} تسحب اليوم قرعة بطولة "اكسون موبيل قطر الدولية المفتوحة" العاشرة لكرة المضرب، اولى جولات منافسات رابطة اللاعبين المحترفين لعام 2002، والبالغة قيمة جوائزها المالية مليون دولار، والتي تنطلق منافساتها بعد غد على ملاعب "مجمع خليفة الدولي للتنس والاسكواش" في الدوحة بمشاركة نخبة من نجوم اللعبة العالميين والعرب. وتعد بطولة قطر، محطة اعداد مهمة لبطولة استراليا المفتوحة على ملاعب ملبورن، اولى بطولات الجائزة الكبرى الاربع والتي تنطلق في النصف الثاني من الشهر المقبل، كونها تلعب على النوع ذاته من ارضيات الملاعب. سوابق بطولات رابطة اللاعبين المحترفين لكرة المضرب كثيرة، والمهم ان اولى الدورات السنوية في العام الجديد تقام في الدوحة وبشارك فيها هذا العام كوكبة من نجوم العالم في مقدمهم الروسي يفغيني كافلنيكوف، والكرواتي غوران ايفانيسيفتش، والمغربيان يونس العيناوي وكريم العلمي، والتشيخي ياري نوفاك، والالماني راينر شوتلر، والايطالي اندريا غوادينسي، والفرنسي سيدريك بيولين، والاسبانيون فيلكس مانتيا وفرناندو فينسنتي وغاللو بلانكو. وحكاية قطر مع كرة المضرب بدأت قبل عشر سنوات عندما نظمت الدوحة اول بطولة دولية للرجال في منطقة الخليج بمشاركة نخبة من لاعبي الصفوة في العالم، ولأنها حافظت على استضافتها سنوياً بات من حقها ان تحتفل اليوم بأكمال العقد الاول من التنظيم الناجح والمشرف لكل عربي. ومع النجاحات المستمرة التي حققتها هذه الدورات في كل نسخها، لم تقف طموحات رجالات الاتحاد القطري لكرة المضرب برئاسة علي الفردان عند هذا الحد، بل تجاوزته "الاحلام" الى تنظيم اول دورة دولية نسائية في المنطقة. الصعوبات كانت كثيرة والمعوقات اكثر، لكن الجهد المبذول فاق كل الحدود، وانفرجت اسارير القطريين عندما وافقت رابطة اللاعبات المحترفات على ان تقام اول بطولة شرق - اوسطية من هذا النوع في الدوحة وهو ما تحقق فعلاً في شباط فبراير الماضي وفازت بلقبها السويسرية مارتينا هينغيس. ميلاد "البطولة المعجزة" بحسب ما سماها المواطن القطري آنذاك، تطلب الكثير من الجهد والعرق من قبل القيمين على الرياضة القطرية عموماً واتحاد كرة المضرب خصوصاً... لكن لذة النجاح وتسجيل هذا الانجاز التاريخي في سجلات الرياضة العالمية جعل نتاج هذا "التعب" احلى من مذاق العسل. ويخطئ من يقول ان الرياضة عالم قائم بذاته في اي مجتمع، لأنها في الواقع صورة عنه تشرح بكل موضوعية اوضاع شبابه ومؤسساته. والاهتمام الكبير الذي لقيته كرة المضرب ودوراتها الدولية في قطر على الصعيدين الرسمي والشعبي اكد ذلك وأثبت ان المجتمع كله بخير وعافية. وهكذا عشق المواطن القطري كرة المضرب خصوصاً بعدما حرص اتحادها على تنظيم بطولة قطر الدولية، فصار يحرص على حضور منافسات هذه الدورات ويترقب موعدها بفارغ الصبر ليشاهد نخبة من ابرز نجوم العالم تلعب امامه وعلى ملاعبه في الدوحة. والجماهير القطرية مطالبة هذه المرة بتجاوب اكثر وحضور مكثف مع فاعليات هذه الدورة تحديداً، كي تحتفل مع منظميها وابطالها بمرور عقد كامل على ولادتها في وطنهم. وانطلقت بطولة قطر الدولية، المعتمدة رسمياً من قبل رابطة اللاعبين المحترفين، للمرة الاولى عام 1993، ولاقت نجاحاً منقطع النظير. وشارك في احداثها 32 لاعباً من ابرز اللاعبين في العالم آنذاك، وفي مقدمهم السويدي ستيفان ادبرغ والالماني بوريس بيكر والكرواتي ايفان ايفانيسفتش. واستمعت الجماهير التي تابعت البطولة في الدوحة، وعبر شاشات التلفزة خارجها، بالعروض القوية الممتعة التي قدمها نجوم اللعبة. وفاز بيكر باللقب الاول بعد تغلبه على ايفانيسفيتش 7-4 و4-6 و7-5 في ساعتين و35 دقيقة، في حين خسر ادبرغ امام بيكر في الدور نصف النهائي 6-4 و6-4، لكن السويدي فاز بعد ذلك بلقب بطل دورتي عامي 1994 و1995. وفاز التشيخي بيتر كوردا باللقب عامي 1996 و1998، والاميركي جيم كوريير 1997، والالماني راينر شوتلر 1999، والفرنسي فابريس سانتورو 2000، والتشيلي