كان بامكان عشاق كرة المضرب ذات المستوى الرفيع في قطر ان يتمتعوا مرة واحدة كل عام من خلال منافسات بطولة الرجال، لكنهم صار من حقهم ان يتمتعوا مرة ثانية ببطولة السيدات التي عرفت طريقها الى الشرق الاوسط من الدوحة يوم الاثنين الماضي... وبات عليهم وحدهم ان يحكموا اياً من الحدثين يحقق لهم ما تصبو اليه النفس من متعة وإثارة. والواقع انه لا تنافس اجواء كرة المضرب "الدولية" هنا في قطر، فنياً وجماهيرياً ونجوماً لامعة وأسماء براقة سوى منافسات الجائزة الكبرى لألعاب القوى التي دأبت الدوحة على استضافة احدى جولاتها سنوياً. أغرب وأجمل ما في كرة المضرب انها متجددة دائماً، والتكهن بنتائجها صعب عموماً وهذا احلى ما فيها، لكن هذا لا يمنع من "التلميح" الى ان اليد العليا في بطولة "قطر توتال فينا إلف"، باكورة بطولات السيدات في الشرق الاوسط، والمقامة حالياً في الدوحة، ستبقى للأسماء الكبيرة المتمثلة في السويسرية مارتينا هينغيس والفرنسية ماري بيرس ومواطنتها ساندرين تيستو ومعهن النمسوية باربرا شيت. وأكثر ما يخيف عشاق اللعبة، هو ان اللاعبات لم يخلدن لراحة معقولة منذ بداية العام، والراحة التي نعنيها هنا ليس الاسترسال في النوم والطعام والشراب وخلافه... وانما الابتعاد من التوتر وأجواء المنافسة وهذا ما لم يحدث فعلاً. لكن، وبمجرد ان بدأت المباريات تبددت هذه المخاوف لأن اللاعبات قدمن فعلاً مستوى "تنسي" مرتفعاً فنياً وبدنياً. أسوأ ما كان في اليوم الاول من البطولة هو خروج المغربية بهية محتسن من الدور التأهيلي الاخير امام الروسية لينا كراسنوروتسكايا 3-6 و1-6، وما زاد الطين بلة ان محتسن نفسها وزميلتها التونسية سليمة صفر خرجتا من الدور الاول من بطولة الزوجي على يدي الجنوب افريقية كيم غرانت والألمانية مارلين فينغارتير 1-6 و4-6. وحملت المغربية "مضربها" ورحلت، في حين تخوض صفر مباراتها الاولى في الفردي امام البلغارية لوبومير باتشفا. اما احلى ما كان في اليوم ذاته، فهو وصول البطلة العالمية السويسرية مارتينا هينغيس التي استقبلت استقبال الاميرات في قاعة كبار الزوار في مطار الدوحة الدولي. وتنتظر الجماهير هنا "على نار" ظهورها الاول في منطقة الشرق الاوسط، وهي ستخوض مباراتها في الدور الثاني مباشرة غداً. اما منافستها الاولى الفرنسية ماري بيرس، فقضت يوم امس بعيداً من التدريبات وهمومها واستمتعت بجولة سياحية مميزة لمعالم قطر وخصوصاً منطقة "عين السيلين" الساحرة... علماً انها ستخوض مباراتها الاولى في هذه البطولة اليوم ضمن منافسات الدور الثاني. وينتظر ان تجذب مباريات النجمتين الجميلتين اعداداً غفيرة من الجماهير التواقة للاستمتاع بعروض فنية متميزة، وهذا ما تؤكده المؤشرات اذ شهدت مبيعات بطاقات الدخول ارتفاعاً ملحوظاً. من جانبه، اشاد علي الفردان رئىس الاتحاد القطري رئىس اللجنة المنظمة بتجاوب "الحياة" مع الحدث وتميزها في التغطية الاعلامية للبطولة "ما كان له أبلغ الأثر في تعرف قراء العالم العربي كله والجاليات العربية المنتشرة في كل اقطار الدنيا على فاعليات الدورة والنجاحات التي تحققها يوماً بعد يوم". وأعرب عن اسفه لخروج المصرية نادية خليل ومحتسن من الادوار التأهيلية، مؤكداً ان سيدات كرة المضرب في الوطن العربي في امسّ الحاجة للدعم المعنوي والمادي من اجل ان يتجاوزن الصعاب والمعوقات التي تحول دون وصولهن الى مراكز متقدمة في التصنيف العالمي. وطالب بأن يهتم الاتحاد العربي للعبة بهذه الناحية، مشيراً الى ان اتحاد بلاده سيقبل على دعم هؤلاء البطلات. واعتبر الفردان تنظيم قطر الاول بطولة نسائية في المنطقة انجاز تاريخي سيبقى محفوراً في سجلاتها الرياضية، وتمنى ان تجمع المباراة النهائىة بين هينغيس وبيرس "لأن ذلك سيكون مسك الختام". متفرقات - تلقت اللجنة المنظمة طلبات عدة من شركات سياحية فرنسية للحصول على تأشيرات دخول للمئات من الفرنسيين الذين يرغبون في الحضور الى الدوحة لمؤازرة مواطنتيهما بيرس وتيستو. - طلبت شبكة "يورو سبورت" التلفزيونية الاوروبية المختصة، تسجيلاً كاملاً لحفلة الافتتاح، لعرضه على شاشاتها وخصوصاً طابور عرض اللاعبات بالزي القطري الشعبي. - أكثر المشاركات في نهائيات الدورة 30 لاعبة هن البيلاروسيات وعددهن 3 لاعبات، تليهن الاسبانيات 2، والالمانيات 2، والهولنديات 2، والفرنسيات 2، والبلغاريات 2، والاستراليات 2، والجنوب افريقيات 2، فضلاً عن لاعبة واحدة من كل من سويسرا والنمسا وأوزبكستان وروسيا وايطاليا ويوغوسلافيا وسلوفاكيا وتشيخيا والولايات المتحدة الاميركية وتايلاند وفنزويلا وباراغواي الى جانب التونسية سليمة صفر.