اعلنت شركة "فانكو انيرجي" الاميركية انها ستبدأ قريباً تنفيذ برنامج واسع للتنقيب عن النفط والغاز في المناطق البحرية على المحيط الاطلسي قبالة سواحل اغادير، بعمق يراوح بين 200 وثلاثة آلاف متر تحت مستوى البحر باعتماد طريقة الاهتزاز ثلاثي الابعاد. واشارت الشركة، ومقرها هيوستن في ولاية تكساس، انها ستعتمد على الخبرات المغربية في مشروعها، وعينت المدير العام السابق لمكتب الابحاث والاستغلالات النفطية محمد الدويب مسؤولا عن اعمالها في المغرب وتعتزم الافادة من الدراسات التي كان انجزها المكتب في مجال البحوث الجيوفزيائية. وتوقعت الشركة احتواء المياه الاقليمية المغربية على رواسب نفطية كافية استنادا الى معطيات تم الحصول عليها عبر صور التقطتها الاقمار الاصطناعية خصوصاً التابعة لوكالة الفضاء الاميركية ناسا. وكانت شركة "فانكو" حصلت نهاية العام الماضي على رخص للتنقيب عن النفط في مناطق اوفشور بين سواحل الصويرة ورأس درعة جنوب اغادير وعلى مساحة 50 الف كلم مربع، تشارك فيها كذلك شركتا "انتربرايز اويل" و"لاسمو" البريطانيتان وشركتا "انيرجي افريكا" و"كير ام. اس. جي." الاميركية - الجنوب افريقية. وذكرت مصادر مغربية ان الشركات الانكلوساكسونية ستعمل في المنطقة الجنوبية من المحيط الاطلسي وستكمل نشاط شركة "لونستار" الاميركية، التي بدأت حفر ثاني بئر مقابل القنيطرة شمال المحيط الاطلسي بالتعاون مع شركة "سوكو" الكرواتية المتخصصة في الحفر. وكانت "لونستار" اول شركة تعلن اكتشاف النفط في المغرب صيف العام الماضي في منطقة تالسينت القريبة من الحدود الجزائرية، ما شجع الشركات الاخرى على طلب الحصول على رخص تنقيب في المنطقة البحرية. وقالت مصادر من وزارة الطاقة المغربية ل "الحياة" ان الرباط ستعلن في نيسان ابريل المقبل نتائج مناقصة دولية لمنح رخص للتنقيب عن النفط في المنطقة الاطلسية جنوبالدار البيضاء على مساحة 34 الف كلم مربع. وكانت 40 شركة دولية قدمت عروضاً في شأنها. وتتوقع الجهات المغربية ان تبلغ الاستثمارات الاجنبية في الطاقة نحو 3,5 بليون دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة، وقد تعمد الشركات العاملة في المغرب الى تمويل بعض استثماراتها المستقبلية وهو ما تستعد له شركة لونستار، التي قالت انها ستحتاج على المدى المتوسط الى بليون دولار وهي استثمرت حتى الآن 150 مليون دولار وستمول الباقي من بيع مخزونها النفطي في منطقة تالسينت التي اكشفت فيها نحو 1,5 بليون برميل. وتقدر كلفة حفر بئر واحدة بنحو عشرة ملايين دولار وتحتاج الشركة لحفر مئة بئر لجعل مشروعها مجدياً تجارياً. وتتضارب الانباء في شأن حجم كميات النفط المكتشفة حتى الآن في المغرب وحجم المخزون الافتراضي، لكن مصادر تقنية من وزارة الطاقة اكدت ل"الحياة" ان الكميات القابلة للاستغلال على المدى المتوسط تراوح بين 60 و70 مليون برميل سنوياً وهي تكفي في المرحلة الاولى الاستهلاك المحلي المقدرة كلفته بنحو بليوني دولار يستوردها المغرب من السعودية والعراق وايران.