسي الذي شهدته روسيا خلال العام الماضي، قررت المعارضة اليسارية الشروع في اجراءات حجب الثقة عن الحكومة. وأعلن زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف الذي يقود اتحاد القوى الوطنية والشعبية اليساري ان عملية جمع التواقيع اللازمة لطرح المشروع بدأت، متوقعاً اتمامها في بداية اذار مارس المقبل. ويذكر ان الدستور الروسي يشترط جمع 90 توقيعاً لأعضاء مجلس الدوما من أجل مناقشة مشروع حجب الثقة. وبرر زيوغانوف موقف المعارضة اليسارية بعجز الحكومة عن اتخاذ أي خطوات لتحسين الأوضاع الاقتصادية في البلاد، مشيراً الى أن روسيا ما زالت "تزحف الى السكة التي وضعها بوريس يلتسن وأنصاره". لكن رئيس البرلمان غينادي سليزينوف وهو أحد قادة الحزب الشيوعي قال من جهته، ان حجب الثقة سابق لأوانه، واستبعد نجاح المشروع في الحصول على الغالبية المطلوبة. وتوالت ردود فعل القوى السياسية الروسية، إذ أعلن زعيم كتلة "الوحدة" الموالية للكرملين ثاني أكبر الكتل البرلمانية بعد الحزب الشيوعي ان كتلته تعارض معارضة شديدة المشروع الذي "يهدد الاستقرار السياسي في روسيا"، فيما استغرب ألكسي ميتروفانوف أحد أعضاء كتلة الحزب الديموقراطي الليبرالي الذي يتزعمه فلاديمير جيرنوفسكي توقيت طرح حجب الثقة، وقال ان المعارضة "قررت الهجوم فجأة ومن دون مبررات على الكرملين تماماً كما فعلت الولاياتالمتحدة مع بغداد".