مارسيلو ريوس 2001. واعتبر النقاد والمتابعون في حينه، ان الحدث هو الاضخم من نوعه في الوطن العربي ومنطقة الشرق الاوسط، ولأنه حقق نجاحاً لافتاً ادرجته رابطة اللاعبين المحترفين ضمن دوراتها الرسمية. وتطورت هذه البطولة من عام الى آخر، وباتت الى جانب انها تجذب المواطن القطري الى الملاعب، تعرفه على اصول اللعبة وقواعدها وعلى نجومها العالميين اكثر واكثر ما دفع الكثيرين من الشباب الى ممارستها، فتكونت بالتالي قاعدة عريضة من اللاعبين افرزت ابطالاً على الصعيدين الخليجي والعربي. ورأى علي الفردان رئيس الاتحاد القطري للعبة رئيس اللجنة العليا المنظمة دوماً، ان تنظيم هذه الدورات حقق فوائد كثيرة لبلاده ولممارسي هذه الرياضة فيها. وأوضح في حديث خاص الى "الحياة" ان تنظيم البطولة سنوياً منذ عام 1993، وتتابع مشاركة النجوم العالميين فيها عاد على قطر بايجابيات كثيرة. واثنى على المستويات الفنية الراقية التي اتسمت بها منافسات الدورات السابقة... متمنياً ان تتفوق البطولة التي تنطلق بعد غد عليها كلها، وان تتسم بالتكافؤ والندية. وشدد على اهمية الدورة الحالية كونها تتوج المصنف الاول عالمياً في اول تصنيف يصدر عن رابطة اللاعبين المحترفين في عام 2002. وعن النواحي الايجابية لتنظيم مثل هذه البطولات، قال الفردان "التنظيم قدم لقطر فوائد اساسية كثيرة، فهو وضع بلادي على الخارطة السياحية العالمية وصارت منطقة جذب للمهتمين باللعبة وغيرهم. كما انها تنشط الحركة الاقتصادية اذ تنتعش الاسواق التجارية ويزداد حجم التعامل فيها وتشغل الفنادق والطائرات بالكامل ما يحقق رواجاً اقتصادياً للدولة. وحتى مع احداث 11 سبتمبر ايلول المعروفة ب"الثلثاء الأسود" وما تابعها من توتر عالمي لم يتأثر الاقبال على المشاركة في البطولة او على اعداد الاجانب الراغبين في الحضور لمتابعتها، ما اكد حرص هؤلاء على الحضور في قطر اثناء اقامة الدورة تحديداً". واضاف "هناك ايضاً دور الاعلام العالمي الذي يحرص على حضور البطولة باستمرار ويسهم في التعريف بالبلد ويعكس المظهر الحقيقي للنهضة العمرانية والثقافية والفكرية التي تعيشها في الوقت الحالي. وهو مناط هذه المرة بمسؤولية مضاعفة، اذ عليه الى جانب ما يقوم به في كل مرة، ان ينقل للعالم الوجه الحقيقي للعرب والمسلمين وان يؤكد للجميع اننا دعاة سلام وحضارة وننبذ الارهاب بكل انواعه فضلاً عن نقل الصورة الواقعية للأمن والأمان اللذين تنعم بهما بلادنا". وأكد رئيس الاتحاد القطري لكرة المضرب ان "الدولة اهتمت منذ البطولة الاولى بالبنية التحتية، وحرصت تحديداً على انشاء ملاعب على أعلى مستوى وهي صارت بالمئات. واكتسب المواطن القطري مزيداً من الخبرات التنظيمية للبطولات الدولية الكبرى، واقبل النشء على ممارسة اللعبة فاتسعت القاعدة وأصبح هناك "ثقافة تنسية" على اعلى مستوى". واشار الفردان الذي يرأس الاتحاد منذ 12 عاماً، ان طموحات اتحاده لا تقف عند حد، وانه يسعى دائماً الى تطوير اللعبة "سياسة الاتحاد تعتمد نشر اللعبة باستمرار بفضل القائمين عليه ومساندة الدولة الدائمة لهم لتحقيق ذلك، لكن المساندة الوطنية مطلوبة ايضاً. نحن في الاتحاد نؤمن بأن الرياضة والاقتصاد يدوران في فلك واحد، وانه لا بد من ان تستفيد الرياضة من تمويل الشركات الكبيرة، وان تشييد منشآت رياضية وسياحية برؤوس اموال وطنية يعود ريعها الى خدمة الرياضة والرياضيين يمثل مكسباً كبيراً للدولة". ووعد الفردان بأن الدورة التي تشهد احتفالات خاصة في مناسبة ذكرى انطلاقتها العاشرة، ستحفل بالمفاجآت الرائعة والمثيرة. وتمنى على الجمهور القطري خصيصاً ان يتحمل مسؤولياته تجاه استمرار نجاح هذه الدورة وان "يكون على مستوى الحدث كعادته، وان يقبل على متابعة فاعليات الدورة في "مجمع خليفة الدولي للتنس والاسكواش" ليعكس صورة التطور الحقيقي الذي تعيشه بلاده من خلال هذا الحدث الذي يُنقل الى دول كثيرة جداً على الهواء مباشرة عبر الاقمار الاصطناعية".