عشية زيارته الكويت، أكد رئيس الوزراء الروسي السابق سيرغي ستيباشين ل"الحياة" استعداد بلاده للتوسط بين الكويت والعراق، وقال إنه سيبحث في العلاقات الروسية - الكويتية وتعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري. وشدد على أن روسيا تريد الحوار مع "شخصية محاربة" في الشيشان، وذكّر بأنه شارك شخصياً في انقاذ اصلان مسخادوف من ثلاث محاولات لاغتياله. ويعد ستيباشين من ساسة الصف الأول في روسيا، وتولى وزارات الداخلية والأمن والعدل ورئاسة الحكومة، وعينه الرئيس الحالي فلاديمير بوتين رئيساً لديوان المحاسبة بدرجة نائب رئيس وزراء. وبهذه الصفة سليتقي أمير الكويت وولي العهد ووزير الخارجية ورئيس مجلس الأمة ومدير ديوان المحاسبة. وعشية مغادرته أدلى بتصريحات إلى "الحياة" ووكالة الأنباء الكويتية وصحيفة "الوطن"، وأشار إلى وجود "مجالات واسعة للتعاون العسكري والاقتصادي" مع الكويت. وتابع أنه التقى بوتين قبل سفره وسيطلعه على نتائج محادثاته في الكويت بعد عودته، مما يضفي على الزيارة أهمية خاصة. وفي هذا الإطار شدد ستيباشين على أن لموسكو علاقات متشعبة مع بغداد، إضافة إلى صلاتها مع الكويت، لذلك "يمكن ان تصبح وسيطاً في حال أبدت الكويت، والعراق طبعاً، استعداداً لذلك". وشدد على أن الديبلوماسية الروسية يجب أن تبتعد عن ازدواجية المعايير وتدين العدوان "أياً يكن مصدره". ورداً على سؤال هل غيرت روسيا موقفها من النزاع العربي - الإسرائيلي لغير مصلحة العرب في ضوء كثرة تردد كبار المسؤولين الإسرائيليين على موسكو والرعاية الخاصة التي يحظون بها، قال ستيباشين إنه سيطلع بوتين على "مخاوف" العرب، لكنه شدد على أن الكرملين ملتزم مبادئ مدريد ويرفض المساعي الرامية إلى "فرض حلول راديكالية". وزاد أن بوتين كان أكد "قلقه على مصير مواطنين روس سابقين نزحوا إلى إسرائيل، لكنه لم يؤيد استخدام القوة لمعالجة النزاع". إلى ذلك، لام ستيباشين أطرافاً عربية وشرق أوسطية قال إنها "تقدم دعماً غير معلن" للشيشانيين. ومعروف أن ستيباشين وثيق الصلة بالملف الشيشاني منذ كان وزيراً للأمن والداخلية ورئيساً للحكومة. وكشف أنه كان حذر الرئيس أصلان مسخادوف من ثلاث محاولات لاغتياله، مشدداً على أن "السيارات المصفحة التي قدمناها له أنقذته". واستدرك أن مسخادوف فقد السيطرة على الأوضاع، موضحاً أن موسكو تبحث عن "شخصية من بين المقاتلين في أعالي الجبال" يمكنها أن تتخذ قراراً بوقف القتال، واستبعد أن يكون بين المرشحين للحوار مع موسكو أي من القادة الراديكاليين، مثل شامل باسايف و"خطاب". ونبه إلى ضرورة "أن يعرف المجتمع كم تكلف هذه الحرب"، وأوجه انفاق الاعتمادات المخصصة لها. وزاد انه لم يعد مقبولاً "حشد جيوش كاملة لتعقب 2 أو 3 من المجرمين". ودعا إلى تهيئة أجواء مناسبة لحياة 200 ألف شيشاني هربوا من الجمهورية، وتأمين فرص العمل للشبان والرجال الذين يحملون السلاح حالياً "مع ضمان أمنهم وأمن أسرهم". وكشف أن موسكو قررت القبول بمساهمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لتنظيم الحوار بعدما كانت ترفض بشدة أي نوع من "تدويل" الأزمة. ولم يوضح ستيباشين هل ترغب روسيا في وساطة دول إسلامية، لكنه رفض أي محاولة ل"وضع الارهاب في لباس ديني". كما اعترض على ربط أحداث الشيشان ب"السلفية". وقال إنه لا يوافق على أن يوصف كل من أطلق لحيته بهذه الصفة. وأشار ستيباشين إلى خطورة "الخلط بين المسلمين والمجرمين"، لكنه تحدث عن دعم يتلقاه "قطاع الطرق" من بلدان خليجية ومن تركيا. وشدد على أن خَلفه في وزارة الداخلية فلاديمير روشايلو يزور أنقرة لمناقشة ملف "الارهاب"، وأضاف ان دولة خليجية كانت اتخذت "قراراً صارماً" يمنع المؤسسات الخاصة من تقديم مساعدات ليس لها طابع إنساني.