أصدر زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان بياناً من سجنه في جزيرة امرالي، لوّح باستئناف انصاره الهجمات العسكرية جنوبتركيا، اذا استمرت انقرة في مطاردتهم شمال العراق. تزامن ذلك مع انباء عن استعدادات عسكرية تركية لعملية شاملة و"حاسمة" في شمال العراق، على ما بقي من قوات الحزب، وذلك بالتعاون مع الفصائل الكردية العراقية وطهران. وأكد اوجلان في بيانه ان تركيا عاشت سنتين في ظل سلام بفضل مبادرته، التي اقر فيها بانسحاب قواته من تركيا للافساح في المجال امام ايجاد حل سلمي للقضية الكردية. لكنه اعتبر ان أنقرة والزعامات الكردية العراقية التي سماها "القوى الجنوبية"، لم تستغل هذه المبادرة كما يجب. واتهم انقرة بالتقاعس عن اتخاذ خطوات عملية لتسوية القضية الكردية سياسياً. ورأى اوجلان ان الاتفاق الأخير بين زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني وأنقرة، من شأنه ان يزيد احتمالات نشوب حرب في شمال العراق، قد تمتد الى تركيا، ملوحاً باحتمال عودة عناصر حزبه الى الأراضي التركية، في حال واجهوا محاولة للقضاء عليهم عسكرياً. واكد انه ما يزال يدعو الى السلام، لكن حزبه "سيكون مضطراً للدفاع عن نفسه". وانتقل زعيم "الكردستاني" الى الحديث عن نفسه، مشيراً الى قدرته على العودة الى مكانته وقوته التي كان عليها، من دون ان يمنعه سجنه من ذلك. وقال: "الذين ما زالوا يفكرون بعقلية القرن العشرين، عاجزون عن ادراك ذلك". ولوحظ انها المرة الأولى التي يهاجم فيها اوجلان صديقه القديم طالباني الذي طالما حاول التوسط بينه وبين أنقرة، اذ دحض اتهام الأخير له بأنه يدعو الى الحرب من سجنه. كما جاء البيان رداً على بيان مشترك أصدره الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني الأسبوع الماضي، واعتبر ان "الكردستاني" حزب ارهابي يعمل لتوتير الوضع في شمال العراق، مشدداً على ضرورة العمل ضده.