تنطلق اليوم على ملاعب "مجمع خليفة الدولي للتنس والاسكواش" في الدوحة بطولة قطر الدولية المفتوحة للسيدات التي تستمر الى الاحد المقبل، وهي احدى الدورات الرسمية التي تنظمها رابطة اللاعبات المحترفات وتبلغ قيمة جوائزها المالية 170 الف دولار. وهذه هي المرة الاولى التي تستضيف فيها دولة شرق - اوسطية مثل هذا النوع من الدورات الكبيرة والمتميزة للسيدات. وكانت قطر سباقة ايضاً في تنظيم اول بطولة دولية للرجال قبل عشر سنوات قبل ان تسير الامارات العربية المتحدة على نهجها اذ بدأت منذ بضعة سنوات بتنظيم دورة مماثلة في دبي. وتشارك في البطولة المقامة تحت رعاية شركة "توتال فينا إلف" للبترول، 32 لاعبة في مقدمتهم المصنفة اولى عالمياً السويسرية مارتينا هينغيس، والفرنسية ماري بيرس ومواطنتها ساندرين تيستو، والنمسوية بربارا شيت، والتايلاندية تامارين تاناسوغارن، والايطالية ريتا غراندي، والجنوب افريقية جوانيت كروغر، والكرواتية ايفا مايولي، والالمانيتان مارلين فينغارتنر وبربارا ريتنر، والهولندية كريستي بوغارت. واعتذرت الروسية انا كورنيكوفا في اللحظات الاخيرة، ولن تشارك الاسبانية ارانتشا سانشيز بسبب الاصابة التي لحقت بها قبل ايام. وتشارك في الادوار النهائىة امرأة عربية واحدة هي التونسية سليمة صفر المصنفة في المركز 138 عالمياً، علماً بان اللجنة المنظمة تلقت طلباً من الاتحاد المغربي لمشاركة اللاعبة بهية محتسن لكنها لم تتمكن من تلبيته وفقاً لشروط رابطة اللاعبات المحترفات، وشاركت محتسن في الادوار التمهيدية. وصفر كانت اول عربية تلعب في الادوار النهائىة لاحدي البطولات الاربع الكبرى حين شاركت في منافسات دورة "فلاشينغ ميدو" في الولاياتالمتحدة، كما شاركت في دورة اتلانتا الاولمبية عام 1996. وهي لعبت قبل اليوم، 312 مباراة فازت في 180 منها. الاجواء هنا في الدوحة ليست عادية، ولا حديث الا عن معجزة ميلاد هذه البطولة. ويخطىء من يعتقد بأن الرياضة عالم قائم بذاته في أي مجتمع، لأنها في الواقع صورة عنه تشرح بكل موضوعية اوضاع شبابه ومؤسساته... والاهتمام الكبير الذي تحظى به هذه البطولة رسمياً واعلامياً وشعبياً أكد ذلك. ميلاد "البطولة المعجزة"، حسب ما سماها المواطن العادي، تطلب الكثير من الجهد والعرق من قبل القيمين على الرياضة القطرية عموماً واتحاد كرة المضرب خصوصاً. والحكاية القطرية مع كرة المضرب بدأت قبل عشر سنوات، عندما نظمت الدوحة اول بطولة دولية للرجال بمشاركة نخبة من لاعبي الصفوة. ومع النجاحات اللافتة التي حققتها هذه الدورات في كل نسخها، كانت الاحلام بتنظيم اول دورة دولية نسائىة في المنطقة تتعاظم. الصعوبات كانت كثيرة والمعوقات اكثر، لكن الجهد الذي بذله رجال الاتحاد القطري وفي مقدمهم الرئيس علي الفردان فاق كل الحدود. وانفرجت اسارير القطريين عندما وافقت رابطة اللاعبات المحترفات، اخيراً، على ان تقام اول بطولة شرق - اوسطية من هذا النوع في الدوحة... وخشى بعضهم من امور كثيرة قد تعوق اقامتها، لكن المنافسات ستنطلق اليوم في موعدها المحدد من "مجمع خليفة الدولي للتنس والاسكواش" وسط حشد شعبي كبير. وبعد... أي عروس سيختار اللقب وكلهن جميلات؟ كل شيء وارد، لكن الاكيد ان خانة التوقعات لا تتسع للجميع، وفي النهاية ستكون هناك عروس واحدة فقط. وقد يرى بعضهم ان مجرد نظرة عاجلة الى الاسماء التي تضمها لائحة البطولة كافية لتحديد هوية المتنافسات. ولكن من يقدر على انتزاع اللقب؟ الامر رهن بعدم سماح المرشحات من المستوى الاول هينغيس وبيرس وتيستو للاخريات بتسجيل مفاجآت من العيار الثقيل!