قرر تجمع افريقي كبير وضع حد لوجود أسلحة في معسكرات اللاجئين ودعوة المجتمع الدولي الى تحمل مسؤوليته في دعم الجهود الانسانية لاغاثة ثمانية ملايين لاجئ وأكثر من 20 مليون نازح ومشرد في افريقيا. كما اعتبر التدخلات الخارجية في شؤون القارة من أسباب اللجوء. ووصف القادة والمسؤولون الأفارقة الذين حضروا المؤتمر في الخرطوم بأنه تأكيد لاستقلال القرار الافريقي الذي تمسك بعقد المؤتمر في الخرطوم على رغم الحظر الدولي على استضافة السودان للمؤتمرات الدولية. واختتمت أمس في العاصمة السودانية جلسات المؤتمر الوزاري للاجئين في افريقيا بحضور أكثر من 27 وزيراً وممثلين ل 42 دولة افريقية و22 منظمة دولية. وخاطب الجلسة الختامية وزيرالخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل والأمين العام لمنظمة الوحدة الافريقية الدكتور سالم أحمد سالم اللذين تلوا توصيات المؤتمر و"اعلان الخرطوم" في شأن اللاجئين والذي سيرفع الى مؤتمر القمة الافريقي المقبل في الجزائر في حزيران يونيو 1999. ووافق المؤتمر على تعديل قدمه السودان يعتبر الإرث الاستعماري والتدخل الخارجي في شؤون القارة من الأسباب الرئيسية للجوء والنزوح. وطلب المؤتمر من المنظمات الطوعية التي تعمل وسط اللاجئين الى مراعاة قوانين البلد المضيف وعدم التدخل في شؤونه السياسية. كما أوصى بوضع حد فاصل لما أسماه "اللاجئ المسلح" ونزع الأسلحة من مخيمات اللاجئين وترتيب اقامة هذه المخيمات بعيداً عن الحدود. واعتبر كثيرون من القادة والوزراء الافارقة، وبينهم الرئيس الحالي لمنظمة الوحدة الافريقية رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري عقد المؤتمر في الخرطوم صورة من صور استقلال القرار الافريقي. وذلك في اشارة الى ما تردد عن ان الادارة الاميركية والحكومة البريطانية مارستا ضغوطاً لمنع عقد هذا المؤتمر في الخرطوم تطبيقاً لقرار مجلس الأمن الذي يمنع عقد أي مؤتمرات دولية في السودان. وكان الرئيس السوداني عمر البشير والرئيس كومباوري أشادا بالمؤتمر وتوصياته في المؤتمر الصحافي الذي عقداه في مطار الخرطوم أمس. الى ذلك عقد نائب وزير خارجية اثيوبيا تيكيدا اليمو مؤتمراً صحافياً أمس على هامش جلسات المؤتمر وجدد مطالبة بلاده للسودان بتسليم المتهمين في محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في 1995. وقال ان الاتصالات بين اديس اباباوالخرطوم لم تنقطع، لكنه أضاف ان العلاقة يمكن أن تعود الى طبيعتها لو توافرت النيات الحسنة