سيطرت مجموعة "دلة البركة" السعودية على غالبية رأس مال شركة "لونستار انرجي" الفرع المغربي لمجموعة "سكيدمور" الاميركية، وغيرت اسمها الى "الشركة المغاربية للتنقيب عن النفط" ماغريب بتروليوم اكسبلوريشن، وجعلت على رأس الادارة أحد المسؤولين السابقين في مجموعة "شل" الهولندية - البريطانية يدعى بوب آلان خلفاً للاميركي مايكل كوستن. وقالت مصادر اقتصادية مطلعة ل"الحياة" ان الشركة الجديدة زادت رأس مالها بنحو 16 مليون دولار وسوت وضعها المالي تجاه شركة "سوكو" الكرواتية التي تتولى عمليات الحفر في مناطق بحرية قبالة سواحل المحيط الاطلسي. واضافت ان الشركة عززت فريق العمل بخبراء استقدمتهم من المملكة المتحدة وهولندا لتعويض فريق خبراء اميركي عاد الى هيوستن تكساس مركز الشركة الأم "سكيدمور" التي لم تعد تمتلك سوى حصصاً صغيرة جداً في الشركة الجديدة. وباتت الأطراف السعودية والمغربية تسيطر على معظم المساهمات. وعززت الشركة تحالفها التقني مع "شل" التي تملك بدورها رخصاً للتنقيب عن النفط في المغرب. وحسب المصادر نفسها ستستأنف "ماغريب بتروليوم اكسبلوريشن" نشاطها في السواحل المغربية قريباً بعد فترة توقف دامت شهوراً عدة بسبب نزاعات مالية وخلافات بين المساهمين، كانت شهدتها "لونستار" طيلة النصف الثاني من السنة الارية، عجزت خلالها الشركة عن استكمال حفر الآبار في عرض السواحل المغربية بسبب نزاعات مالية مع "سوكو" الكرواتية التي استقدمت منصة عائمة للتنقيب اشترتها من شركات ايطالية في بحر الادرياتيكي. وذكرت المصادر ان "ماغريب بتروليوم اكسبلوريشن" التي لها خمس رخص تنقيب رصدت مبالغ مهمة قدرتها بنحو 150 مليون دولار لاستغلال الحقول المستكشفة بطريقة الاهتزاز الحراري ثلاثي الأبعاد. وكانت الشركة السابقة تخطط لإنشاء انبوب نفطي يصل منطقة تالسينت بالبحر الأبيض المتوسط في حال تأكد احتياط كبير يبرر المشروع من الوجهة التجارية. واعتبرت المصادر ان المرحلة المقبلة ستشهد عمليات انتاج للنفط للمرة الأولى في المغرب لتمويل برامج تنقيب تمتد على مساحة تزيد على 60 ألف كلم مربع تمتد من شمال الرباط الى جنوب مدينة اسفي. وكانت "لونستار" أول شركة تعلن اكتشاف النفط في منطقة تالسينت الحدودية صيف عام 2000، وتضاربت الأرقام حول حجم المخزون واعتبرت مصادر نفطية المعطيات التي أعلنها وزير الطاقة المغربي السابق مبالغ فيها وهو تحدث عن احتياط في المنطقة الحدودية يزيد على بليوني برميل، وتحدثت مصادر اخرى عن احتياط لا يتجاوز 120 مليون برميل. وتتنافس نحو 12 شركة دولية على التنقيب عن النفط في سواحل المغرب منها شركات انغلوساكسونية وفرنسية أهمها "فانكو" و"توتال" و"شل" و"افريكان انرجي" و"كيرجي". من جهته قال وزير الطاقة مصطفى المنصوري ان الاحتياط النفطي في البحر اكثر منه في اليابسة وان النتائج الأولية مشجعة جداً، لكنه طلب مهلة سنتين الى ثلاث سنوات للتأكد من الأرقام وبداية استغلال تلك الآبار التي تكلف بين 10 الى 15 مليون دولار لحفر بئر واحدة. وقدر الوزير حجم الاستثمارات المتوقعة في قطاع الطاقة في بلاده بنحو ثلاثة بلايين دولار من بينها 720 مليون دولار لشركة "سامير" التابعة لمجموعة "كورال اويل" السعودية التي تعتزم تحديث مصفاتها في ميناء المحمدية الاطلسي. يذكر ان مجموعة "دلة البركة" رصدت نحو 800 مليون دولار لاستثمارها في المغرب تشمل اقامة قرى سياحية في منطقة تاغازولت في مدينة اغادير لبناء 40 ألف غرفة جديدة بكلفة 630 مليون دولار والاستثمار في قطاعات الطاقة والاعلام. وتدرس المجموعة مع الحكومة امكان اطلاق قناة فضائية رقمية من المغرب وادماجها في باقة "اي آر تي" التي تبث من روما أو الدخول في رأس مال القناة الثانية في الدار البيضاء.