شهدت حفلة ختام الدورة 19 ل"مهرجان فجر السينمائي" مفاجآت قل نظيرها، اذ احجم مجيد مجيدي عن قبول جائزة الاخراج عن شريطه "المطر"، واهداها الى زميله ابراهيم حاتمي كيا، الذي منع شريطه "الموجة القاتلة" رغم ادراجه ضمن فقرة "المسابقة الايرانية". وجاء في كلمة مجيدي انه يفضل ان تمنح هذه الجائزة الى حاتمي كيا تضامناً معه، بعدما قرر الحرس الثوري سحب الفيلم. وتتجاوز هذه الحادثة النادرة معناها الظاهري، لتصب في حال الصراع المفتوح بين القوى الاصلاحية والمحافظة. ومثله اعتلى الدكتور عطاالله مهاجراني، وزير الثقافة والإرشاد السابق ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية، منصة الاحتفالات ضمن موجة تصفيق عارمة، وكانت كلمة مهاجراني بمثابة صب الزيت على النار وتصريح واضح لطبيعة الصراع القائم في ايران. وقال ان الانفتاح على المبدعين من اساسيات رجل السياسة، اذ ان السياسيين والعسكر عليهم ادراك حقيقة ان بقاءهم في السلطة مرهون بظرف سياسي، فيما يبقى عمل الفنان المبدع والأصيل خالداً لأجيال. وفتح المهرجان جائزته الكبرى لفقرة المسابقة الدولية للمخرج بهمن بيضائي عن شريطه "قتل عنيف"، كما فاز مخرجه وممثلته والسيناريو بجوائز اخرى من بينها جائزة الجمهور. فيما حصل المخرج مجيد مجيدي على جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن "شريطه المطر"، وفاز بطله التركي الأصل حسني عبيدي الذي أدى دور "لطيف". ومنحت هذه الدورة جائزة خاصة للمخرج اليوناني ثيو انغلوبولوس عن مجمل نتاجاته وقدمها له عباس كيارشتمي سفير السينما الايرانية.