شهدت الخرطوم مساء أمس تظاهرة افريقية كبيرة بالتئام قمة رؤساء دول الساحل والصحراء الثالثة التي يشارك فيها 13 رئيس دولة وحكومة، وانضمام مصر وتونس ونيجريا والمغرب والصومال، واحتفل بها السودان باعتبارها تجاوزا للحظر الدولي الذي يمنع انعقاد المؤتمرات الدولية في أراضيه. وحضر القمة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ورؤساء كل من تشاد ادريس ديبي ونيجريا اولوسيغون اوباسانجو وجيبوتي اسماعيل عمر غيللي ومالي الفا عمر كوناكري واريتريا أساياس افورقي والسنغال عبدالله واد وافريقيا الوسطى فيلكس باتسي وبوركينا فاسو بليز كومباوري وتوغو نياسيما اياديميا ورئيس ووزراء المغرب عبدالرحمن اليوسفي والنيجر أمادو تنجو ووزراء الخارجية المصري عمرو موسى والتونسي الحبيب بن يحيى والغامبي محمد الأمين ممثلين لزعماء دولهم. وتحدث في الجلسة الافتتاحية الرئيس ديبي بصفته رئيساً للدورة السابقة، وتسلم السودان رئاسة الدورة الجديدة. وأعرب الرئيس عمر البشير عن أمله في أن يتبنى التجمع مبادرات ذات توجه عملي ووعد ببذل الجهد لتنفيذ ميثاق التجمع على أرض الواقع. واعتبر رئيس الدورة الحالية لمنظمة الوحدة الافريقية أياديميا تجمع الساحل والصحراء نواة لوحدة دول القارة. ودخل الزعماء في جلسة مغلقة ناقشوا خلالها مسودة "اعلان الخرطوم" الذي يصدر في ختام أعمال القمة اليوم، وخطة التجمع للمرحلة المقبلة. ويشمل الإعلان المطالبة برفع الحظر الدولي عن ليبيا بعد انتهاء محاكمة لوكربي، وضمان حقوق الإنسان في الدول الأعضاء، ومعالجة القضايا الأمنية، والاندماج الاقتصادي على غرار الاتحاد الأوروبي، وإقامة اتحادات جمركية وتجارية. كما ناقش الزعماء الوضع الأمني والسياسي في بلدان التجمع، وربط دول المنطقة بالطرق البرية والسكك الحديد وانشاء شركة طيران، وربط منظمات المجتمع المدني في هذه الدول واحياء الارث الثقافي. وتواجه القمة تحدياً شائكاً يتمثل في استضافة بعض دول التجمع لمعارضة حكومات اعضاء في المنظمة. وينتظر أن يحسم الجدل في شأن الدور السياسي للتجمع الذي يتحفظ عليه بعض الدول باعتباره يتعارض مع ميثاق المنظمة الافريقية التي يحضر أمينها العام سالم أحمد سالم القمة. لكن سالم نفى في مؤتمر صحافي أن يكون هناك تضارب بين مشروع الاتحاد الافريقي والمنظمة الافريقية، موضحاً أن القمة الافريقية الاستثنائية التي تعقد في ليبيا الشهر المقبل ستبحث في اقتراح الاتحاد الافريقي، مشراً إلى حرص المنظمة على تفعيل الدعوة إلى قيام برلمان افريقي لإشراك الشعوب في مشروع الوحدة، وعبر عن أمله في قيام مثل هذا الكيان قريباً. إلى ذلك، قال رئيس الوزراء المغربي عبدالرحمن اليوسفي إنه حضر القمة بتكليف من الملك محمد السادس تقديراً لأهميتها، وأكد الحبيب بن يحيى الممثل الشخصي للرئيس التونسي زين العابدين بن علي دعم بلاده للتجمع.