يشارك فيلمان عربيان في الدورة الحالية لمهرجان برلين السينمائي. الأول داخل المسابقة وهو للمخرج الجزائري رشيد بوشارب، وعنوانه "سنغال صغيرة". والثاني للمخرج المغربي نبيل عيوش وعنوانه "علي زاوا" وعُرض من خارج المهرجان. واستقبل النقاد الفيلم الأول ايجاباً في حين تفاوتت تقديراتهم حيال الفيلم الثاني، علماً ان كليهما من انتاج فرنسي، وتسابقا لدخول ترشيحات جائزة "الأوسكار"، لكنهما أخفقا. في "السنغال الصغيرة" قصة رجل عجوز ينتقل بحثاً عن اجداده الذين نقلوا من قرية سنغالية الى أميركا كعبيد. ويقع العجوز في حب رومانسي خاص وبليغ مع امرأة يعتقد انه قريبته لكن كلاً منهما يعلم ان بحراً من الاختلاف في التقاليد والثقافة يفرق بين مجتمعيهما. ويعود العجوز في النهاية الى أفريقيا محملاً بالذكريات. فرؤية مخرج عربي يتناول موضوعاً غير عربي أمر مشجع على رغم وجود شخصية عربية على الهامش. ويذكر هذا بفيلم مماثل حققه المغربي سهيل بن بركة عن الوضع في جنوب أفريقيا قبل انتهاء الحكم العنصري. أما "علي زاوا" ففيلم قائم على رصد حكايات ثلاثة صبيان من متسكعي الشوارع السفلية في الرباط، يحاولون اقامة جنازة لصديقهم الذي مات للتو علي زاوا. المحاولة تتعثر وتمر ثلاثة أيام طويلة تعايش الكاميرا خلالها حياتهم المهمشة. الفيلم مليء بالتفاصيل والملاحظات اليومية، وأحد هؤلاء الأطفال على الأقل أصغرهم سناً تحبه الكاميرا. لكن المخرج الذي سبق ان قدم فيلماً بعنوان "مكتوب" يخفق في صون عمله من الرتابة. ويبقى ان خروج أي من الفيلمين بجائزة احتمال محدود.