تواصلت امس الاجتماعات بين حزبي العمل وليكود بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية، بعدما برزت أزمات وخلافات بينهما، الى جانب أزمة يواجهها ايهود باراك داخل حزب العمل، وبلغت حد مطالبته بالاستقالة من زعامة الحزب ومن عضويته في الكنيست كشرط لقبول ان يرشحه الحزب وزيراً للدفاع إذا أراد دخول حكومة ارييل شارون. ولا يوجد داخل "العمل" اجماع حتى الآن على شروط حكومة الوحدة الوطنية، ولا يزال ليكود يبحث في كيفية تلبية طلبات الاحزاب اليمينية المرشحة للائتلاف وفي مقدمها حزب شاس 17 مقعداً. وكان مقرراً ان يعقد حزب العمل اليوم اجتماعاً للجنته المركزية 1700 عضو لاتخاذ موقف من حكومة الوحدة الوطنية، الا ان الاجتماع تأجل الى الاحد أو الاثنين المقبلين. والتقى باراك مع كتلة نواب حزب العمل محاولاً اقناعهم بقبول خطة التحالف مع ليكود، واكد لهم ان حزب العمل سيكون له رأيه المستقل في الشؤون السياسية، وانه لن يكون خاضعاً لأوامر شارون، وقال: "لا يمكننا ان نكون خاضعين لأوامر شارون والاكتفاء بتطبيق سياسة اليمين". واتهم باراك ليكود بالتراجع عن تفاهمات حصلت في المفاوضات الائتلافية بهذا الخصوص، وقال ان العمل لن يتنازل عن حقه في المشاركة التامة في بلورة السياسة الخارجية لاسرائيل. ولكن الأزمة الحقيقية التي تواجه باراك جاءته من كبار أعضاء اللجنة المركزية للحزب، اذ أعلن رعنان كوهين الأمين العام لحزب العمل مساء امس، ان اللجنة المركزية ستعقد الاثنين المقبل وليس الأحد، اجتماعاً خاصاً لمناقشة مسألتين: الانضمام الى حكومة وحدة وطنية برئاسة شارون، وتشكيل لائحة مرشحي الحزب للمناصب الوزارية. وكشف كوهين انه سيقدم للجنة اقتراحاً يقضي بأن يستقيل باراك من عضوية الكنيست ومن زعامة الحزب مقابل موافقة اللجنة على تعيينه وزيراً للدفاع. ونقل عن قريبين من باراك انه يوافق على هذا الاقتراح، كما يؤيده ابراهام بورغ رئيس الكنيست وصاحب الحظ الأوفر في خلافة باراك في زعامة الحزب. وقالت مصادر اسرائيلية مطلعة ان باراك حدد موعد استقالته من الكنيست فور تشكيل حكومة الوحدة، اما استقالته من زعامة حزب العمل فبقيت من دون تحديد. وعلى صعيد المفاوضات بين العمل وليكود، تفجرت جلسة المفاوضات بينهما فجر أمس، بعد إصرار "العمل" على تسلّم خمسة مناصب وزارية مرموقة، إضافة إلى الخارجية والدفاع، ومطالبته بأن يدير وزير الخارجية شمعون بيريز المفاوضات السياسية. في المقابل، أبلغ مفاوضو ليكود زملاءهم من العمل، ان شارون سيدير مفاوضات التسوية السياسية بنفسه، وان هذه القضية ستدون بوضوح في الخطوط العريضة لاتفاق تشكيل حكومة الوحدة. ونفى ممثلو ليكود أن يكون شارون التزم أمام باراك عدم ضم ليبرمان وزئيفي إلى حكومته.